عيد ميلاد الزميل الصحفي حسام مؤنس الثاني في الحبس: عدو اليأس المنحاز للحق.. كل سنة وأنت طيب.. كل سنة وأنت الأمل
كتب- درب
يمر اليوم، 7 يوليو، عيد ميلاد الصحفي والسياسي البارز حسام مؤنس، الذي كتب عليه أن يقضيه للعام الثاني في محبسه بعيدا عن أسرته وأطفاله، لا لشيء سوى معارضته السلمية للسلطة وبحثه عن المسار الديمقراطي للتعبير عن رأيه وخوض الانتخابات.
ويتزامن عيد ميلاد حسام مع مرور أكثر من عام على حبسه في القضية رقم 930 لسنة 2019 حصر أمن دولة، والمعروفة باسم “تحالف الأمل”، هو ورفاقه في الحلم، المحامي الحقوقي زياد العليمي والصحفي الاشتراكي هشام فؤاد، الذين جاءت الصدفة وجعلتهم رفقاء زنزانة واحدة.
الشاب الجدع حسام مؤنس يقبع الآن في السجن رهن الحبس الاحتياطي على ذمة قضية الأمل، ومشاركة نفس الجماعة – التي ناضل ضدها- في تحقيق أهدافها ، وهكذا صار الصحفي الذي قال في أحد مقالاته إن سلطة مرسى لم تحقق الحد الأدنى من طموح المصريين، ووضعت نفسها فى مواجهة الثورة وإرادة الشعب المصرى، وأعادت إنتاج ذات سياسات الاستبداد والقمع والإفقار والتبعية” شريكا لهم بحسب الاتهامات الرسمية في تحقيق أهداف طالما عارضها بكل قوة.
وبسبب تطورات كورونا انقطعت أخباره ورفاقه منذ قرار تعليق الزيارات لمواجهة الفيروس ومحاولة منع تفشيه في أماكن الاحتجاز. لهذا فإن رسالتنا اليوم، له ولكل المحبوسين بسبب أرائهم مهما اختلف واختلفنا معهم أننا ل ننساكم ونطالب بالحرية له ولهم لجميع المحبوسين على ذمة قضايا رأي.
حسام_مؤنس مواليد7 يوليو سنة 1982 بميت غمر بمحافظة الداقهلية، عمل بالصحافة بعد تخرجه من الجامعة، وانخرط في العمل العام مبكرًا وأعلن رفض توريث الحكم لجمال مبارك.
كان الصحفي الجدع الذي أنضجته تجربة ثورة 25 يناير وكان عضوا في ائتلاف شباب الثورة بعدها، من أوائل من دعوا لرحيل محمد مرسي، ووصف استمرار الإخوان في الحكم بالجريمة، وكتب في “المصري اليوم” قبل شهور من رحيل مرسي مقالا بعنوان: (إسقاط النظام فريضة وطنية): “مبارك قبل خلعه يهدد الشعب المصرى بالفوضى بديلا له، وهو نفس ما يلوح به تقريبا الإخوان المسلمون، لكن كما كان الشعب المصرى مبدعا فى ثورته ومصرا على مطلبه بخلع مبارك، فإنه قادر على أن يعيد تقديم الدرس لمن لم يستوعبوه فى 25 يناير 2011”.
عمل حسام مديرا لحملة حمدين صباحي أثناء ترشحه لرئاسة الجمهورية ومتحدثًا باسم حملة، كمل عمل متحدثًا باسم التيار الشعبي وأحد وكلاء مؤسسيه.
في فجر 25 يونيو، ألقت قوات الأمن القبض على حسام مؤنس، من منزله بالقاهرة بعد اقتحام المنزل، وتم اقتياده إلى جهة غير معلومة وظهر بعدها بساعات في نيابة أمن الدولة العليا على ذمة القضية 930 لسنة 2019 والمعروفة إعلاميا باسم معتقلي الأمل وصدر قرار بحبسه احتياطيا لمدة 15 يومً على ذمة التحقيق، ومن يومها وهو رهن الحبس الاحتياطي. حسام مؤنس الصحفي المنحاز دائما للحق، بالرغم من صغر سنه تم القبض عليه هو وزميله هشام فؤاد، لتخسر نقابة الصحفيين نقابيين بالفطرة طالما دافعا عن حرية الصحافة واستقلال النقابة وزملائهما حتى المختلفين معهما فالإيمان بالحرية جزء من تركيبتهما.
لم يتأخر حسام مؤنس عن أي قضية تخص النقابة مهتما بإبداء رأيه، كما يقول الصحفي خالد البلشي عضو مجلس نقابة الصحفين السابق عنه: “الإنسان بحق الهادي الرزين.. قدرنا أنا وحسام إننا نتشارك كل المواقف الصعبة.. لكن طول عمره الهادي الصادق عمر ما حجته فارقته وعمره ما خذل زميل ولا تخلى عن حد محتاج يدافع عنه”.
جاءت كلمات البلشي بعد القبض عليه، متابعا:”حسام الصامت ابن الناس اللي كلمته لما تطلع بتبقى دايما هي الحاسمة، رفيق المظاهرات والمنحاز دايما للحق، حسام إللي لما يحضر تبقى مطمن إن فيه عقل هادي هيسندك، واللي عمري ما انتظرته في موقف إلا وكان موجود فيه، واللي دايما مع الحق حتى ولو في الضفة التانية وإللي دايما عنده أمل”.
واستطرد البلشي: “حسام عدو اليأس إللي عمرها ما بتضيق إلا إما بيبقى موجود بفكرة جديدة وبحماس هو نفس حماسه في كل موقف قابلته فيه”. وأكد أن حسام يعلم طريق الحق والعدل ومهما اختلف أحد معه لا يمكن أن يخون، متابعا: ” حسام من الناس إللي ممكن تمشي وراهم وأنت مغمض لإنه عمره ما يبيعك ولا يديلك ضهره، عمره مافقد قدرته على الحلم ومهما اختلفت طرقكم هتلاقيه ساعة الحق والأمل معاك وجنبك وبيشيل شيلتك”.
واختتم حديثه: “حكايات جدعنة حسام ومواقفه الواضحة ووقوفه مع الحق تحتاج كتير عشان نلخصها بس يكفيه أن عمره ما اختار نفسه ولا انحاز لمصلحة إلا مصلحة الناس”.
كتب حسام مؤنس في وقت سابق عن الأمل الذي اقترن بالتهمة المحبوس بسببها: “رغم كل مشاعر الإحباط أو القلق أو حتى الغضب لدى بعض القطاعات بالذات فى الأجيال الأكثر حداثة وشبابا، وبالذات المرتبط منها بفعل وقيم ثورة 25 يناير، إلا أن هناك رسائل واقعية مهمة لا يمكن تجاهلها تؤسس للأمل وتستدعى التأمل وتؤسس لفرص الحركة والعمل فى المستقبل”.
هكذا جاءت تهمته المعلنة لتتناسب مع حلمه، لكن حقيقة التهمه الرسمية فندها مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، في شهادته عما حدث في (تحالف الأمل) قائلا ” إن (تحالف الأمل) عقد اجتماعاته التمهيدية بهدف بناء ائتلاف سياسي جديد، يضم صوتا برلمانيا ممثلا في تكتل ٢٥-٣٠، وأحزاب الحركة المدنية الديمقراطية ونادى الأحزاب الدستورية والمجموعات الشبابية التي شاركت في الاستفتاء بشعار (لا للتعديلات) بعد طول مقاطعة وقبلت المشاركة في المجال السياسى، رغم كل ميول الاقصائية التي تنكر الحق في التعددية والتنوع على أمل إحداث تغيير سلمى ديمقراطي.
وأكد أن هذه المشاورات جرت على خلفية قناعة مشتركة بأن إغلاق المجال العام وإدارة المجتمع بطريقة الصوت الواحد سوف تفضى لانفجار، لأن طاقات الاحتجاج إن لم تجد متنفسا يجذبها لمسارات سلمية ديمقراطية تفتح أبواب الأمل، لابد أن تبحث لنفسها عن متنفس وفى غياب بدائل ديمقراطية قد تنفجر في وجه الجميع.
وقال الزاهد إن ما يخلق التوازن ليس فتح كل الأبواب للمولاة واصطناع معارضة من الموالين واقصاء أي معارضة حقيقية مهما تلتزم بالدستور والقانون.
وأضاف الزاهد: “بما أنى كنت حاضرا وشاهدا على هذه المشاورات كان زياد العليمى وحسام مؤنس، من أكثر المؤمنين بهذه المبادئ، ولم يكونا أبدا لسان حال لاحد غير صوت الحرية والعدالة والكرامة ومبدأ الدولة المدنية الديمقراطية التي لا تقبل الاستبداد في مظهر سواء كان سياسيا أو دينيا”.
وأعاد حمدين صباحي، مرشح الرئاسة الأسبق، نشر شهادة الزاهد، وأكد أنه “شارك في الاجتماعات ويشهد أنها شهادة حق”، وطالب بالإفراج عن حسام ورفاقه.
كتاب وسياسيون ونشطاء طالبوا بإطلاق سراحه وجميع المحبوسين على ذمة قضايا رأي.
وطالب أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الأسبق، بالإفراج عن عن المعارضين السلميين وبينهم حسام مؤنس بسبب انتشار كورونا.
وقال النجار: “في هذه اللحظة الحرجة التي ينتشر فيها فيروس لا دواء له حتى الآن ويكون أكثر فعالية في الأماكن المغلقة وعلى كبار السن بالذات، آمل أن تقدم الدولة على مبادرة بالإفراج عن كل من تم تقييد حريتهم من السياسيين المعارضين السلميين وكلهم قامات وطنية وإنسانية تشرف بها مصر”.
وقال المحامي أحمد فوزي في وقت سابق: “الحرية لحسام وزياد وهشام الحرية لكل معتقلى الأمل وكل الجدعان”.
من جانبها وجهت الصحفية منى سليم رسالة لحسام قائلة: ” وحشتنا يا حسام .. والعجز فضًاح”.
“بتماسككم وقوتكم تجددون الثقة واليقين لدى كثير من المحبطين. الغصة فى الحلق من تقصيرنا وعجزنا تجاهكم، لكنكم تعلمون دون شك أن ضمائرنا تهفو إليكم، وتثقون بأننا نؤمن بأن حريتكم هى تحرير الوطن”، بهذه الكلمات خاطب حسام المعتقلين السياسيين، ونحن اليوم نهدي له ولرفاقه كلماته ونأمل أن نراهم بيننا قريبًا.