وداعًا رجل الكهف.. من هو وليد دقة الذي استشهد في سجون الاحتلال بعدما قضى ثلثي عمره في المعتقل؟  

كتبت: ليلى فريد وصحف  

غيب الموت وليد دقَّة، الأسير الفلسطيني الذي قضى قرابة ثلثي عمره في سجون الاحتلال واستشهد فيها جراء الإهمال الطبي بعد تشخيصه بمرض السرطان. ومارس الكتابة داخل السجن وصدرت له مؤلفات عديدة توثق تجربة النضال والأسر. 

وأكمل دراسته في المعتقل وحصل على الماجستير، وهرّب نطفة إلى خارج السجن، وأصبح أبا في سن 57 عامًا. 

ويُعد من أبرز الأسرى المنظرين، وصدرت له عدة مؤلفات، أبرزها “صهر الوعي” و”الزمن الموازي” ورواية “حكاية سرّ الزيت”، التي نالت جوائز محلية وعربية. 

وقد سمى نفسه “رجل الكهف” الذي ينتمي إلى عصر انتهى، لأنه قضى معظم سنوات حياته في السجن، ورفضت إسرائيل الإفراج عنه أكثر من مرة. 

قالت عائلة السجين الفلسطيني وليد دقة، الذي أُعلن أمس عن وفاته في سجنه إثر معاناته من مرض السرطان، إن السلطات الإسرائيلية لا تزال تحتجز جثمان دقة، وتمنعهم من فتح بيت عزاء في بلدة باقة الغربية. 

وكان نادي الأسير الفلسطيني أعلن وفاة وليد عن عمر 62 عاماً، متأثراً بإصابته بمرض السرطان، بعد يوم واحد من مطالبة منظمة العفو الدولية، السلطات الإسرائيلية بالإفراج عنه. 

وقالت منظمة العفو الدولية إن وليد دقة مصاب بـ”مرض عضال”، إذ شُخِّصت إصابته بسرطان النخاع الشوكي، والذي يُعَد من الحالات الطبية النادرة. 

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تعرَّض وليد دقة للتعذيب والإهانة وحُرِم من زيارات عائلته، إضافةً إلى تعرُّضه للإهمال الطبي، ونقل خلال الفترة الماضية إلى المستشفى مرتين بسبب تدهور حالته الصحية، بحسب منظمة العفو الدولية. 

ويقضي دقة حكماً بالسجن مدة 38 عاماً، بعد اتهامه بالمشاركة “مع جماعة مسلحة اختطفت وقتلت جندياً إسرائيلياً عام 1984” وهو موشيه تمام. 

وتقول منظمة العفو الدولية في تقرير صدر عنها العام الماضي إنه كان من المفترض انتهاء محكومية دقة في مارس 2023، لكن حكم عليه في محكمة عسكرية عام 2018 بالسجن عامين إضافيين بتهمة محاولة تهريب هواتف نقالة إلى سجناء فلسطينيين آخرين. 

من هو وليد دقة؟ 

وأعلنت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية وفاة السجين الفلسطيني وليد دقة في أحد المستشفيات الإسرائيلية، محملة إسرائيل المسؤولية عن وفاته. 

ونقلت وكالة (فرانس برس) عن رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية قدورة فارس قوله إن “استشهاد الأسير وليد يأتي نتيجة سياسة الإهمال الطبي التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد الأسرى”. 

وينحدر دقة من باقة الغربية، واعتقل في عام 1986 بتهمة خطف وقتل جندي إسرائيلي وحكم عليه بالإعدام، قبل تخفيف الحكم إلى السجن مدة 38 عاماً. 

وحمّلت حركة حماس في بيان صدر عنها عبر حسابها على (تليجرام)، إسرائيل ووزير أمنها القومي إيتمار بن غفير، مسؤولية وفاة وليد دقة، مشيرة إلى أن دقة عانى من مرض السرطان، ومن “الإهمال الطبي المتعمّد والمفضي للقتل في سجون الاحتلال”. 

ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن دقة طلب الإفراج المبكر بسبب حالته الصحية، وأن مسؤول الصحة في مصلحة السجون الإسرائيلية “قدّر أن أيامه معدودة وأن هناك خطراً حقيقياً على حياته”، لكن الدولة رفضت استئناف الحكم، زاعمة أن مرضه “لا يتناسب مع معايير الإفراج المبكر” بحسب الصحيفة الإسرائيلية. 

“نطفة محررة” 

وتحدث الباحث والأكاديمي الفلسطيني عبد الرحيم الشيخ في دراسة أجراها عن دقة ونشرت قبل نحو عامين، عن تميز دقة في الكتابة وإتقانه للغة العبرية إضافة للغة العربية. 

ويروي الشيخ تجربة دقة في الإنجاب من زوجته الإعلامية سناء سلامة، إذ يقول إن ابنته ميلاد، جاءت إلى الحياة عبر “نطفة محررة”، ورفضت السلطات الإسرائيلية “التماس تسجيل ابنته ميلاد التي جاءت إلى الحياة عبر نطفة محررة، أو تسجيلها مولودة شرعية في سجلاتها، ورفضت زيارتها لوالدها، إلى أن أجرت فحص الحمض النووي، وهي ابنة عام ونصف”. 

وعام 2019 بعد أن حاول لسنوات طويلة مع زوجته نيل قرار يسمح له بالإنجاب، تمكن من تهريب النطفة وزُرعت في رحم زوجته سناء سلامة، لترى ابنتهما ميلاد النور في عام 2020. 

وتنقل (فرانس برس) عن نادي الأسير الفلسطيني، وهو مؤسسة تُعنى بمتابعة أوضاع المعتقلين الفلسطينيين، قوله إن 14 فلسطينياً توفوا في السجون الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر، كما أن عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ارتفع بعد هذا التاريخ من 5 آلاف معتقل إلى أكثر من 9 آلاف. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *