أزمة حقل كاريش| حزب الله يتوعد.. ورئيس الوفد اللبناني لملف الحدود البحرية: يجب إيقاف التنقيب الإسرائيلي ولو بالقوة
يورو نيوز
أثار وصول شركة التنقيب البريطانية-اليونانية “إنرجيان” إلى المنطقة المتنازع عليها في البحر المتوسط غضب السلطات اللبنانية التي اعتبرت الخطوة انتهاكاً لسيادتها ومياهها الإقليمية واستيلاء لثرواتها البحرية، بعد أشهر من توقف المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بوساطة أمريكية، وتأجيلها حتى إشعار آخر بسبب خلافات حول حقل “كاريش”.
وعلت النبرات وانهالت التحذيرات وتحدث مراقبون عن أيام صعبة وخطيرة، خصوصاً وأنّ حزب الله العدو اللدود لإسرائيل سبق وأن حذر تل أبيب من التنقيب في هذه المنطقة.
ودعت السلطات اللبنانية الإثنين الوسيط الأمريكي آموس هوكستين للحضور إلى بيروت للبحث في استكمال المفاوضات التي انطلقت في مايو من العام 2020، والعمل على إنهائها في أسرع وقت ممكن، وذلك لمنع حصول أي تصعيد لن يخدم حالة الاستقرار الذي تعيشها المنطقة.
من جانبها، نفت إسرائيل يوم الإثنين، اتهامات بيروت وقالت إن حقل “كاريش” غير متنازع عليه، وإن “أعمال التنقيب فيه انتهت منذ أشهر”، ووصول السفينة هو تمهيد لبدء عمليات استخراج الغاز.
وقالت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار لـ “إذاعة تل أبيب 103 إف.إم”، إن “الرواية اللبنانية بعيدة تماما عن الواقع”، مضيفة أنه “لم يكن هناك أي تعد على الإطلاق من جانب إسرائيل”، ولفتت إلى أن “إسرائيل تتخذ استعداداتها وأوصي بألا يحاول أحد مفاجأة إسرائيل”.
من جهته قال وزير الدفاع، بيني غانتس، إن إسرائيل تعمل لحل الخلاف بالسبل الدبلوماسية، في لبنان، أكد نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني أن الحزب مستعد لاتخاذ إجراءات “بما في ذلك القوة” ضد عمليات التنقيب الإسرائيلية بمجرد أن تعلن الحكومة اللبنانية انتهاك إسرائيل لحدود لبنان البحرية.
وللحديث عن تجاوز سفينة “إنرجيان باور” خط ٢٩، ووصولها إلى منطقة تبعد ٥ كلم عن خط ٢٣ في حقل “كاريش”، ما ينذر بالمزيد من التوتر والتصعيد، تحدثت يورونيوز مع رئيس الوفد التقني العسكري المفاوض حول الحدود البحرية الجنوبية، العميد بسام ياسين.
“أهم ورقة بملفه التفاوضي”
عن وصول منصة التنقيب إلى حقل كاريش واستعدادات الجانب الإسرائيلي للبدء بعملية استخراج الغاز قال ياسين “وفقا للرسالة اللبنانية في الأمم المتحدة المؤرخة بتاريخ 28/12/2021، يعد حقل كاريش متنازعاً عليه. إن إسرائيل لم تبدأ عملية الحفر والتنقيب الآن بل بدأت بالحفر والتنقيب منذ العام 2013 والآن بدأت وبوصول هذه الباخرة عملية استخراج الغاز من كاريش، وهذه مشكلة كبيرة، من اللحظة التي تبدأ فيها عملية الاستخراج، يصبح حقل كاريش خارج المعادلة وبالتالي يسقط لبنان أهم ورقة بملفه التفاوضي”.
هل يتحمل الرئيس عون المسؤولية؟
لدى سؤالنا عما إن كان جزء من المسؤولية يقع على عاتق الرئيس عون الذي لم يوقع على المرسوم رقم 6433 والذي يحدد المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان وحدوده البحرية، قال ياسين “لم يوقع (عون) بتاريخه، كان لديه معطيات ولم يرد إفشال المفاوضات، اليوم نحن أمام مرحلة جديدة، هذه المرحلة لم يعد ترف الوقت موجود فيها، وبالتالي يتوجب على الحكومة اللبنانية مجتمعة حتى وإن كانت حكومة تصريف أعمال أن تجتمع وأن تؤكد على الخط 29 وعلى الإحداثيات ورفع هذه الإحداثيات إلى الأمم المتحدة”.
وتابع أن “من يتحمل المسؤولية هو الحكومة مجتمعة، كان لديها كل الوقت، حتى بعد حكومة الرئيس حسان دياب، كان لديها الوقت لتجتمع وتتخذ القرار الصحيح، الآن لم يعد لدينا ترف الوقت، نحن أمام أيام ضاغطة وبالتالي مسؤولية الجميع هي حماية الحقوق الوطنية”.
أيام صعبة بانتظار لبنان؟
بعد الحديث عن “أيام صعبة” تنتظر لبنان وهل نحن أمام مواجهة عسكرية مع إسرائيل، أكد العميد ياسين ليورونيوز، أن “جميع الخيارات متاحة بما فيها الخيار العسكري للحفاظ على حقوق لبنان وحماية ثرواته، سيكون هناك أيام صعبة، سيكون هناك ضغط كبير في لبنان من أجل توقيع المرسوم وإيداع الأمم المتحدة هذه الإحداثيات، وبالنتيجة كل الخيارات متاحة أمام لبنان”.
دخول حزب الله على الخط بقوة السلاح؟
عن احتمال دخول حزب الله على الخط بقوة السلاح، خصوصاً وأن هناك حالة احتقان شديدة في البلد ضد هذا السلاح، وإن كان سيفعلها قال ياسين “كل الخيارات متاحة، كل حريص على لبنان مطلوب منه أن يكون جاهزا للدفاع عن لبنان، سلاح المقاومة هو من ضمن الأسلحة التي يستخدمها لبنان للدفاع عن أرضه وحقوقه، نقطة عالسطر”.
“الوساطة الأمريكية تخدم الموقف الإسرائيلي”
عن قول وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إنه سيتم حل الخلاف بشأن الغاز عبر الدبلوماسية بوساطة أمريكية، وإن كانوا يعولون على الوساطة الأمريكية في حلحلة المشكلة قال ياسين لـ “يورونيوز”، “جربنا الوساطة الأمريكية ولم تكن إلا فقط ترداد للموقف الإسرائيلي، فلنقم الآن بتعديل المرسوم، وتأتي الوساطة وفق معطيات جديدة، للبنان خط قانوني جدي وقوي ولتأتي الوساطة الأمريكية على ضوء التغير الجديد حتى يأخذ لبنان حقه في الترسيم”.
“لا مسؤولية على مصر”
حول مرور سفينة التنقيب عبر قناة السويس قال ياسين إنه “من الطبيعي أن تمر عبر قناة السويس وإن لم تمر عبر قناة السويس كان عليها أن تدور حول الرجاء الصالح”، مضيفاً “بالنتيجة الموقف لا من مصر ولا من قناة السويس، هي باخرة تابعة لشركة أجنبية وعبرت هذه القناة، وليست مسؤولية مصر أو غير مصر توقيفها، المسوؤلية الآن تقع على عاتق الدولة اللبنانية، ولأكن صريحاً، لا يهمنا إطلاقاً أين تقف الباخرة اليوم إن كانت جنوب أو شمال الخط 29، إذ أن التعدي هو في سرقة حقل كاريش، بغض النظر أين هي الباخرة، لتكن الصورة واضحة الاعتداء هو سرقة الثروات وسرقة حقل كاريش المتنازع عليه، لبنان يجب أن يثبت حقه وأن يؤكد أن حق كاريش متنازع عليه، وعليه أن يلزم شركة “إنرجيان” بالتوقف فوراً عن أعمالها في حقل كاريش وأن ويهددها باستخدام كافة الوسائل الدبلوماسية والقانونية وحتى العسكرية إذا لزم الأمر”.
وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها، على مساحة بحرية تقدر بنحو 860 كيلومتراً مربعة، بناء على خريطة أرسلها لبنان في 2011 إلى الأمم المتحدة. لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن الخريطة استندت الى تقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعة إضافية تشمل أجزاء من حقل “كاريش”.