كاتب يحذر من «إزالات ضخمة» لمقابر بالسيدة نفيسة والإمام الشافعي لإقامة طرق ومحاور جديدة: مسجلة تراث عالمي في اليونسكو

حذر الكاتب ميشيل حنا، من إزالة مقابر بمنطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي بهدف إقامة طرق ومحاور جديدة، لافتا إلى أن المنطقة «مسجلة تراث عالمي» في اليونسكو ومدفون بها أمراء وأميرات ووزراء وشيوخ وشعراء.

وقال حنا عبر حسابه على موقع «فيسبوك»: «بقى لي أكثر من شهر -أنا وغيري- بنحذر من مشاريع محاور هتعمل إزالات ضخمة جدا لأحواش ومدافن في السيدة نفيسة والإمام الشافعي والمجاورين».

وأشار إلى أن المنطقة «مسجلة تراث عالمي في اليونسكو» و«مدفون فيها أمراء وأميرات وباشوات وبكوات ووزراء ورؤساء وزراء وأولياء وشيوخ وشعراء وكتاب وشهداء».

وتابع مستنكرا: «تاريخ كامل هيتمسح بأستيكة. للأسف ما فيش أي استجابة ولا أي حد مهتم. ولا أي وسيلة إعلامية اهتمت انها تتابع أو تكتب. يمكن لما تحل المصيبة وتبدأ تظهر صور الروائع المعمارية وهي بتتهد يمكن وقتها حد يبتدي يدرك إيه اللي بيحصل».

وقال حنا إن «الطرق والمحاور مش هي عنوان الحضارة. وما فيش عدد كافي من الأشخاص المستعجلين جدا عشان يروحوا متحف الحضارة فالموضوع مستاهل نصرف 5 مليار نسفلت بيهم فوق الجثث عشان نوفر لهم 10 دقايق».

وأضاف أن «الازدحام المروري ليه حلول كثير وصل لها العالم المتحضر ومش من ضمنها توسيع الطرق. جزء من الحلول تعزيز وسائل النقل الجماعي وتشجيع الدراجات والمشي وتفعيل منظومات العمل من المنزل وتفعيل الخدمات الإلكترونية اللي مش هتخلي الناس تضطر تخرج من بيتها لأداء مشاوير ما لهاش لازمة زي انها تعمل ورقة حكومية أو تمضيها إلخ».

وواصل قائلا: «الحلول موجودة وجاهزة والعالم مجربها، والحضارة -تاني- مش في الطرق، لكن في التراث اللي عمره مئات السنين واللي على وشك يتمسح. في التراكم التاريخي اللي عملته المدينة على مدى أكثر من ألف سنة واللي بيميزها عن غيرها. في الحكايات اللي حصلت في الأماكن والشوارع. في الشخصيات اللي عضمها هيعدي عليه البلدوزر ويسفلت».

ووجه الكاتب المهتم بالتراث المعماري ميشيل حنا، في ختام منشوره، نداءً وصفه بالـ«أخير» قائلا: «أنقذوا جبانات مصر».

ويأتي تحذير حنا إلى جانب تحذيرات مماثلة أطلقها عدد من المهتمين بالتراث والآثار خلال الأيام والأسابيع الماضية في ظل تقارير تشير إلى سعي الحكومة المصرية تشييد عدة محاور بالمنطقة الجنوبية في القاهرة منها محور متحف الحضارة الذي يربط طريق صلاح سالم بالطريق الدائري ويمر عبر منطقة الإمام الليثي والإمام الشافعي، ويمر أعلي شارع الكردي ثم يستمر حتى المرور فوق كوبري التونسي ليلتقي بطريق الأوتوستراد.

وتداول مستخمون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تُظهر عدد من المقابر والأضرحة، التي وضعت على جدرانها خطوط حمراء تشير إلى «نزع» ملكيتها من أصحابها، بدعوى تطوير القاهرة التاريخية، خاصة بمنطقة بحيرة عين الصيرة التاريخية ومحيط متحف الحضارة بمصر القديمة؛ والتي تهدف لاستعادة الوجه الحضاري للمنطقة وتحويلها إلى مقصد سياحي متطور يتسم بطابع معماري حديث ومتكامل الخدمات، بحسب تقارير محلية.

وتضم المدافن المهددة بالهدم، بحسب عدد من المهتمين بالتراث والآثار ضريح محمد محمود باشا رئيس وزراء مصر الأسبق، بمنطقة مدافن الإمام. كما تضم المنطقة مدفن عائلة الفنان يوسف بك وهبى.
أيضا يوجد في المنطقة ضريح رجل القانون والساسية البارز محمد صبري أبو علم باشا بطل استقلال القضاء (1893 ـ 1947)، وهو الضريح الذي صممه المعماري الإيطالي ارنستو ڤيروتشي، الذي ساهم في التصميم الداخلي لقصر عابدين وكذلك قصر رأس التين والنصب التذكاري للجندي المجهول الذي أهدته إيطاليا لمصر في الإسكندرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *