د.رحاب إبراهيم تكتب: سيكولوجية التنمّر

ما الذي يدفع شخصا ما لتبنّي فكرة التنمّر على جنس أو عرق أو دين آخر، قد تتفهم رغبة فردية في الانتقام أو الغيرة أو حتى الصراع  حول مصالح شخصية, مما تؤدي لأن يصبح شخصا محددا ما أو مجموعة معينة هدفا للتنمّر والهجوم.

ولكن أن يحشد أحدهم طاقته ووقته فجأة  ليقوم بالهجوم على شعب كامل أو عرق أو دين آخر, فهذا يحتاج لتفسير نفسي أو مجتمعي أو كلاهما.

في الواقع هناك احتمالان:

أولهما: أن يكون التنمّر هو أحد الحيل الدفاعية السلوكية.

ويقسم علماء النفس الحيل الدفاعية إلى درجات, على حسب مدى بدائيتها أو فعاليتها.

الحيل الدفاعية البدائية تعطي إحساسا فوريا بالراحة, لذا تنجح على المدى القصير, وغالبا ما يستخدمها الأطفال أو الكبار غير الناضجين لنتائجها السريعة.

هنا نستعرض بعض الحيل السلوكية البدائية وعلاقتها بنفسية الشخص المتنمّر

1- الإنكار

إنكارالحقائق التاريخية والثقافية والاجتماعية الثابتة. هذه الحقائق التي تسبب له ألما نفسيا فيحاول محوها عبر الصراخ والغضب

2- الانفصال عن الواقع

هذا الانفصال يجعله لا يرى نفسه ولا يرى العالم من حوله على حقيقته.

لا يرى احتياجه للآخر مقابل احتياج الآخر إليه

بدلا من ذلك يرسم صورة متخيلة عن نفسه، وعن العالم, يعيش فيها ويتعامل من خلالها وهي الصورة التي يحرص على أن تمنحه الشعور بالأمان والتفوق بدلا من شعور التهديد والنقص بداخله. 

3- الإسقاط

قد ينتج التنمر من الشعور بالدونية وعدم القدرة على تحقيق الذات  من خلال أي منجز إنساني أو مجتمعي يقدمه لمن حوله ,فيلجأ لإسقاط مشاعره على الآخرللتخلّص منها واستبدالها بشعور التفوّق المُفتقد .

إنك لا تجد شخصا يمتلك الثقة في نفسه وبما حققه يبادر بالهجوم على أي فئة أخرى , حتى إنه يتعففّ عن التقليل من شأن من هم دونه , وعيا منه وامتنانا لما هو عليه من مكانة.

4- رد الفعل العكسي

 شدة الرغبة أو الهوس بهذا الآخر, ومقاومة هذه الرغبة بالسلوك المضاد.

الاحتمال الثاني أن يكون هذا الشخص “أراجوز “

والأراجوز في الفلكلور المصري الشعبي مجرد أداة ..

دمية تُصنع من بقايا قطع القماش القديمة, ويُدخِل فيها اللاعب يده ليحرك رأسها ويديها بأصابعه لتسلية العيال.

أنت بالطبع لا تستطيع الحوار مع أراجوز.

هذه بعض الأسباب التي قد تفسر الظاهرة, ولكنها تحتاج لما هو أكثر من ذلك التفسير بالتأكيد.

تحتاج لعلاج سلوكي ونفسي كما تحتاج لتطبيق قواعد قانونية تحفظ الحقوق والحدود،

هذه القواعد التي تحرص الدول الكبرى على تطبيقها تأكيدا لثقافتها ومكانتها ووعيها.

.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *