قبل قمة الأهلي والزمالك.. موقع “الحرة” الأمريكي: “جيل الملاعب الخاوية” معضلة جماهير مصر

وكالات

نشر موقع “الحرة” الأمريكي تقريرًا رصد خلاله غياب الجماهير عن اللقاء المرتقب، الخميس، بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك في الدوري المصري.

وقال التقرير “يخوض قطبا الكرة المصرية الأهلي والزمالك، مباراة في الدوري الممتاز المصري لكرة القدم، ولكن بحضور جماهيري لا يتجاوز 6 آلاف شخص، في ظل القيود المفروضة على الحضور الكامل للمباريات في مصر”.

وأضاف التقرير “قبل سنوات كان الجمهور ينتظر مباراة مثل هذه للحضور بكثافة، ويملأ جنبات الملاعب، وكان عدد الحضور يصل إلى ما يزيد عن 70 ألف متفرج في ملعب القاهرة الدولي الذي طالما احتضن مباريات المنتخب المصري والناديين الكبيرين، ولكن منذ كارثة بورسعيد عام 2012 ومقتل أكثر من 70 مشجعًا من النادي الأهلي، وبعدها مقتل 22 من جمهور الزمالك خارج ملعب الدفاع الجوي عام 2015، باتت الملاعب شبه خاوية”.

وتابع “ولسنوات طويلة بعد ذلك استمرت المباريات تذاع على الهواء مباشرة، ويمكن عبر التلفاز سماع كل التعليمات التي يمررها المدربين للاعبين في غياب أصوات الجمهور، وبات هناك جيل كامل من لاعبي الكرة المصرية لم يلعب مباريات بمدرجات كاملة العدد”.

واستكمل “حددت رابطة الأندية واتحاد الكرة المصري أعداد الجماهير التي تحضر مباريات هذا الموسم بثلاثة آلاف لكل فريق، مع السماح باستثناءات في المباريات الإقصائية في بطولة دوري أبطال إفريقيا ومباريات المنتخب المصري، وذلك بعد الحصول على موافقات أمنية، وبالفعل لعب النادي الأهلي في البطولة الإفريقية التي حصد لقبها مؤخرًا على حساب الوداد المغربي، بحضور جماهيري كامل العدد في ملعب القاهرة الدولي، وصل إلى نحو 70 ألف متفرج، وبالتحديد في مباراتي الهلال السوداني في دور المجموعات، وفي ذهاب نهائي البطولة”.

وأشار التقرير إلى أن هذا التناقض الكبير جعل المدير الفني للنادي الأهلي، السويسري مارسيل كولر، يسأل خلال مؤتمرات صحفية عدة بعد المباريات عن سر غياب الجمهور، خصوصًا في ظل لعب مباريات أفريقية بحضور كبير دون مشكلات.

وقال كولر، السبت، إنه يتمنى أن تملأ الجماهير المدرجات بالكامل في مباراة الزمالك، ووجه رسالة للمسؤولين بالسماح للجماهير بالعودة مرة أخرى للملاعب.. باعتبار أن “الكرة تُلعب من أجل الجمهور”.

ولفت التقرير إلى أنه “ربما يتعلق الأمر بطلبات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، فقد نقل موقع (القاهرة 24) عن المدير التنفيذي للنادي الأهلي، سعد شلبي، قوله قبل مباراة النهائي ضد الوداد، إن الاتحاد الأفريقي (يرغب في دخول الجماهير بالكامل في مباريات بطولاته لأكثر من سبب، أهمها أن الجماهير قلب كرة القدم بالإضافة إلى وجود مقره في القاهرة)”.

وتابع: “جددنا طلبنا مرة أخرى ونحاول تحقيق الاستفادة من أكبر عدد جماهيري، خاصةً أننا نثق في جماهيرنا بشكل كامل، وفرصة زيادة الجماهير لا زالت قائمة”.

وكانت الموافقات الأمنية سمحت بحضور 20 ألف متفرج فقط قبل أن يتم الموافقة على حضور 50 ألف شخص، وامتلأت مدرجات ملعب القاهرة الدولي بالجمهور حينها.

وقال المحلل والمعلق الرياضي طارق الأدور، في تصريحات لموقع الحرة، إن الحضور الجماهيري القليل البالغ 6 آلاف متفرج “سيؤثر على المستوى الفني لمباراة كبيرة مثل الأهلي والزمالك، خصوصًا لأنها أول مباراة بعد ضمان الأهلي الفوز بالدوري وكان من المتوقع أن تكون احتفالية بحضور جماهيري كبير”.

واستطرد التقرير “غاب الحضور الجماهيري عن الملاعب المصرية بالشكل المعتاد منذ عام 2012، ولسنوات كان هناك شد وجذب بين مجموعات الأولتراس وبين الحكومات المتعاقبة، قبل أن تختفي تلك الروابط بشكل كبير ويبدأ المسؤولون عن الرياضة المصرية في السيطرة على الحضور للمباريات، وذلك عبر استخدام نظام الحجز الإلكتروني للتذاكر”.. لافتا إلى أنه حينما يرغب شخص في حضور مباراة عليه أن يسجل في موقع إلكتروني ويدون بياناته الشخصية، وبالتالي بات كل شخص داخل الملعب معروف للجهات المسؤولة، في محاولة لمنع الشغب بملاعب المباريات.

لكن رغم ذلك لم تعد الجماهير بشكل طبيعي إلى الملاعب، وواصل الأدور حديثه للحرة، بالقول إن المستوى الفني تأثر بغياب الزخم الجماهيري، وحاليًا هناك “لاعبون كانوا ناشئين حينما بدأ غياب الجمهور وحاليا يقتربون من الاعتزال، أي لم يتعرضوا للوجود الجماهيري الضخم أبدا، ويظهر هذا التأثير حينما يلعبون تحت ضغط جماهيري خارج مصر، وبالتالي يتأثر المستوى الفني”.

وعانت “الأندية الشعبية” في المحافظات المصرية من فراغ المدرجات بدرجة أكبر، إذ كانت تعتمد على مؤازرة جماهيرها سواء ماديًا عبر أموال التذاكر، أو معنويًا حينما تواجه الفرق الأخرى بملعب كامل العدد، وجمهور شديد الحماس.

وفي هذا الموسم تمكن نادي الإسماعيلي من ضمان البقاء في الدوري قبل مباراة واحدة من نهاية المسابقة، فيما يصارع نادي جماهيري آخر هو غزل المحلة، ومعه نادي أسوان، من أجل الاستمرار في البطولة.

وتابع الأدور حديثه: “هناك تأثير مادي على الأندية الجماهيرية الأخرى مثل الاتحاد السكندري والإسماعيلي والمحلة، كانت مبيعات التذاكر تمثل جزءا لا بأس به من دخل النادي، لكن حاليًا ذهب هذا الدخل”.

لاعب الأهلي والمنتخب المصري السابق وليد سليمان، لعب لسنوات قبل عام 2012 في ظل حضور كامل للجمهور في الملاعب واستمر لسنوات أخرى حتى الاعتزال العام الماضي، قال في تصريحات لفرانس برس، في مقارنة بين الجيل الحالي لناديه وبين جيل ذهبي برز عام 2005، إن لاعبي هذه الفترة “لم يلعبوا كثيرا وسط حضور جماهيري كثيف، في وقت الجيل الذهبي السابق كانت الجماهير تحضر بالآلاف حتى في التدريبات والمباريات الودية”.. مضيفا “هذا الأمر يؤثر سلبيًا بصورة ما على الجيل الحالي”.

يذكر أن المنتخب المصري لم يتوج بأي لقب أفريقي منذ عام 2010، بعدما كان حصد ثلاثة ألقاب متتالية، ونظمت مصر بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2019 بعد سحب تنظيمها من الكاميرون، وحينها خرج الفراعنة من الدور ثمن النهائي أمام جنوب أفريقيا، وهو خروج لم يعتد عليه الفريق المصري حينما ينظم بطولات على أرضه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *