رحاب إبراهيم تكتب: في صحتك.. المسافات الآمنة

باب تحرره – رحاب إبراهيم

ما هي الحدود الشخصية وأهميتها؟

*”جميعنا نحتاج مساحات آمنة لأنفسنا, حيث نستطيع أن نفكر ونشعر ونمارس حياتنا بارتياح ..

يبدو هذا صعبا بالطبع وغير متاح دائما ..

ما الذي يمكن أن يجعلنا نحافظ على هذه المساحة الآمنة التي نتحرك فيها, بل ويوسّعها أيضا .. “الحدود” هي ما يساعدنا على تحقيق ذلك..

هي ما تبقينا آمنين وتتيح لنا التمتع باختلافاتنا الفردية

” الحدود” هي ما يساعدنا في التركيز على الأشياء الأكثر أهمية بالنسبة لنا

وعلى تجنب الأذى كلّما أمكن ذلك

أحيانا تجد شخصا وقد تحول فجأة من الحالة الهادئة أو المحايدة لحالة من الحدّة أو الضيق بسبب سؤال أو سلوك  قد اخترق مساحته الآمنة

قد يرى البعض  هذا الشخص مزاجيا أو متقلّبا, دون النظر للفعل الذي جعله يأخذ هذا الرد غير المتوقع..

أحيانا أتساءل, لماذا يصرّ الكثير من الناس على قول أو فعل ما يشاؤون ثم يبدون تعجبهم أو استياءهم من الآخر.. الذي فقط حاول وضع حدودا آمنة لحريته الشخصية ..

إنه يشبه الموقف الذي يريد أحدهم فيه أن يبدو مرحا ولطيفا بإلقاء النكات على غيره أو السخرية منهم  ثم يُبدي اندهاشه من عدم تقبلّهم لذلك.

حسنا إن وضع الحدود يحميك من موقف كهذا .. من سلوك متطاول متعمّد أو غير متعمّد..

وعلى عكس ما قد يظن البعض, فإن هذه الحدود لا توضع كي تفصلنا عن الآخرين أو تحدّ من علاقاتنا الإنسانية , بل إنها تنمّيها وتقوّي أواصرها ولكن بطريقة صحيّة تلائم الطرفين .

على أي حال فإن وضع ” الحدود ” لمساحات آمنة  ليس بالأمرالسهل , وتوضيحها للآخر والحفاظ عليها أمر أكثر صعوبة

ربما يساعد هذا المقال في تنمية تلك المهارة الحياتية الضرورية “

ما هي الحدود التي تحتاجها ؟

تشعر بأنك مستهلك دائما؟

تشعر بعدم الراحة بين زملائك في العمل؟

مستاء من كثرة التعليمات التي تقولها والدتك؟

كل هذه الأمور دليل على افتقادك لحدود واضحة للتعامل في حياتك

هناك سبعة أنواع شهيرة من الحدود الشخصية , بفهمها والوعي بها يمكنك اكتساب مساحة آمنة أكبر لحياتك

الحدود الجسدية

هي حدود جسدك

حقك ألا يتم لمسك دون رغبتك

حقك في الحصول على الراحة أو تناول الطعام

درجة القرب التي تسمح فيها بالاقتراب أثناء الحديث أو الجلوس مثلا

تشمل أيضا ما تسمح للآخرين بفعله حين يكونون في منزلك ويؤثر عليك جسديا مثل أن تطلب من صديقك ألا يقوم بالتدخين أثناء زيارته لك .

الحدود الجنسية

بدءا من الشخص الذي تختاره بإرادتك الحرّة ليكون شريكا جسديا

وصولا لتفاصيل العلاقة الحميمة بينكما وما تحب أو تكره ممارسته أثناءها

الحدود الشعورية او العقلية

هذه الحدود التي تحمي مشاعك وأفكارك الخاصة , لا أحد يملك الحق في انتقاد مشاعرك أو اعتبارها غير لائقة أو غير ضرورية ..أيضا ينبغي عدم إجبارك على التقيّد بشعور ما مثل التسامح مثلا ..

بعبارة أخرى , هذه الحدود هي التي تميز مشاعرك عن مشاعر الآخرين بمعنى أن تعي مشاعرك الشخصية وتمنحها القدر الكافي من الاهتمام , وفي نفس الوقت أنت لست مسؤولا عن مشاعر الآخرين.

مثال بسيط ..إذا كنت لا تحب أن يستعير زميلك في العمل كوبك المفضل , فلا ينبغي عليك الشعور بالتقصير لأنه يشعر بالاستياء من ذلك ..

كذلك عدم مشاركة المعلومات الشخصية مع آخرين ليسوا على درجة وثيقة من القرب أو أن العلاقة بينكم لا تسمح بهذا القدر الوثيق من المشاركة

يمكنك أن تقول : لا أشعر بالرغبة في الحديث عن هذا الأمر

الحدود الدينية

إنها حقك في أن تعتنق ما تشاء من عقائد وأن تمارس عبادتك وفق معتقداتك طالما لا تخترق الحدود الآمنة لغيرك .

الحدود المالية والمادية

حقك في أن تنفق أموالك وفق ما تريد وأن ترفض إنفاقها على ما لاتريد

وحقك أن تنال أجرك على العمل حسب الاتفاق

مثلا انت غير مضطر لمسايرة زملاءك في العمل حين يطلبون وجبات جاهزة للغداء ,  يمكنك الاعتذار عن مشاركتهم إذا كان الأمر خارج ميزانيتك.

الحدود الوقتية

أن ترفض أن يهدر الآخرون وقتك ..أو أن يتم توريطك لتفعل أشياء لا تريدها..

مثلا يمكنك تخصيص وقت محدد للرد على إيميلات العمل وتوضيح أنك لن تستطيع الرد عليها مساءا أو في عطلة نهاية الأسبوع  لأن هذا هو الوقت المخصص للعائلة.

حدود لا تقبل النقاش

هذه أمورغير قابلة للتفاوض.

وعادة ما  تخص أمورحيوية   مثل الإيذاء الجسدي أو النفسي أو ما يهدد الحياة.

مثلا أن تخبر والدتك بعدم إحضار أطفالك لزيارتها إلا بعد أن تقوم بتصليح أسلاك  الكهرباء المكشوفة..

أخيرا

يجب أن تضع هذه الحدود بوعي وحرص, وألا تفرط في استخدامها بلا داع حقيقي كي لا يؤدي ذلك  لنتائج عكسية .

المهم أن تنمّي  قدرتك على حماية نفسك والحفاظ على خصوصيتك وإدارة وقتك وطاقتك ومواردك وتوظيفها فيما هو ضروري وهام بالنسبة لك.

Based on  Sharon Martin article :

      7 Types of Boundaries You May Need

مقدّمة للمترجمة (*)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *