وزير الأوقاف: نصطف على قلب رجل واحد خلف أزهرنا وشيخه 

شارك الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف نائبًا عن الدكتور المهندس مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء في المؤتمر التاسع للأمانة العامة لدور هيئات الإفتاء في العالم، الذي تعقده دار الإفتاء المصرية بعنوان : “الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع”، بحضور الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف نائبا عن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. 

وبحضور المستشار عدنان فنجري، وزير العدل، والمستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي. 

وفي كلمته أكد وزير الأوقاف أن الوزارة بكل قدراتها ومقدراتها وشيوخها وخطابها وأئمتها مجندة لدعم دار الإفتاء المصرية وفضيلة مفتي الديار المصرية؛ لتؤدي رسالتها السامية في خدمة الشعب المصري العظيم وخدمة المسلمين جميعًا والإنسانية جمعاء ولدعم هذا المؤتمر الكريم حتى ينجح نجاحًا مبهرًا ويحقق أقصى غاياته. 

كما أكد وزير الأوقاف أن وزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية ونقابة السادة الأشراف ونقابة الطرق الصوفية تصطف جميعًا صفًا واحدًا وعلى قلب رجل واحد خلف البيت الكبير الجامع لنا جميعًا والذي هو الأزهر الشريف، وتحت رايته وخلف إمامنا الأكبر شيخ الأزهر الشريف الذي هو أستاذنا ورمزنا وإمامنا المعبر عنَّا جميعًا كمسلمين أمام العالم، والذي نكن له منتهى الوفاء والبر والعرفان والمحبة. 

وأكد أن المؤسسة الدينية في مصر على قلب رجل واحد تقف جبلًا شامخًا تحت راية الأزهر الشريف موجها رسالة للضيوف قائلا:” حتى نكون داعمين لحضراتكم في كل دولكم وشعوبكم نشد أزركم حتى تؤدوا رسالة الإسلام السمحة التي تملأ الدنيا علمًا وأمانًا ونورًا. 

وقال إن دار الإفتاء قد وفقت في اختيار موضوع المؤتمر والذي جاء بعنوان: “الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع”، فهذه كلمات ثلاث تحدد إطار المؤتمر الفتوى والأخلاق والعالم، فالفتوى عبارة عن صنعة ومهارة وعلم وبصر بالأحكام الشرعية وكيفية تنزيلها على وقائع المكلفين، والأخلاق التي هي ميراث النبوة وهي نور وسمو ونبل وتزكية وأدب وسير إلى الله تعالى، والعالم الذي هو متسارع ومتغير ومتناقض ولاهث يطرح كل يوم تعقيدًا فلسفيًا وأسئلة حائرة وثمرات معرفية وتكنولوجية جامحة وتأثرًا وتأثيرًا بسياسات العالم المحكومة بتوازنات صعبة وأبعاد اقتصادية متشابكة ومتداخلة ومعقدة، إن هدف المؤتمر أن يغترف من الأخلاق قبسًا من النور والحكمة يسري إلى الفتوى وعلومها لتطفئ به نيران العالم المتسارع المتناقد اللاهث. 

وأضاف أنه لو نهض أئمة العلم وعكفوا على حصر كل الكلام النبوي الشريف وعده وحذف مكرره لما بلغت المتون النبوية 50 ألفًا من الأحاديث النبوية المشرفة وقد أشار إلى هذا الحافظ ابن حجر في ما نقله عنه البرهان البقاعي والإمام الجلال السيوطي إذ قال الحافظ ابن حجر إن الأحاديث الصحاح التي بين أظهرنا بل وغير الصحاح لو تم تتبعها من كافة الكتب لما بلغت مائة ألف بلا تكرار بل ولا خمسين ألفا. 

وأضاف أن المتعلق من تلك الأحاديث بالفقه والأحكام الشرعية بالفتوى لا يزيد على خمسة آلاف متن وقد سُئل الإمام الشافعي رحمه الله كم أصول الأحكام؟ قال: خمسمائة حديث، قيل له فكم أصول السنن؟ قال: خمسمائة، فعدد الأحاديث الأحكام عنده وهو سيد المجتهدين وناصر السنة لا تزيد على ألف حديث، بل أقصى ما أحصاه العلماء من أحاديث الأحكام ما أفاده حجة الإسلام الغزالي في المستصفى من أن أحاديث الأحكام لا تزيد على ما في سنن أبي داوود وهي أربعة آلاف حديث وتزيد قليلا، فإذا أخذنا خمسة آلاف حديث تتعلق بالفقه والأحكام بقي لنا ما يزيد على أربعين ألفا من الأحاديث الشريفة تتعلق كلها بالأخلاق والآداب، فترك (صلى الله عليه وسلم) أمة الإسلام من بعده تسبح على بحر عظيم محيط من المكارم والأخلاق والشيم والشمائل التي تبني أرفع القيم الإنسانية الكاملة والتي تتعهد بالرفق والرحمة والإنصاف والإكرام كل إنسان على وجه الأرض. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *