هيئة الكتاب: اختراق قناتنا لمنع عرض مناظرة فرج فودة قبل اغتياله وانتظرونا الجمعة.. وابنته: انتصار كبير والأفكار لا تموت
سمر فرج فودة: ده معناه كبير أوي إحنا واجعينهم أوي المناظرة هتتعرض والكتب هتتنشر.. والهيئة: انتظرونا مساء اليوم الجمعة
كتب – عبد الرحمن بدر
أعلنت الهيئة المصرية العامة للكتاب، عن عدم عرض مناظرة الكاتب فرج فودة في معرض الكتاب 1992، والتي كان مقررا لها، الـ11 مساء الخميس، على يوتيوب، بعد تعرض القناة للاختراق.
وأكدت الهيئة في بيان لها، أنه سيتم عرض المناظرة الجمعة في تمام الـ11 مساء، على قناتي وزارة الثقافة والهيئة المصرية للكتاب.
يذكر أن المناظرة التاريخية دارت بين المفكر الكبير فرج فودة من جانب، والدكتور محمد عمارة والشيخ محمد الغزالى من جانب آخر، في معرض الكتاب عام ١٩٩٢.
وقالت سمر فرج فودة، نجلة المفكر الراحل: “والله كنت متأكده بس ده معناه كبير أوي، إحنا واجعينهم أوي والمناظرة دي بتعمل لهم ارتكاريا وكل كتبه ومقالاته .. ده انتصار كبير لينا”.
وأضافت: “المناظرة هتتعرض والكتب هتتنشر .. الأفكار مبتموتش حتى لو مات الجسد، سيظل أحفاد فرج فودة الخطر الأكبر على أحفاد البنا حتى بعد مماته”.
يشار إلى أن فودة اغتيل بعد أشهر من المناظرة الشهيرة في 8 يونيو 1992 بتكليف مباشر من صفوت عبدالغني بعد شهور من الشحن والتهييج ضده.
ويعد فرج فودة من رواد التنوير في مصر، وألف عددا من الكتب دعت لفصل الدين عن الدولة، منها “قبل السقوط” (1984)، و”الحقيقة الغائبة” (1984)، و”الملعوب” (1985)، و”الطائفية إلى أين؟” (1985) بالاشتراك مع يونان لبيب رزق وخليل عبد الكريم، و”حوار حول العلمانية” (1987)، كما نشر العديد من المقالات في صحف الأهالي والأحرار وغيرهما.
في المناظرة الشهيرة التي أعدتها هيئة الكتاب في شتاء 1992، وحملت عنوان: (مصر بين الدولة الإسلامية والدولة المدنية)، تحدث فرج فودة بثبات ووضوح عن فكرته، بينما تصاعدت هتافات ملتهبة: “الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا”.
حاول الدكتور سمير سرحان، مدير المناظرة دعوة أنصار الإسلاميين إلى الهدوء لكنه فشل، فيما كان يجلس على المنصة الشيخ الغزالي والدكتور محمد عمارة ومرشد الإخوان مأمون الهضيبي، وقد انتشوا بالهتافات المدوية.
جلس فودة المولود في 20 أغسطس 1945 ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط، وإلى جواره الدكتور محمد أحمد خلف الله، أحد أعضاء حزب التجمع، يحاولان الدفاع عن أفكارهما ويسوقان الأدلة فيما لم يتخلى فريق الاسلاميين عن لغة الاستعلاء وامتلاك الحقيقة، بينما تتعالى هتافات الأتباع تنطلق من وقت لآخر لترهب خصومهم، لكن ما أزعجهم أن نتيجة المناظرة كانت خسارة كبيرة لهم.
في المناظرة تحدث فودة عن بعض الجماعات المحسوبة على الاتجاه المؤيد للدولة الدينية، وما صدر عنها من أعمال عنف وسفك للدماء، مستشهداً بتجارب لدول دينية مجاورة على رأسها إيران قائلًا: “إذا كانت هذه هي البدايات، فبئس الخواتيم”.
وتابع فودة: “لا أحد يختلف على الإسلام الدين، ولكن المناظرة اليوم حول الدولة الدينية، وبين الإسلام الدين والإسلام الدولة، رؤية واجتهاداً وفقهاً، الإسلام الدين في أعلى عليين، أما الدولة فهي كيان سياسي وكيان اقتصادي واجتماعي يلزمه برنامج تفصيلي يحدد أسلوب الحكم”.