كمال مغيث يكتب: عن الغناء وعبقرية الثقافة المصرية للدكتورة نيفين مسعد

كتبت الصديقة المحترمة مقالا ضافيا وجميلا عن كتابى الذى صدر منذ أيام قليلة فى صحيفة الشروق كما وضعته على صفحتها هنا، تناولت فيه بعض موضوعات كتابى وأشادت فيه برؤيتى لتفاعل الغناء مع ثقافتنا ومجتمعنا وقضايانا الوطنية الكبرى، كما أشادت فيه بعلاقتى القديمة بالغناء

وأنا أريد أن أذكر الصديقة العزيزة بكثير من لقاءاتنا مع العديد من الأصدقاء الكبار، منهم من رحل، كيحيى الجمل وسمير نعيم ونور فرحات وحسين أمين ومحمد سيد سعيد، ومنهم من مازال معنا متعهم الله بالعمر والصحة كعاصم دسوقى ومحمد محيى الدين ومصطفى كامل السيد ونبيل عبد الفتاح وأحمد السيد النجار، وكانوا جميعا أصحاب ذوق رفيع محبين لأم كلثوم وعبد الوهاب وغيرهم، وللدكتور عاصم الدسوقى غرام خاص بمحمد عبد المطلب ولأحمد السيد النجار غرام خاص بعبد الحليم حافظ، وفى أحد جلساتنا فى مؤتمر للهيئة القبطية الإنجيلية، وقفت أغنى ووقف معى الراحل سمير نعيم والصديق عاصم الدسوقى متعه الله بالصحة، وتقمصت ساعتها دور “حسن – فريد شوقى” فى فيلم بداية ونهاية وقلت لهم: تيجوا يا شباب نفضكوا من الدكترة والاستاذية ونعمل فرقة غنائية واديكم كل واحد جنيه فى الليلة ونتعشى كمان، وضجت القاعة بالضحك

وفى آخر مقال الدكتورة نيفين الممتع تحفظت على موضوعين مما كتبت: الأول: ماذكرته عن أغنية “عدى النهار” وموقف الأستاذ محمد فائق منها، وأنه لم يقابل بليغ حمدى أبدا

وردى: أننى أعرف الأستاذ الكبير محمد فائق متعه الله بالصحة والعمر، منذ أكثر من خمسين عاما، وأعرف أخلاقه وعفته وتعففه عن الصغائر، ورفضه دخول المعارك الشخصية والتافهة وتمسكه بمبادئه الرفيعة والوطنية والثمن الباهظ الذى دفعه سنوات طويلة خلف القضبان لتمسكه بتلك المبادئ، وعموما فمرجعى الأساسى فى روايتى هو الراحل الاستاذ وجدى الحكيم رحمه الله، واعتقد أيضا أن ظروف هزيمة قاسية كهزيمة يونيو، قد تكون ضاغطة على الناس جميعا

والثانى ما ذكرته أنا حول: الأغنية التى ارتفعت بعبد الناصر فوق هامات زملائه الأحرار، وأقصد بها أغنية أم كلثوم “ياجمال يامثال الوطنية” وتقول دكتورة نيفين: ” أن هذا يعنى أن هذه الأغنية هى التى مكنت عبد الناصر من حسم صراعه مع نجيب وأن شعبية ناصر لم تصنعها الأغنية لكنها فقط عكست شعبية ناصر بعد محاولة اغتياله”

وأنا لا اختلف مع الدكتورة كثيرا وأعرف أن عشرات الأغانى “المصنوعة” لا تستطيع أن تصنع شعبية لحاكم مهما كثرت وتنوعت، فلا أحد يذكر اليوم أى أغنية عن السادات ولا مبارك مثلا، كما أننى أعرف أن شعبية عبد الناصر قد صنعها دوره كزعيم حقيقى لثورة يوليو ومؤسسا لتنظيمها وعقلا مدبرا لحكمها وسياستها، ومع كل هذا لا نستطيع أن ننكر أنها أول اغنية تتغنى باسم جمال وحده دون رفاقه .. كما لا نستطيع أن ننكر أن اعفاء نجيب من منصبه قد حدث يوم 14 نوفمبر 1954- كما تذكر الجريدة الرسمية – بينما أذيعت الأغنية قبلها بأسبوعين فقط

وفى نهاية.. الصديقة العزيزة بمقالك الجميل اخجلتى تواضعى وأرجو أن أكون عند حسن ظنك دائما.. ومحبتى واحترامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *