ردود أفعال دولية على إعلان بوتين لـ”التعبئة الجزئية للاحتياط”: تصعيد روسي يُعبر عن فشل ومؤشر يأس جديد

وكالات

تتوالى ردود الأفعال الدولية على إعلان روسيا “تعبئة جزئية للاحتياط” وتأكيد الاستفتاءات في مناطق محتلة في أوكرانيا، وتهديد بوتين باستخدام “كل الوسائل الدفاعية” المتاحة. وجاءت معظم ردود الفعل لتتحدث عن “تصعيد” روسي يعبر عن “فشل”.
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استدعاء مئات آلاف الروس، محذرا الغرب من أن موسكو “ستستخدم كل الوسائل” المتاحة لها للدفاع عن نفسها.
في رد فعل على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعبئة جزئية لاحتياطي الجيش الروسي، قال مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الأربعاء، إن التعبئة الجزئية لجنود احتياط روس تظهر أن بوتين ينوي مواصلة “التصعيد” في الحرب على أوكرانيا وأنها تشكل “مؤشر يأس جديدا” لديه.
وأوضح بيتر ستانو الناطق باسم بوريل “الاعلان عن تعبئة جزئية للاحتياط وتأكيد الاستفتاءات (في مناطق محتلة في أوكرانيا) يشكلان إشارة واضحة موجهة إلى الأسرة الدولية خلال أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة على عزمه مواصلة حربه المدمرة التي لها تداعيات سلبية على العالم بأسره”. وقال ستانو ” بوتين يقوم بمقامرة نووية . إنه يستخدم العنصر النووي في إطار إرهاب ترسانته وهذا غير مقبول”.
وتابع ستانو “ستكون لهذه الخطوة تداعيات من جهتنا. الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عقدت اجتماعا تنسيقيا على هامش أعمال الجمعية العامة (للأمم المتحدة) في نيويورك”. ولم يشأ ستانو إعطاء مزيد من التفاصيل، مشددا على “سرية” تفاصيل المناقشات.
وأضاف المتحدث “الأراضي المحتلة هي جزء من أوكرانيا التي لها كل الحق في إعادة فرض سلطتها فيها، والاتحاد الأوروبي مستعد لمواصلة دعمها عسكريا”.
من جانبه قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشار أولاف شولتس يعتقد أن التعبئة العسكرية الجزئية التي أعلنتها روسيا بمثابة مؤشرات على أن هجوم موسكو على أوكرانيا لم يكلل بالنجاح. وأضاف المتحدث نقلا عن شولتس أن بوتين اضطر إلى إعادة تجميع قواته وإلى الانسحاب من كييف كما أنه لم يحقق النجاح المنشود في شرق أوكرانيا أيضا.
وتابع المتحدث نقلا عن المستشار أن هذا يعد “علامة واضحة على أن أوكرانيا فعالة للغاية في الدفاع عن وحدتها وسيادتها ولاسيما بسبب الدعم الهائل والكبير المقدم من العديد من دول العالم ومن ألمانيا أيضا على وجه الخصوص”.
وفيما يتعلق بخطط بوتين إجراء استفتاءات في أربع مناطق محتلة في الأيام المقبلة بشأن الانضمام إلى روسيا، قال المتحدث الألماني إن “الاستفتاءات الزائفة” الروسية لن يتم الاعتراف بها أبدا.
وفي نفس السياق داء حديث رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، الذي قال إن لقناة (إن.أو.إس) الهولندية “التعبئة والدعوة إلى استفتاءات في دونيتسك كلها علامات على الذعر. خطابه (بوتين) بشأن الأسلحة النووية شيء سمعناه مرات عديدة من قبل”. وأردف “كل هذا جزء من الخطاب الذي نعرفه. أنصح بالتزام الهدوء”.
الصين من جانبها دعت، بلسان المتحدث باسم وزارة الخارجية وانع وينبين، “كل الأطراف المعنيين إلى وقف لإطلاق النار عبر الحوار والتشاور، وإيجاد حل يراعي المخاوف الأمنية المشروعة لكل الأطراف في أسرع وقت ممكن”،
ولم يصدر بعد رد فعل من واشنطن، لكن سفيرة الولايات المتحدة في أوكرانيا بريدجت برينك كانت قد كتبت في تغريدة أن “الاستفتاءات الزائفة والتعبئة هي مؤشرات ضعف وفشل روسي” مؤكدة أن بلادها ستستمر في “دعم أوكرانيا طالما اقتضت الضرورة”.
من جانبه رأى وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن تراجع الرئيس الروسي عن “تعهد شخصي بعدم استدعاء جزء من السكان يشكل اعترافا بالفشل” مشيرا إلى أن “أي تهديد أو دعاية لا يمكن أن يخفي حقيقة أن أوكرانيا بصدد كسب الحرب وأن روسيا بصدد أن تصبح منبوذة على الساحة الدولية”.
بيد أن وزيرة الخارجية البريطانية جيليان كيجان قالت لشبكة سكاي نيوز “علينا بكل وضوح أن نأخذ الأمر على محمل الجد لأننا لا نسيطر على الوضع ولست متأكدة من أنه يسيطر على الوضع أيضا. هذا تصعيد واضح”.
وفيما أعلنت ليتوانيا رفع مستوى جاهزية قوة الرد السريع في جيشها “لمنع أي استفزازات من الجانب الروسي”، قالت فنلندا إن قواتها الدفاعية “مستعدة جيدا والوضع مراقب عن كثب “.
وفي وقت سابق اليوم أعلن الرئيس الروسي استدعاء مئات آلاف الروس للقتال في أوكرانيا في أول تعبئة في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، محذرا الغرب من أن موسكو “ستستخدم كل الوسائل” المتاحة لها للدفاع عن نفسها. وأكد بوتين أن “الأمر ليس خدعة” متهما الدول الغربية بمحاولة “تدمير” روسيا واللجوء إلى “الابتزاز النووي” حيالها، وقال “بلادنا تملك أيضا وسائل دمار مختلفة بينها وسائل أكثر تطورا من تلك التي تملكها دول حلف شمال الأطلسي”.
وأتى خطاب بوتين بعدما تكبد الجيش الروسي خسائر في إطار الهجومات المضادة التي تشنها القوات الأوكرانية في منطقتي خيرسون في جنوب البلاد وخاركيف في شمالها الشرقي حيث اضطرت موسكو إلى تنفيذ عمليات انسحاب. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي كشف عن أن بلاده ستستدعي 300 ألف جندي احتياط “أي 1,1 % من القدرات التي يمكن استدعاؤها”، إن الجيش الروسي خسر 5937 جنديا منذ بدء الغزو، وهي حصيلة أقل بكثير من التقديرات الأوكرانية والغربية التي تشير إلى مقتل عشرات آلاف الروس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *