ميدل إيست آي: الشاي لن يصل إلى أرفف المتاجر المصرية ما لم تتجاوز الحكومة عقبتها.. وشركات كبرى تطالب بتوفير “العملة الصعبة”

التقرير: 6 آلاف طن من شاي العروسة محتجز بالموانئ.. ورئيس مجلس إدارة شركة شحن بحري: التأخير في تخليص البضائع يلحق الضرر بها


كتب – أحمد سلامة


قال موقع “ميدل إيست آي” إن أكبر شركة مستوردة للشاي في مصر حذرت أن المصريين لن يجدوا السلعة الأساسية في المحال والمتاجر خلال أقل من شهر لعدم وجود نقود أجنبية لسداد قيمة الواردات.

ونقل الموقع عن الشركة -التي وصفها الموقع بـ”عملاق الشاي”- تحذيرها من أن المصريين قد يواجهون نقصا في إمدادات الشاي في أقل من شهر إذا لم تفرج البنوك عن الدولار الأمريكي اللازم لصفقات الاستيراد.. لافتة إلى أن شركة الفتح للصناعات الغذائية، الشركة التي تقوم بتعبئة وبيع شاي العروسة الشهير، قدمت شكوى رسمية لمجلس الوزراء المصري، تحذرهم من أن المصريين لن يجدوا الشاي في السوبر ماركت قريبًا لأن المخزونات في الصوامع تنفد.


ونبه تقرير “ميدل إيست آي” إلى أنه يوجد نحو 6000 طن من شاي العروسة في الموانئ المصرية منذ ما يقرب من شهر، لكن مع عدم وجود أموال أجنبية لدفع ثمنها، لم تتمكن الشركة من تخليص شحنتها.


وقال أحمد الشامي، رئيس مجلس إدارة إحدى شركات الشحن البحري، لموقع “ميدل إيست آي” إن وكالات الشحن البحري لا يمكنها قبول مدفوعات الجنيه المصري، لأن معظم الشحنات تصل إلى الموانئ المحلية على متن سفن مملوكة لشركات أجنبية، مضيفًا أن “البضائع تتراكم في الموانئ لأن الشركات المستوردة لا تملك دولارات لدفع ثمن الشحنات”.. مُحذرًا في الوقت ذاته من أن التأخير الكبير في تخليص الشاي المستورد سيلحق الضرر بالحمولة ويؤدي إلى فرض عقوبات على شركات الشحن.


وأردف التقرير “يوم الأحد، ضغطت الشركة على الوزراء، بمن فيهم علي المصيلحي، وزير التموين، لمطالبة البنوك بالإفراج عن الدولار الأمريكي حتى تتمكن شركات الشاي من دفع تكاليف صفقات الاستيراد”، وطالبت الشركة المؤسسات المالية ومنها بنوك الأهلي والإسكندرية وقطر الوطنية والبنوك التجارية الدولية بتقديم دولارات أمريكية لضمان واردات الشاي.


ولفت التقرير إلى أن احتياطيات مصر من العملات الأجنبية في يوليو إلى حوالي 33.14 مليار دولار، في حين أن الجنيه المصري يضعف ويتوقع أن يسجل رقما قياسيا قدره 25 أمام الدولار، حسب “ميدل إيست آي”.
ونقل التقرير عن بعض الاقتصاديين المصريين تحذيراتهم من أن البلاد قد تواجه تراجعًا في الاحتياطي النقدي إلى حدود لن تغطي ثلاثة أشهر من الواردات، حيث يواصل المصريون مواجهة التضخم وارتفاع فواتير الطاقة، والتي تفاقمت منذ هجوم روسيا على أوكرانيا في فبراير.


وقال التقرير “يعتبر الشاي أحد أهم السلع الأساسية في مصر، حيث يستهلك المصريون ما قيمته خمسة مليارات جنيه مصري من الورقة الخضراء سنويًا (260 مليون دولار) ، وفقًا لتقديرات رسمية، ولن يصل الشاي إلى أرفف الأسواق إذا لم تستطع الحكومة تجاوز عقباتها المالية. وحذرت الصحف المحلية من العواقب ، مستخدمة عناوين مثل (مزاج المصريين في خطر)، وهاشتاج (شاي العروسة) على وسائل التواصل الاجتماعي منذ ظهور الخبر”.
وقالت شركة الفتح إنها قد تصل إلى نقطة لا تستطيع فيها دفع رواتب 5000 عامل ومهندس وكيميائي وإداري إذا استمرت الأزمة، وحثت الحكومة على التدخل للمساعدة ، قائلة إن الشاي سلعة أساسية مثل القمح، وتستورد مصر 60 في المائة من الشاي الذي تستهلكه، ويأتي 84 في المائة من واردات الشاي لعام 2020 من كينيا، بقيمة إجمالية 167 مليون دولار.. كما استوردت مصر 4.8 في المائة من الشاي من سريلانكا و 2.19 في المائة من الإمارات العربية المتحدة في نفس العام.

واحتلت مصر المرتبة السابعة عالمياً في استهلاك الشاي للفرد في عام 2016 ، بينما احتلت تركيا المرتبة الأولى. في عام 2018 ، تم استهلاك حوالي 273 مليار لتر من الشاي والقهوة على مستوى العالم ، وفقًا للجنة الشاي الدولية. في عام 2020 ، استوردت مصر ما مجموعه 195.6 مليون دولار من الشاي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *