وزير الأوقاف: طاعة ولي الأمر وتجنب المعانقة وترشيد الاستهلاك من آداب المحن والشدائد

 أكد وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، أن الأخلاق ميزان اعتدال الحضارات واستقامتها، وأن انحدار الأخلاق في أي أمة إيذان بانهيار حضارتها، مشددا على أن الأخذ برأي أهل الاختصاص مطلب شرعي.

وأضاف جمعة، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية هشام عبد العزيز، في المؤتمر الدولي الذي تنظمه الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية تحت عنوان: “الأخلاقيات الدينية في عصر الوباء”، أن للمحن والشدائد آدابها، ومن أهمها: الأدب مع الله وحسن الرجوع إليه، فزمن المحن هو زمن التوبة والأوبة إلى الله.

ولفت إلى أن من آداب الشدائد أيضا طاعة ولي الأمر ومن ينوب عنه من مؤسسات الدولة فيما يتصل بتنظيم شئون الحياة ومواجهة الكوارث والأزمات، إذ لا يصلح الناس فوضى لا مرجعية لهم، ولا يمكن أن تكون هذه المرجعية هي صفحات التواصل غير الرسمية ومن غير أهل الاختصاص، فالمرجعية لأهل الاختصاص ممن تقع عليهم مسئولية إدارة الأزمة، لذا فإن الالتزام بتوجيهات جهات الاختصاص في مواجهة المحن والشدائد والأزمات واجب شرعي ووطني وإنساني، وفقا للوزير.

ومن بين آداب المحن والشدائد التي تطرق إليها جمعة أيضا، ترشيد الاستهلاك، موضحا أنه إذا كان مطلوبًا كنمط حياة ، فإن الأمر يكون ألزم وأولى في أوقات الشدائد والأزمات.

ودعا وزير الأوقاف إلى التخلص مما وصفها بـ”العادات غير الحسنة” كالمعانقة، قائلا إن الإمام مالك أفتى بكراهتها، ونسب ذلك أيضا إلى الإمامين أبي حنيفة ومحمد، كما تكره عند الشافعية إلا لقادم من سفر، لكن الحنابلة قالوا بإباحتها تَدَيُّنًا وَإِكْرَامًا وَاحْتِرَامًا، لكن ذلك مقيد بعدم وجود داء يخشى نقله من خلالها أو بسببها ، ومعلوم لدى الجميع أن درء المفسدة ولو محتملة مقدم على المباحات وحتى المستحبات.

كما شدد على ضرورة الأدب مع الخلق بالتراحم والتكافل، مع عدم المتاجرة بالأزمات، من الاستغلال والاحتكار والأنانية والشـره في الشراء، وتخزين السلع فوق الحاجة الضرورية، ونحو ذلك، حيث يعد استغلال حوائج الناس إثما كبيرا، منوها أيضا إلى ضرورة تعظيم العادات الإيجابية كالنظافة والطهارة والمواظبة على غسل الأيدي ونحو ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *