التفاصيل الكاملة لحادثة الدهس في سوق لعيد الميلاد بألمانيا: قتلى وعشرات الإصابات جراء الهجوم.. والقبض على «السعودي» المشتبه به

وكالات

صدمت سيارة مجموعة من الأشخاص مساء الجمعة في سوق عيد الميلاد بمدينة ماغدبورغ شمال ألمانيا، ما أدى إلى مقتل شخصين، أحدهما طفل، وإصابة ما لا يقل عن 68 آخرين. 

وأوقفت السلطات الألمانية مشتبها به، وهو طبيب سعودي بعد هجوم بسيارة استهدف حشدا في سوق لعيد الميلاد في مدينة ماغدبورغ في ألمانيا في ولاية ساكسونيا أنهالت شمال ألمانيا الواقعة على بعد 150 كيلومترا غرب برلين، وأسفر عنه مقتل شخصين وإصابة العشرات، متسببا بحالة ذعر بين الجموع. 

ومن المقرر أن يزور المستشار أولاف شولتس مكان الهجوم السبت. وقال على منصة إكس “المعلومات الواردة من ماغدبورغ تثير أسوأ المخاوف”.

وتأتي هذه العملية بعد ثماني سنوات على هجوم مماثل استهدف سوقا لعيد الميلاد في برلين. كما تأتي في وقت تشهد ألمانيا حملة انتخابية وقد وضعت قواتها الأمنية في حال تأهب قصوى تحسبا لأي هجمات محتملة.

وقال حاكم ولاية ساكسونيا أنهالت راينر هاسيلوف إن ما حصل ليس من قبيل المصادفة بل عملية ذات أهداف “سياسية”.  

والمشتبه في تنفيذ الهجوم طبيب سعودي يبلغ 50 عاما وصل إلى ألمانيا عام 2006 وحصل على وضع لاجئ، كما عمل في منطقة ساكسونيا أنهالت التي تقع عاصمتها ماغدبورغ على بُعد 160 كيلومترا من برلين.

والرجل الذي قدمته وسائل الإعلام المحلية باسم “طالب” قد “تصرف بمفرده” وفق هاسيلوف.

ولا تزال دوافعه غير واضحة، إذ لم يكن معروفا لدى الشرطة على أنه متطرف إسلامي، حتى إنه نشر آراء على شبكات التواصل الاجتماعي تندد بمخاطر “الأسلمة” وفقا لوسائل إعلام ألمانية.

وأفادت وسائل الإعلام بأن لديه صلات مع اليمين المتطرف في ألمانيا. وكان معروفا بين المهاجرين السعوديين، كما كان يساعد طالبي اللجوء خصوصا النساء.

وتداولت حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي هوية المشتبه به، وقالت إنه يدعى طالب عبد المحسن ويعمل طبيب نفسي ويعيش في ألمانيا منذ 20 عاما تقريبا، وتورط بقضايا عديدة في السعودية ومن ضمنها التغرير بالفتيات المراهقات.

وقالت بعض الحسابات إن طالبت السعودية بتسليمه مسبقًا ورفضت السلطات الألمانية تسليمه بمزاعم حقوق الإنسان

‏فيما أكدت مصادر أخرى أن مرتكب عملية الدهس الإرهابية في ألمانيا ملحد وكان يعمل في تهريب البنات إلى ألمانيا ويقول عنها أرض الحرية ويستهدف صغيرات السن وبعد وصولهن يستقبلهن ثم يستغلهن مادياً ويعلن دعمه للمثلية الجنسية ولإسرائيل.

وسترافق شولتس وزيرة الداخلية نانسي فيزر لمحاولة معرفة مزيد من المعلومات وتقديم الدعم للسكان الذين أصيبوا بصدمة جراء هذا الهجوم الذي وقع في خضم الحملة الانتخابية في البلاد. وقالت الشرطة المحلية “في المرحلة الحالية من التحقيق، ليس ممكنا حتى الآن تصنيف ما حدث في سوق عيد الميلاد” مساء الجمعة.

وقال متحدث باسم شرطة ماغدبورغ إن السيارة اصطدمت بالحشد “لمسافة 400 متر على الأقل في سوق عيد الميلاد”. والقتيلان هما طفل وشخص بالغ. ووفقا لحصيلة موقتة أصدرتها البلدية، أصيب 68 شخصا، 15 منهم جروحهم بالغة.

وكان المُنفذ يقود سيارة دفع رباعي سوداء اخترقت حواجز أمنية، ثم أكمل القيادة في شكل مُتعرج داخل السوق، وفقا لروايات زوار نقلها موقع “فولكسشتيمي” الإخباري المحلي.

وكانت نادين (32 عاما) مع صديقها ماركو في السوق عندما وقع الهجوم. وقالت لصحيفة بيلد “لقد دُهِس ودُفِع بعيدا، كان الأمر مروعا، حتى إنه لم يصرخ”.

وأعربت السعودية عن “إدانتها” لواقعة الدهس مبدية “تضامنها” مع برلين.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان عبر منصة إكس السبت “تعرب وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية حادثة الدهس… معبرةً عن تضامنها مع الشعب الألماني وأسر الضحايا. وتؤكد المملكة موقفها في نبذ العنف”.

ونقلت قناة “فيلت تي في” عن شاهد عيان قوله “رأينا سقف السيارة (بين الجموع)، ثم حدث ما حدث. كان الجميع ممددين على الأرض بعد الحادث، أطفال ورجال وأشخاص مصابون بكسور، إنه أمر لا يمكن تصوره”.

وأضافت صديقته “إنه أمر فظيع، كانت هناك جثة بجواري طوال الوقت. اعتقدت أنني ذاهبة إلى سوق الميلاد فقط، وحدث شيء مثل هذا. العالم مريض”.

وحضرت إلى مكان الهجوم عربات إطفاء وسيارات إسعاف عملت على نقل الجرحى.

وقال فايل كيليون، وهو كاميروني يبلغ 27 عاما ويعيش في المدينة “ما حدث اليوم يؤثر في كثير من الناس، إنه يمسنا كثيرا”.

من جهته، سارع اليمين المتطرف، في ألمانيا وخارجها، إلى التعليق على الهجوم، في ظل جدل يدور في البلاد حول الأمن واستقبال المهاجرين.

وسألت الرئيسة المشاركة لحزب “البديل من أجل ألمانيا” أليس فايدل عبر منصة إكس “متى سينتهي هذا الجنون؟”. ويحل حزبها ثانيا في استطلاعات الانتخابات التي ستجرى في 23 فبراير.

في فرنسا قال رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا إن “الهجوم ليس أبدا من قبيل المصادفة”، مضيفا “الإسلام الراديكالي يشن حربا على تقاليدنا المسيحية وهوياتنا وحضارتنا”.

وحذرت أجهزة الاستخبارات الألمانية قبل موسم الأعياد من أن أسواق عيد الميلاد هي “من الناحية الإيديولوجية هدف مناسب للأشخاص ذوي الدوافع الإسلامية”. وقد أعربت عواصم عدة عن “صدمتها”، بينها روما ومدريد وواشنطن.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر أن الولايات المتحدة “مصدومة وحزينة” بسبب الهجوم. وقال “الولايات المتحدة تشعر بالصدمة والحزن بسبب الأخبار المأسوية الواردة من ماغدبورغ”، مؤكدا أن واشنطن مستعدة “لتقديم المساعدة”.

وعبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “صدمته العميقة” مساء الجمعة جراء الهجوم. وقال عبر منصة إكس “فرنسا تشاطر الشعب الألماني حزنه”.

وأكد ماكرون ورئيس وزرائه الجديد فرانسوا بايرو “تضامن فرنسا” مع ألمانيا.

كما أعربت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني عن “صدمتها العميقة” من هذا الهجوم “الوحشي”.

من جانبه، أدان الأزهر الشريف حادث الدهس المروع الذي وقع في سوق بمدينة ماجدبورج الألمانية، وأسفر في حصيلته الأولية عن مقتل 11 شخصًا وإصابة العشرات. 

وأكد الأزهر أن الاعتداء على الآمنين وترويعهم أيا كان دينهم أو معتقدهم جريمة نكراء، وخروج عن كل التعاليم الدينية والقيم الإنسانية والأخلاقية، التي جاءت لتحفظ الدماء وتبني جسور التعايش بين البشر، وهو ما يتطلب تضافر الجهود الدولية للقضاء على الفكر المتطرف واقتلاعه من منابعه، وتعزيز الجهود الرامية إلى نشر قيم التسامح والسلام والأخوة الإنسانية.

وتقدم الأزهر الشريف بخالص العزاء وصادق المواساة لأسر الضحايا، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *