ودعتها بورسعيد بالدموع.. محطات في حياة الفدائية علية الشطوي التي قاومت العدوان الثلاثي في 56 وتطوعت لنقل المصابين بحرب أكتوبر

عبد الرحمن بدر

ودعت محافظة بورسعيد الفدائية علية الشطوي، بالدموع والحزن، حيث رحلت علية بعد صراع مع المرض، ومسيرة نضال طويلة، حيث كانت إحدى بطلات المقاومة الشعبية ضد العدوان الثلاثي (البريطاني- الإسرائيلي-الفرنسي) عام 1956، وكذلك في حرب أكتوبر عام 1973.

بدوره نعى اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد ببالغ الحزن والأسي وفاة الفدائية علية الشطوي، إحدى بطلات مدينة بورسعيد الباسلة.

وأعلن المحافظ أنه سيجرى إطلاق اسم الفدائية الراحلة على أحد شوارع المحافظة، تخليدًا لذكراها، ولكي تعرف الاجيال الجديدة التضحيات التي قدمتها لمصر.

وقدم الغضبان لأسرة المناضلة خالص التعازى، وأكد أن علية الشطوي ستظل مصدر فخر وعزة لنا جميعًا بتضحياتها وبطولاتها لكافة الأجيال، فهى مثال للوطنية والفداء من أجل تراب مصر.

وقال إن ما قدمته الفدائية البطلة من تضحيات وبطولات للتصدي للعدوان الثلاثي برفقة أبطال وفدائي المدينة سجله أبناء بورسعيد بحروف من ذهب في سجل البطولات والتضحيات.

وكانت البطلة البورسعيدية رحلت وتركت رصيدا من العمل الوطنى الكبير خلال العدوان الثلاثى وفترة حربي 67 و73 حيث كانت تتولى منصب أمينة المرأة في الإتحاد الإشتراكي، وأنشأت جمعية بلدي للحفاظ على البيئة وقدمت دورا رائدا في رعاية الجرحى والمصابين فى فترات التهجير وشاركت في العمل السياسي.

كانت علية الشطوي طالبة بالمعهد الراقي للمشرفات الصحيات الاجتماعيات بالقاهرة، وحين أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حالة الحرب للتصدي للعدوان الثلاثي، أغلقت المعاهد والكليات، وعادت الفدائية إلى بورسعيد، وكذبت على والدها بعد أن قالت له إنهم حلفوها على المصحف لتتطوع في إسعاف جنود الجيش المصري، والحقيقة أنها ذهبت بإرادتها إلى الدكتور محمود حجاج، مدير الوحدة الصحية وقتها، وأخذت منه خطابا لمدير المستشفى العسكري ببورسعيد.

بدأت علية في جمع الأدوية والأجهزة العلاجية للمرضى، كانت هي وزميلاتها يقفن على أبواب المستشفى يستقبلن الجرحى وينزعن منهم الأسلحة ويضعنهن في سيارات الإسعاف، لتقوم الشطوي بدورها إلى نقل السلاح مرة أخرى إلى المتطوعين في المدينة الباسلة.

كما كانت تنقل المصابين والعائدين من العمق في سيناء، فى حرب 1973.

وذكرت علية في حوار سابق أنها لا تزال تحتفظ بخوذة و«زمزمية» تركها لها عميد أصيب في الحرب، لتذكرها بالكفاح في 1973.     

وذكرت الفدائية الراحلة في تصريحات سابقة، أن هناك حالة لم تذهب من ذاكرتها طوال هذه السنوات التي مرت على المعركة، عندما وجدت شابا يبلغ من العمر 28 عاما، تخرج أحشاؤه أمامه، حيث حاولت مساعدته ولم تتمالك نفسها من البكاء، ولكن ابتسامته ظلت في ذاكرتها وصوته وهو يقول لها: “لا تبكي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *