صحفية فلسطينية تروي تفاصيل فصلها من عملها في «دويتشه فيله» بتهمة معاداة السامية: إسرائيلي حقق معي.. ومايحدث هجوم على هويتي
مرام سالم: الخطوة التعسفية ضدي كانت نتيجة لصراعات داخلية وكيدية إشاعات غير الصحيحة وتم استخدامي «كبش فداء»
مرام: أصدقائي هذه المرة أنا بحاجتكم لأن ما يحدث الآن هجوم صارخ على حرية التعبير.. أتمنى ألا يلقى هذا «البوست» صمتًا
كتبت: ليلى فريد
قالت مرام سالم، الصحفية الفلسطينية إن مؤسسة دويتشه فيله الأمانية فصلتها من عملها بتهمة معاداة السامية وإسرائيل، ونفت الصحيفة الاتهامات الموجهة لها، مؤكدة أن إجراءات التحقيق لم تكن حيادية، وأنه تم تعيين إسرائيلي في لجنة التحقيق الخارجية.
ولم يتسن لنا الحصول على تعليق من المؤسسة حول الواقعة، ولم يصدر أي تعليق من دويتشه فيله حتى الآن.
وروت مرام تفاصيل ماحدث معها، قائلة: “لقد تم إعلامي الآن بقرار فصلي من الدويتشه فيله، وذلك عقب نشر صحفي ألماني تقريرا يتهمني مع زملاء آخرين بمعاداة السامية وإسرائيل، وذلك بسبب بوستات منشورة عبر الفيسبوك”.
وأضافت في بيان لها، نشرته على (فيس بوك)، الاثنين: “في حالتي فإن البوست خاصتي لم يكن يحتوي على أي تعبير معاد للسامية، ولم يذكر إسرائيل، بل تحدثت عن حرية التعبير في أوروبا فقط، وهذا هو النص:“حرية التعبير وإبداء الرأي في أوروبا وهم. خطوط حمر كثيرة إن قررنا الحديث عن القض.ية.التشفير الذي نقوم فيه بالعادة لا يهدف لإخفاء البوستات من الفيسبوك. بل لمنع الترجمة التلقائية من كشف معاني كلماتنا للمراقبين (والمنا.ديب) هنا، ممن على أهبة الاستعداد لإرسال طلب بفص.لنا، أو تر.حيلنا”.
وتابعت مرام سالم: “لهذا فأنا أؤكد بأن الخطوة التعسفية التي جاءت ضدي كانت نتيجة لصراعات داخلية وكيدية، ومجموعة من الإشاعات غير الصحيحة، وجدت نفسي لسبب لا أعلمه في وسطها، وتم استخدامي كبش فداء من دويتشه فيله للخروج من أزمتها الحالية”.
وتساءلت الصحفية الفلسطينية: “هل يعقل أن تقوم وسيلة إعلام تنادي بالحريات أن تفصل موظفة لديها لأنها انتقدت حرية التعبير في أوروبا؟”، مضيفة: “مع التأكيد على أن إجراءات التحقيق لم تكن حيادية، إذ تم تعيين إسرائيلي في لجنة التحقيق الخارجية، غير أن الأسئلة كانت بمجملها عنصرية، فوجدت نفسي في مرمى الاتهام لمجرد كوني فلسطينية”.
وتابعت: “كل هذا جاء دون مراعاة الخصوصية التاريخية، وطبيعة الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واعتبرت دويتشه فيله نفسها بأنها فقط من يحدد معايير (حقيقة الصراع) ومن هو الطرف المحق، رغم فشل الجسم الدولي والعربي في حل الأزمة بين الطرفين لأكثر من سبعين عاما”.
وقالت مرام: “أما في التحقيق الداخلي فقد طرح عليّ سؤال فوجئت به حقا، إذ لا يتم طرحه عادة إلا من جسم أمني يعمل لدولة قمعية،: كيف تكتبين أنه لا يوجد حريات وأنت تعملين لدى دويتشه فيله؟، والذي يشبه سؤال رجال المخابرات: كيف تجرؤ أن تتحدث عن انعدام الحريات في البلاد؟”.
وتابعت: “نتائج التحقيق لدى دويتشه فيله، أثبتت أن هويتك كفلسطيني كافية لأن تكون سببا في اتهامك بمعاداة السامية، ومن هنا فأنا أحمل دويتشه فيله مسؤولية صحتي العقلية والنفسية والجسدية خلال فترة التحقيق والفترة القادمة، وأي تبعات تتعلق بمستقبلي المهني”.
وأضافت مرام: “لقد أتيت إلى ألمانيا من أجل الحفاظ على حريتي التي لطالما كانت سلاحي الأقوى، لقد واجهت محاولات قمع وتهديد في بلادي، وكنت أظن أن العمل لدى وسيلة إعلام دولية لطالما تغنت بالحريات سيكون مختلفا، ولكنها أثبتت أن الإعلام ليس حرا حقا، وستتم محاكمة الصحفي علنيا لمجرد قوله: لا يوجد حرية تعبير، دويتشه فيله قمعت حريتي في التعبير عن رأيي!”.
واختتمت مرام: “أصدقائي وصديقاتي، لطالما وجدت نفسي وحيدة في مواجهة صراعاتي السياسية والإنسانية والحقوقية والاجتماعية، ولكن هذه المرة أنا بحاجتكم، لأن ما يحدث الآن هو هجوم صارخ على حرية التعبير وعلى الصحفيين وعلى هويتي لمجرد أنني فلسطينية، أتمنى ألا يلقى هذا البوست صمتا”.