رسالة من وزير الثقافة الفلسطينى الأسبق لوزيرة الثقافة البحرينية المقالة: يد مي التي لم تصافح الاحتلال صارت عنوانًا مُلهمًا للعدالة
القيمة الحقيقية للإنسان تكمن في الموقف وجوهر الانتماء للكلمة التي لا تعرف الصمت أو الحياد أمام ضجيج اللا إنسانية
رسالة مشبعة بكل المحبة والتقدير لك ولِيَدك التي لا تشبه سوى نخلة العرب الشامخة ومنارة من منارات الحرية
كتبت: ليلى فريد
بعث وزير الثقافة بفلسطين السابق إيهاب بسيسو، برسالة إلى الشيخة مي بنت محمد آل خليفة من منصبها كرئيسة لهيئة البحرين للثقافة والآثار (وزيرة الثقافة)، بسبب موقفها من التطبيع بين البحرين وإسرائيل ورفضها مصافحة سفير الاحتلال الإسرائيلي لدى المنامة، وقال بسيسو: الشيخة مي تضعنا أمام صورة جديدة من صور الحقيقة الناصعة وهي أن الانحياز للإنسان – الضحية أمام ماكينات الفولاذ القاتل لا يمكن أن يتجزأ بل يزداد ثباتاً وتماسكاً وقوة تؤكد على أن الانسان في المقام الأول حق وحرية، شكراً لك، ولِيَدك، وأكد أن اليد التي لم تصافح صارت عنوانًا جديدًا مُلهماً لتحقيق العدالة الإنسانية والوطنية.
وإلى نص الرسالة التي كتبها:
يد الشيخة مي آل خليفة النبيلة …
هي الإنسانة التي تتسع رؤيتها الانسانية لتصبح خارطة محبة وحياة، هي الإنسانة التي صنعت وتصنع من مفردات الوقت اليومي جسوراً وحكايات للتاريخ والذاكرة والمستقبل … هي المنسجمة حد التشبع مع عراقة دلمون القديمة وحاضر البحرين الثري في أزقة المحرَّق والمنامة وكامل خارطة البحرين المعاصرة حين امتدت رؤيتها الثقافية لتمزج التاريخ بالحاضر فوضعت بلاداً من أغنيات وأناشيد وكلمات وتراث بحارة وصيادى لؤلؤ على خارطة المعنى المتجدد …
الشيخة مي آل خليفة
كما أعرفها جيداً، وأفخر دوماً بمعرفتها وأحرص على التعلم من ثراء تجربتها ومدرستها الفكرية الثرية بالقيم الانسانية والوطنية الصادقة، مبدعة ومجددة ورائدة حقيقية، كما هي أخت قديرة وعزيزة وغالية، لها مكانتها في قلوبنا، نحن الذين عرفناها ونعرفها عن قرب، ورأينا قدرتها في جعل الفن والعمارة والثقافة موازياً موضوعياً للتاريخ والحاضر والرؤية الصادقة في جعل الثقافة قوة حقيقية في المجتمع من أجل غد مشرق لا يبعثر ملامحنا في الضباب …
الشيخة مي آل خليفة
رفضت مصافحة سفير دولة الاحتلال في المنامة خلال مناسبة عامة فتمت إقالتها من منصبها كرئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، ولم تعد وزيرة للثقافة … أقرأ الخبر بحزن وألم وأنا أفكر في تلك اليد، يد الشيخة مي التي صافحتنا مراراً، نحن الذين جئنا من فلسطين إلى البحرين مشبعين بصدى الصوت القادم من عمق الانتماء لنضالات الشعوب ضد الاضطهاد وسلب الحقوق الوطنية … أستعيد الصوت، صوتها الذي لم يكف عن الترديد دوماً: الثقافة فعل مقاومة …خصوصاً في ذلك اليوم الذي حملنا فيه صورة السيدة محفوظة عودة من قرية سالم في الضفة الغربية وهي تحتضن جذغ زيتونتها أمام جنود الاحتلال الموغلين في اقتلاع شجر الزيتون وتجريف ومصادرة الأرض الفلسطينية .
اليوم الشيخة مي تضعنا أمام صورة جديدة من صور الحقيقة الناصعة وهي أن الانحياز للانسان – الضحية أمام ماكينات الفولاذ القاتل لا يمكن أن يتجزأ بل يزداد ثباتاً وتماسكاً وقوة تؤكد على أن الانسان في المقام الأول حق وحرية .
لا تكمن القيمة الحقيقية للانسان في أي موقع رسمي أو في أي وظيفة عمومية أو خاصة، بل تكمن القيمة الحقيقية للانسان في الموقف وجوهر الانتماء للكلمة التي لا تعرف الصمت أو الحياد أمام ضجيج اللا عدالة الانسانية وصراخ الضحايا في متاهات الموت الاستعماري كل يوم.
سمو الشيخة مي آل خليفة
أختنا القديرة والغالية، من فلسطين المهد والمسرى والجبال العالية والبحر الذي لا يكف عن صقل أرواحنا كل يوم بضرورة الأمل، رسالة مشبعة بكل المحبة والتقدير لك ولِيَدك التي لا تشبه سوى نخلة العرب الشامخة في الحياة والذاكرة ومنارة من منارات الحرية المضاءة بروح الشموخ الإنساني والوطني المُلهِم … اليد التي لم تصافح صارت عنواناً جديداً مُلهماً لتحقيق العدالة الإنسانية والوطنية، يد الشيخة مي آل خليفة النبيلة، شكراً لك، ولِيَدك .
وأقال ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة من منصبها، برئاسة هيئة البحرين للثقافة والآثار (برتبة وزير)؛ بعد رفضها مصافحة سفير الاحتلال الإسرائيلي في المنامة، إيتان نائيه.
وذكرت تقارير صحافية، أن ملك البحرين، أصدر، الخميس الماضي، مرسوما بتعيين الشيخ خليفة بن أحمد بن عبد الله آل خليفة، رئيسا لهيئة البحرين للثقافة والآثار، إثر إقالة الشيخة مي من المنصب.
وكانت الشيخة مي، رفضت تهويد أحياء قديمة في العاصمة البحرينية، ورفضت السماح لمستثمرين يهود بتشييد حي يهودي من باب البحرين حتى الكنيس اليهودي في المنامة.
وفي تغريدة على حسابها الرسمي على موقع تويتر، قالت الشيخة مي: “من القلب ألف شكر لكل رسالة وصلتني، وحدها المحبة تحمينا وتقوّينا”.
وتولت الشيخة مي منصب رئيسة “هيئة البحرين للثقافة والآثار” من فبراير عام 2015، علما بأنها كانت قد شغلت منصب وزيرة الثقافة بين عامي 2010-2014 ووزيرة الثقافة والإعلام بين عامي 2008-2010، وهي باحثة وكاتبة في مجال التاريخ.
يشار إلى أنه وقع الاحتلال الإسرائيلي في العام 2020، اتفاقيات تطبيع مع كل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.