محمود الدسوقي يكتب: أنت الفريسة القادمة لحرب الإبادة لو صدقت أمريكا

لماذا تم أخذ فلسطين؟ لماذا تمارس إسرائيل دورها الوظيفي كآخر محطة احتلال بشكلها الاستعماري القديم للدول؟ الإجابة كما نعرف جيدا هي لعنة الجغرافيا ولكي يتم وضع خريطة نابليون بونابرت في وضع حاجز بين المشرق العربي والمغرب العربي، وهي الرؤية التي اتحد فيها الأوربيون من كافة أجناسهم من أوربيين لأمريكان، سيقول قائل ولكن العرب سقطوا وعلى مدار تاريخهم لم يتحدوا ؟ ستكون الإجابة أنظر للخريطة جيدا فلسطين المحتلة صارت أخطر على العرب أنفسهم من أنفسهم مادام الاحتلال موجودا، فلن يكون هناك تكاملا اقتصاديا بمعناه المتكامل، ولا أمن غذائي، لن تكون هناك واحة أمان لا الذي يسكن في الشام ولا الذي يستقر فى شمال إفريقيا، ولا الذي يعيش فى مصر أو الخليج، عُقدة خريطة نابليون بونابرت تحتاج لرجل من عصر الإسكندر المقدوني يقطعه ولا يبالي، رجل يؤمن أن عدم راحة الاحتلال هو بقاء له قبل أن يكون راحة وحرية  للفلسطيني.

من المفارقات التاريخية التى لا نلتفت لها أن  حرب الإبادة  التى تجرى حاليا على فلسطين ، ظهرت من خلال خريطة سربها أحد النازيين فى الهولوكست بما تعرف بمحرقة اليهود، كانت خريطة الإبادة تضع فلسطين وسوريا والعراق وشرق الأردن وسيناء في مرمى المحرقة والمملكة الصهيونية، وهذا الكلام ليس إنشائيا، فمن المعروف أن الصراع البريطاني الألماني لكسب اليهود وبنوكهم وخبراءهم الاقتصاديين وعلمائهم كانت من خلال من يقدم أكثر من الأراضى العربية لليهود، وقد كسب الإنجليز الجولة لتستمر في تقديم تسهيلات منذ عام 1918م حتى عام 1948م ليصل العدد  لنحو 650 ألف يهودي، مع تقديم السلاح والتربيطات السياسية مع الإمبراطورية التي كانت تعلن عن وحشيتها بعد إلقاء القنبلة الذرية وهى أمريكا، لتبدأ خريطة الإبادة من رحم إبادة اليهود، لذا الإبادة ليست نبوءات من نبوءات معمر القذافي الذي بشر الجميع بالإبادة بعد فلسطين “كله هيا خد دوره حتى الدول المساعدة للسياسات الأمريكية مثل عرب النفط”، وهي الفيديوهات التي وجدت طريقها في عالم الفيس بوك المحاصر من مارك وأدوات الصهيونية، كل الطرق تؤدي بك أن تحاول أن تجد لنفسك بديلا قبل أن تتحول لفريسة مادمت صدقت الأمريكي وسلمت لك أمره ونظرت له بأنه واحة الديمقراطية وحقوق الإنسان والمنقذ لك.

أفرزت حرب الإبادة التي تشنها سيدة العالم بمساعدة إسرائيل وحلفائها من بريطانيين وأوربيين، كراهية جيل جديد للسياسات الأمريكية والغربية، كما أفرزت عودة حتمية للمراجعة، لأبناء الشعوب العربية أولا وهذا هو المفيد والأصلح، ماذا قدمت أمريكا للخريطة العربية منذ أن جاءت للمنطقة بشركائها من أجل النفط في الصحراء القاحلة، ومنذ أن حاولت إسكات القومية العربية في عداء ناصر في مصر، وإسكات الأحزاب القومية في بلاد الشام والعراق، حتى  نطق السادات بمقولة 99 في المئة من أوراق اللعبة في يد أمريكا، أسقطت المقاومة بشتى فروعها من فلسطين للعراق للبنان لدمشق الصامدة وسط الحصار، اللعبة الأمريكية فى خلق سياسات مع فصائل دينية متشددة أثقلت الخريطة بنعرات دينية للتفريق، إلى مقاومة عربية، وأتمنى أن تكون المراجعة والوقفة مع أنفسنا هنا متجددة خاصة أن خرائط برنارد لويس لتقسيم الدول العربية قائمة على انقراض النعرات العربية والقومية العربية  وأن يحل محلها نعرات دينية تجعل تسليم الأرض لأعجمي مسلم أو أمريكي مسلم من الأمور الطبيعية مادام نطق بالشهادتين، عودة للخلافة العثمانية التي كانت تضع المقاومين العرب على الخازوق وتقوم بالإعدام ثم ترفع حنجرتها بالأذان فى منتهى التناقض الذى أدى بنا أن نتحول لضحايا، من محاسن المقاومة أنها جعلتنا نلتفت لأنفسنا كعرب خاصة أن الاحتلال يرفع شعار منذ سنوات ( العربي الجيد هو العربي الميت ).

جاءت المقاومة لتظهر العقاب والعذاب الجماعي ، جاءت بعد سنين بسيطة من  سقوط المجتمع الدولي الذى فقد للشرعية ذلك الذى سمح لدولة أن تتحكم فى حصار العالم من خلال ورقة خضراء بلا سند ذهبي ، يخنق ويحاصر الشعوب ( أنظر كم دولة عربية هى ضحايا هذه الورقة ) ، وكم من الموتى من الأطفال والشباب كانوا ضحاياها ، لكن المقاومة الحالية جاءت لتضرب القانون الدولي فى مقتل فالعالم الذى يضحك وهو ممسكا بكؤوس شراب دم الأطفال والعزل ، لايعتبر عالما ولا يعتد به  فى حروب الإبادة  انقرض هتاف خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود ، الهتاف الإخوانى البغيض  الذي سيطر على الشوارع  العربية منذ سنوات ، لجر قضية المقاومة لمقاومة بين ديني وديني آخر  وحتى حين حاول السذج من الأطفال والشباب ترديده كان منبوذا ، من المفارقات أيضا أن وزير خارجية أمريكا حاول جر الصراع بين دينين ، إلا إن المقاومة كان صوتها أعلى القضية إنسانية والقضية لا تختص بإبادة مسلم ومسيحي عربي إنما تمتد للجميع مادام ينطق العربية وهويته عربية ، هذه هي مكاسب المقاومة ومايتم ترديده إعلاميا عن انتماءات المقاومة ، أصبحت لا تشغل الشارع العربي ولا تهمه المهم أن تكون هناك مقاومة للوقوف ضد حرب الإبادة حتى لا نتحول لفريسة ونكون آخر العرب مثل الهندي الأحمر المنقرض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *