مصطفى كامل السيد عن صور افتراش طلاب للأرض: عدم توفير التعليم اللائق يحرم مصر من التنمية ويجني على سلامها الاجتماعي مستقبلاً

أستاذ العلوم السياسية عن الطلاب بمدارس الحكومة: سيكون من بينهم رغم هذه الظروف الصعبة كثير من الموهوبين في كل المجالات

كتب: عبد الرحمن بدر

قال الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن عدم توفير التعليم اللائق للنشء يحرم مصر من فرص التنمية الحقيقية بل ويجني على سلامها الاجتماعي في المستقبل.

وتابع السيد، اليوم الأحد: أود أن أعرب عن تعاطفي الخالص مع هؤلاء الفتية الجالسين على الأرض أو المزدحمين في فصول الحكومة ومع آبائهم وأمهاتهم، ليس فقط لأن هؤلاء الصغار يحرمون من حق أساسي لكل البشر. ولكن أني أعرف أنه سيكون من بينهم، رغم هذه الظروف الصعبة كثيرون من الموهوبين في كل المجالات”.

وأضاف في تدوينة له: “مع احترامي وتقديري للنخبة الليبرالية التي حكمت مصر قبل ثورة ١٩٥٢، إلا أن أمثال طه حسين وعباس العقاد وغيرهم خرجوا من صفوف الأسر الفقيرة، وهناك قصص عن نبوغ يظهر في صعيد مصر وفي ريف الأقاليم”.

وبالأمس أعلن الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، تقدمه بطلب إحاطة للمستشار الدكتور حنفي جبالى، رئيس مجلس النواب، موجه لرئيس مجلس الوزراء، ووزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، بشأن تخبط الوزارة في القرارات خلال الفترة الأخيرة واستمرار بعض الأزمات في المنظومة التعليمية.

وقال النائب في طلبه إن المنظومة التعليمية تحظى باهتمام كبير من القيادة السياسية، لإيمان الرئيس بأهمية التعليم ودوره في بناء الأمم وتحقيق التنمية الشاملة الحقيقة، ومن ثم وجدنا حزمة من التوجيهات خلال السنوات الأخيرة والقرارات المباشرة التي تهدف لتحقيق هذا الغرض، ولكن على الرغم من هذا الاهتمام إلا أنه لم يُترجم في صورة قرارات على الأرض، ومازالت المشاكل والأزمات قائمة.

وتابع محسب: هناك تخبط كبير خلال الفترة الأخيرة في القرارات بداية من التعامل مع أزمة عجز المعلمين، ففى الوقت الذي يوجد 36 ألف معلم مؤهلين للعمل أصدر الوزير قرار بفتح باب التطوع للتعامل مع هذه المشكلة مما يُعد علامة استفهام كبيرة، مرورا بالتعامل مع التكدس الطلابي وطرح فكرة العمل بأكثر من فترة مما يتنافى مع فكرة التطوير، ففى الوقت الذي يتم اللجوء للفترات كحل مؤقت للتعامل مع الكثافة هذا الأمر سينعكس على مدة الحصة وإلغاء بعض الأنشطة التي غير موجودة من الأساس، إلى جانب تعميق أزمة عجز المعلمين.

وتساءل النائب، قائلا:من أين ستأتى الوزارة بمعلمين للعمل ثلاث فترات في بعض المدارس وهى في الأساس تعاني من أزمة كبيرة؟.

وقال النائب: بالإضافة لأزمة عدم تسليم الكتب المدرسية للطلاب الذين لم يسددوا المصروفات، هذا القرار على الرغم من كونه سليم ولكن كان لزاما على الوزارة أن يكون لديها حصر بالطلاب غير القادرين والبحث عن حلول لهذا الأمر بالتنسيق مع الوزارات المختصة، وكذلك الطالب الذي توفى خلال الأيام القليلة الماضية بسبب أولوية الجلوس في المقاعد الأولى، أليس الوزير مسؤول عن كل الطلاب على مستوى الجمهورية، وعلى من تقع عليه المسؤولية.

وذكر محسب أنه على الرغم من كم المشاكل التي تعانى منها المنظومة التعليمية وحالة الترهل الإدارى الكبير في الوزارة إلا أننا نجد التعامل مع الأمر بمجموعة من التصريحات «العنجهية» فقط مما يعمق الأزمة دون حلول على الأرض ويعيدنا لنقطة الصفر، مطالبا الوزير الرد على تساؤلات أولياء الأمور والعمل على الأرض مع المشاكل وترجمة اهتمام القيادة السياسية بالمنظومة في صورة قرارات فعلية.

يذكر أن العام الدراسي الجديد بدأ أول الأسبوع الماضي، وشهد العديد من الظواهر السلبية.

وفي واقعة توصف بالإهمال الشديد من قبل مسؤولي مدرسة عمر مكرم الابتدائية التابعة لإدارة المنتزة التعليمية بالإسكندرية، تسبب في إحداث حالة من الهرج والمرج بين أولياء أمور الطلاب، قام مسؤول الأمن في المدرسة بفتح أبواب المدرسة وإخراج الطلاب في الصفوف الأولى قبل الموعد الرسمي المحدد لخروجهم بنصف الساعة تقريبا.

وعند ذهاب الأهالي إلى المدرسة لاستلام أبنائهم في الموعد المحدد من قبل، فوجئوا بخروج الطلاب قبل ذلك الميعاد ولم يجدوهم.. ما تسبب في ضياع الأطفال في حالة هرج ومرج ودخل بعض الأهالي في شجار مع مسؤولي المدرسة، فيما دخلت بعض الأمهات في حالة بكاء شديد ودوى صراخهن ليرج أرجاء المنطقة وتعرضت بعض الأمهاء لانهيارات وإغماءات.

ويوم الأحد الماضي، أصدر الدكتور ياسر محمود وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية، قرارًا عاجلًا بإحالة مدير مدرسة المثلث الابتدائية بالخانكة للتحقيق وعزله من منصبه، وتعيين مدير آخر بدلًا منه في واقعة جلوس طلاب إحدى الصفوف بالمدرسة على الأرض لعدم وجود مقاعد دراسية.

وأشار وكيل الوزارة، إلى أنه جرى إرسال لجنة من الأبنية التعليمية لمد الطلاب بالمقاعد اللازمة لهم وسيجلس الطلاب تحت أي ظرف اعتبارًا من الغد على مقاعد طلابية.

جاء ذلك على خلفية تداول صور بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك لطلاب يفترشون الأرض في مدرسة المثلث الابتدائية بالخانكة وقضاء اليوم الدراسي دون مقاعد.

وقالت صفحة محافظة القليوبية على الفيس بوك إن وكيل الوزارة أنه تم التنبيه والتشديد علي مدارس التعليم الابتدائي ذات الكثافات المرتفعة بأن تقوم بالعمل بنظام الفترات الممتدة لتخفيف الكثافات والتأكيد علي الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية في المدارس.

وشدد وكيل الوزارة على مديري الإدارات بتكثيف المتابعات علي المدارس في الفترة القادمة لمتابعة تخفيف الكثافات والالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية.

من ناحية أخرى انهالت التعليقات على منشور المحافظة على الفيس بوك، واشتكى المواطنون من كثافة الطلاب التي وصلت إلى 105 تلاميذ في الفصل بمدرسة السيدة عائشة، وقالت ولية أمر:

الفصل 105 طالب بمدرسة السيدة عائشه فى الترفيهية وكل الأطفال مزنوقين والرد عليهم كان بيقولوا عشان أول يوم كله بييجى استنو حبه هتلاقى عدد الفصل قل عشان الأولاد هتغيب يرضى مين انهم يخنقو الأولاد فالفصول عشان يضطروهم يغيبو يرضى مين !!.

وقالت أخرى: تكدس اية دة بهدلة واستهبال والديسك في ٥ أو ٦ أطفال والعيال كلهم فوق بعض، بينما عقب آخر: تعلقوا فشلكم على مدير المدرسة ذنبه إيه واللا عشان الفضيحة طلعت برة المدرسة تعاقبوه هو يا فشلة بدل المشاريع إياها للنخبة كنتم شيدوا مدارس.

وقال ولي أمر: الفصول مزدحمة جدا والله حرام اللى بيحصل في أطفالنا ده الفصل اكتر من 70 طفل وكمان مساحة الفصل صغيرة.

وقال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، إن الوزارة تفرض مصروفات متواضعة للغاية على طلاب المدارس الحكومية، وإنها بمثابة رسوم لدفع التأمين الصحي للطلاب وتقديم بعض الأنشطة والخدمات لهم.

وتابع شوقي، أن المواطنين يرفضون دفع مصروفات المدارس ويدفعون مقابل الدروس الخصوصية والكتب الخارجية، متسائلًا: أعمل إيه في الأنشطة والأمور المطلوبة بالمدارس؟.

وذكر أن مصروفات طلاب المدارس الحكومية 300 جنيه خلال العام الواحد فقط، منوهًا إلى أن تكلفة الخدمة التي يحصلون عليها تصل إلى 12 ألف جنيه.

وأضاف الوزير أن 65% من الطلاب ضمن 14 فئة معفاة من دفع المصروفات، لافتًا إلى أن 35% فقط خارج تلك المجموعة ومطالبة بدفع 300 جنيه في العام لتأمين الموارد للمديريات التعليمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *