“لبنان يدفع ثمن التخاذل الإقليمي والدولي”.. نقابة الصحفيين تدعو لجبهة موحدة ضد العدوان الصهيوني: حكومة الاحتلال المتطرفة تهدد المنطقة بالدخول في نفق مظلم
كتب – أحمد سلامة
قالت نقابة الصحفيين المصريين إن لبنان يدفع ثمن التخاذل الإقليمي والعالمي، مشددةً على أن العدو الصهيوني لم يدفع أي ثمن لجرائمه المروعة في غزة، التي حصدت في أقل من عام أكثر من أربعين ألف شهيد، بل وقف العالم يشاهد المذابح، والحصار، والتجويع ليس فقط صامتًا، ولكن أيضًا ممولًا، وداعمًا لإسرائيل عسكريًا، وسياسيًا، واقتصاديًا، فما كان من آلة القتل الصهيونية سوى أن تتوجه شمالًا لتستكمل جرائمها في لبنان، ليسقط في كل يوم مئات الشهداء وآلاف المصابين.
وأضافت النقابة، في بيان أصدرته تنديدًا بالهجوم الصهيوني على لبنان، إن ما يتكبده الشعب اللبناني اليوم ليس نتيجة المقاومة والدعم، الذي قدمه لفلسطين، ولكنه النتيجة الحتمية للدعم الدولي لإسرائيل، والتواطؤ الإقليمي مع العدوان، والصمت المخزي من الأنظمة العربية، التي لم يعد دورها أقل من الشراكة الكاملة مع العدوان الصهيوني سواء في فلسطين أو لبنان.
وأدانت نقابة الصحفيين المصريين الاعتداءات الوحشية، التي يقوم بها جيش الاحتلال الصهيوني على لبنان، حيث أسفرت الغارات، التي شنها الطيران والقصف على البلدات والقرى في جنوب لبنان، والبقاع، وبعلبك عن استشهاد المئات بينهم أطفال وسيدات.
وشددت نقابة الصحفيين على أن “المساعي المحمومة من قِبل الحكومة الصهيونية لتوسيع دائرة الحرب تُنذر بعواقب وخيمة، وتهدد المنطقة بأسرها، وتدخلها في نفق مظلم قد يطول أمد بقائها فيه”.. قائلة “إن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال لا يتوانى -وحكومته المتطرفة- عن إشعال النيران في المنطقة، فبعد غزة وما خلفته حتى الآن من أكثر من 40 ألف شهيد، وبعد الاعتداءات المتكررة على الضفة الغربية، وما نفذه من عمليات اغتيال داخل فلسطين المحتلة وخارجها، ينقل الآن معاركه إلى لبنان مُستهدفًا المدنيين من الأطفال، والسيدات في القرى والأحياء السكنية دون التزام بأبسط المعاهدات والمواثيق الدولية”.
وأكدت النقابة أنها بادرت منذ اليوم الأول لحرب الإبادة ببذل ما في وسعها للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ومقاومته الباسلة، وسعينا منذ بداية الحرب الوحشية الصهيونية على غزة لبناء حركة تضامن ودعم للشعب الفلسطيني من كل النقابات المهنية المصرية، وكل القوى الحية الداعمة لنضال الشعب الفلسطيني.
وأضافت “واليوم ومع امتداد الجريمة الصهيونية إلى لبنان، فإن نقابة الصحفيين تجدد دعوتها للنقابات المهنية لجمع قدراتها، وتوحيد صفوفها، واستعادة روح التضامن والدعم للشعبين الفلسطيني واللبناني”.
وأردفت “إن العدوان الصهيوني على لبنان، والمذبحة التي ارتكبها اليوم بالأسلحة الأمريكية، والمباركة الدولية، وما سبقها من أعمال العصابات والمرتزقة باختراقه وسائل الاتصالات اللبنانية وتفجيرها بين المدنيين، ليس سوى رسالة لكل شعوب المنطقة، ونحن أولهم، بأن الجرائم الصهيونية لن تستثني أحدًا، تمامًا مثلما أكد قادة الكيان الصهيوني، أن يد إسرائيل تطال كل مكان في الشرق الأوسط، دون أن تستثني بالطبع من ذلك الأنظمة والحكومات، التي تربطها بها اتفاقيات سلام وعلاقات سياسية واقتصادية”.. مشددة على أن “أي تعامل مع إسرائيل ليس سوى مشاركة مباشرة في المذابح في حق الشعبين الفلسطيني واللبناني”.
واستكمل بيان النقابة “لذا، فإننا نجدد مطالبنا بقطع كل العلاقات مع العدو الصهيوني، وتحرير قدرة الشعب المصري في التعبير عن موقفه وإرادته، وتقديم كل أنواع الدعم والمساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني، وإطلاق سراح كل المحبوسين بسبب التضامن مع فلسطين منذ أكتوبر الماضي، وما بعده”.
وجددت النقابة دعوتها للنقابات المهنية، وكل القوى الوطنية بتنظيم حملات التضامن، والدعم للشعبين الفلسطيني واللبناني، وفتح مقرات النقابات المهنية والأحزاب لاستقبال لجان وفعاليات التضامن.
ودعت نقابة الصحفيين كل الشعوب والحكومات العربية إلى اتخاذ مواقف جادة ضد المذابح الصهيونية بحق المدنيين والعزل في فلسطين ولبنان، كما دعت المجتمع الدولي إلى التوقف عن سياسة الكيل بمكيالين، ومراجعة كل أشكال الدعم المقدم إلى حكومة الاحتلال، الذي شكّل ركيزة أساسية في تغول إسرائيل وتوحشها.
ولفتت نقابة الصحفيين إلى موقفها التاريخي المؤيد لنضال الشعب الفلسطيني من أجل دولة فلسطينية مستقلة، ودعمها لحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال البغيض بكل الوسائل، ورفضها لكل أشكال التعاون مع العدو الصهيوني سواء الرسمي، أو غير الرسمي مطالبة في ذلك الصدد بقطع كل أشكال العلاقات مع العدو الصهيوني.
كما دعت نقابة الصحفيين مع اقتراب مرور عام على طوفان الأقصى لحشد كل القدرات المصرية، والعربية، والدولية لوقف هذه الحرب الوحشية وتجديد كل أشكال التضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وفي ختام بيانها حيت نقابة الصحفيين “كل أشكال المقاومة في مواجهة آلة الدمار الصهيونية في الضفة الغربية، وفي غزة، وفي لبنان.. رغم أنف كل متواطئ، ومتخاذل يرى الدماء السائلة دون أن يجفل”.