منى عبدالراضي تكتب: الإنسانية والأخلاق في زمن كورونا

السلوك الإنساني يتم تقييمه على ضوء القواعد الأخلاقية والرؤية الانسانية التي، يضعها الإنسان لنفسه أو يعتبرها التزامات ومبادئ وواجبات يسير عليها يلتزم بها في كل أعماله, فالانسانية هي أساس الحياة وأساس النجاح لكل أمة, إذا ما انعدمت الانسانية، ساد الفساد والكذب والخداع والغش، ويظل العمل وطريقة إدارته واحدة من الوسائل الرئيسية للتَعبير عن أخلاقك وكيف تكون انسانا.

في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العالم من انتشار وباء كورونا اللعين. يطل علينا عدد من رجال المال, بتصريحات بعيدة عن الأخلاق والانسانية بعضهم يقول: “ما يموت اللي يموت بس الاقتصاد المصري يظل يعمل”.

ويقول الأخر: (رجَّعوا الناس للشغل فوراً.. لما شوية يموتوا أحسن ما البلد تفلس), ويصرح ثالث: بأنه لن يتبرع لعمال اليومية المتضررين ولا لمواجهة انتشار الوباء خوفا على وضعه المالي.

الجدير بالذكر أن ثروات من يقولون, ذلك تقدر بالمليارات, ورغم ذلك يحركهم الخوف على أرباحهم, وينظرون للعمالة التي هي سبب هذه الأموال بأن حياتهم لا تساوي شيئ.

بينما يتخذون كافة الاجراءات لحماية انفسهم وأهلهم.

فلنحسن كلامنا وأفعالنا, فالكلمة الطيبة, وعدم ايذاء الغير والمساعدة واحترام المشاعر واحترام حرية الأخرين صدقة, أزرع الخير حتى لو في المكان الخاطيء فسيظلُ خيراً وسيثمر يوماً ما.

فكل الأديان السماوية حثت على الفضائل ومكارم الأخلاق وحرمت الكذب والنفاق والرشوة والنميمة والغل والحقد, وكل ما يؤذي الأخرين نفسيا أو مادياً.

ولمكانة الأخلاق في الاسلام قال تعالى: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ} ، فيمتن الله على المؤمنين بأنه أرسل رسوله لتعليمهم القرآن وتزكيتهم، والتزكية بمعنى تطهير القلب من الشرك والأخلاق الرديئة كالغل والحسد وتطهير الأقوال والأفعال من الأخلاق والعادات السيئة، وقد قال عليه الصلاة والسلام بكل وضوح: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” ,  فأحد أهم أسباب البعثة هو الرقي والسمو بأخلاق الفرد والمجتمع.

كما ذكر الكتاب المقدس “الانجيل”  عن الأخلاق والأدب في التعامل  عدة ايات فقال: “من قلة الأدب التَسَمُّع على الباب، والفَطِن يستثقل ذلك الهوان”, وعن احترام الأباء قال: “الابن الفاقد الأدب عارٌ لأبيه، والبنت إنما تعقب الخسران” .

وقال الشعراء أبياتاً على مر العصور، لو التزمنا  بها لكان حالنا أفضل كثيرا وحلت المحبة والسلام, وقل الفساد.

فقال الجاحظ : “لا مروءة لكذوب، ولا ورع لسيئ الخلق”, وقال جعفر الصادق : “حسن الخلق أحد مراكب الحياة “

وقال حافظ إبراهيم :«وإذا رزقت خليقة محمودة … فقد اصطفاك مقسِّم الأرزاق».

كما قال أحمد شوقي : «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا», و «صلاح أمرك للأخلاق مرجعه … فقوّم النفس بالأخلاق تستقم», و «إذا أصيب القوم في أخلاقهم … فأقم عليهم مأتماً وعويلاً»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *