رموز العنصرية تسقط| بعد تحطيم تمثال تاجر رقيق ببريطانيا..بلجيكيون يستهدفون تماثيل الملك “ليوبولد الثاني” ويهتفون: قاتل

كتب – أحمد سلامة

شهدت المدن البلجيكية خلال الأيام الأخيرة حالات متكررة من استهداف تماثيل الملك الراحل ليوبولد الثاني، الذي يعتبره المؤرخون مسؤولا عن الإبادة الجماعية لسكان الكونغو في عهد الاستعمار.

وجرت في العاصمة البلجيكية بروكسل، الأحد، مظاهرات تضامنا مع جورج فلويد المواطن الأمريكي صاحب الأصول الإفريقية، الذي قتل على يد الشرطة في ولاية مينيسوتا بالولايات المتحدة، وأثناء المظاهرات اعتلت مجموعة من المحتجين تمثالا للملك البلجيكي ليوبولد الثاني ورفعت علم جمهورية الكونغو الديمقراطية عليه، مرددين هتافات “قاتل” في إشارة إلى الملك.

وتعرضت تماثيل الملك للعبث في العديد من المدن البلجيكية الأخرى، بما فيها غينت وإيكيرين وأنتويرب وهاله وأوستيندي وغيرها، حيث وضع المحتجون على بعضها الصباغ الأحمر، وتركوا على البعض الآخر رسومات غرافيتي وأضرموا النار في أحد التماثيل، حسب “روسيا اليوم”.

كما أطلق نشطاء حملة على الإنترنت، مطالبين بإزالة جميع تماثيل الملك ليوبولد الثاني في البلاد، وأيد تلك الحملة عشرات الآلاف من مستخدمي الإنترنت الذين وضعوا تواقيعهم على العريضة الإلكترونية بهذا الصدد.

جدير بالذكر أن الملك ليوبولد الثاني الذي حكم بلجيكا من 1865 إلى 1909، أسس وسط إفريقيا في الربع الأخير من القرن التاسع عشر ما يسمى بـ”دولة الكونغو الحرة”، وأعلن نفسه رئيسا لها، وكانت “الدولة الحرة” تحت إدارة الملك الشخصية حتى عام 1908، حين أجبرته الحكومة البلجيكية على تسليم مهام إدارة الكونغو لها على خلفية قسوة ممارسات الملك هناك.. وخلال فترة توليه قتل نحو 10 ملايين من السكان جراء أعمال العنف والقتل والتعذيب.

وفي بريطانيا، قام متظاهرون في مدينة “بريستول” الإنجليزية، بإسقاط تمثال “إدوارد كولستون” تاجر الرقيق الأشهر والذي توفي عام 1721، ويعتبر كولستون أكبر تاجر عبيد في تاريخ بريطانيا، تمكن من نقل نحو 200 ألف إفريقي إلى منطقة الكاريبي فقط، حسبما أكدت مراجع تاريخية نقلا عن سجلات شركته، حيث توفي منهم نحو 20 ألفا أثناء الرحلة، واشتهر عنه قسوته الشديدة واستخدام التعذيب والقتل ضد “العبيد”.

وذكرت صحيفة “ذا صن” البريطانية، أن المتظاهرين أسقطوا التمثال المثير للجدل بعد أن ربطوه بالحبال ثم طرحوه أرضًا وقفزوا فوقه، وحسب الصحيفة فقد قال آندي بينيت، مفتش شرطة آفون وشرطة سومرست، إن قوة من الأمن تلاحق مجموعة صغيرة من الناس “الذين ارتكبوا فعلاً ضررًا إجراميًا” بعد سقوط التمثال.

وفي عام 2017 أعلنت قاعة “كولستون هول” التاريخية تغيير اسمها لقطع الصلة طويلة الأمد مع تاجر الرقيق، وقال صندوق “بريستول ميوزيك ترست” الذي يدير القاعة التي يرجع عمرها إلى 150 عاما، إنه سيتم تغيير اسم القاعة عند فتحها مجددا في عام 2020 بعد إعادة تطويرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *