د. جودة عبد الخالق: النظام الحالي لدعم الخبز يفتقد للحوكمة والمواطن الطرف الضعيف .. واختلاف تقدير التكلفة دليل على العشوائية

وزير التموين الأسبق: مؤخرا عندما تم تخفيض وزن الرغيف لم يتم تخفيض التكلفة بما يتناسب مع وزن الرغيف بعد التخفيض

كتب: عبد الرحمن بدر

علق الدكتور جودة عبد الخالق، الخبير الاقتصادي، ووزير التموين الأسبق، مجددًا على رغيف الخبز وسعره، مؤكدًا أن النظام الحالي لدعم الخبز يفتقد للحوكمة الرشيدة.

 وقال في مقال بجريدة الأهالي، بعنوان: (الرغيف بين المواطن والوزارة وأصحاب المخابز)، إن الحكومة ممثلة في وزارة المالية تدبر التمويل، ووزارة التموين تجلب القمح من الداخل والخارج وتشرف على إنتاج وتوزيع الخبز، والمخابز تقوم بإنتاج الخبز في إطار ما تضعه وزارة التموين من ضوابط وقواعد، والمواطن يحصل على الخبز. والملاحظ أن المواطن هو أضعف هذه الأطراف الأربعة، رغم أنه المستهدف النهائي من دعم الخبز.

وتابع: “المواطن في النظام الحالي لدعم الخبز مفعول به، والأطراف الأخرى هي الفاعلة وإن تفاوتت الدرجة. بلغة العصر، فإن النظام الحالي لدعم الخبز في مصر يفتقر الى الحوكمة الرشيدة. وطبقا لموازين القوى بين هذه الأطراف، فإن أصحاب المخابز يمارسون ضغطا رهيبا على وزارة التموين، وعلى عكس ما يبدو من الظاهر، فنفوذهم غالب على الوزارة. وهذه النقطة تبرز بوضوح بالنسبة للتكلفة”.

وأضاف الوزير السابق: يوجد في مصر الآن حوالى 30 ألف مخبز تنتج العيش المدعم منتشرة في جميع أنحاء البلاد، في الريف والبنادر. وهذه المخابز تتفاوت من حيث الحجم (بين عملاق وقزم)، ومن حيث التكنولوجيا (آلية ونصف آلية ويدوية) ونوع الوقود المستخدم (مازوت وسولار وغاز طبيعى). وينظم شؤون هؤلاء ويدافع عن مصالحهم غرفة أصحاب المخابز، التي تتبع الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية. ومن واقع الخبرة العملية، فإن غرفة أصحاب المخابز تسعى بكل الوسائل لفرض رؤيتها للأمور على وزارة التموين. وكثيرا ما تحصل الغرفة على ما تريد، والضحية هى الصالح العام.

وقال عبد الخالق: لنأخذ كمثال موضوع تكلفة الخبز. فحتى الآن لا يوجد تقدير لهذه التكلفة يطمئن إليه الجميع. سمعنا 65 قرشا للرغيف وفى رواية أخرى 50 قرشا. وهذا أكبر دليل على عشوائية الحال في هذه الصناعة الخطيرة- صناعة رغيف الخبز. وهذا يعنى استحالة اتخاذ قرار رشيد بالنسبة للسعر.

وتابع: “مؤخرا عندما تم تخفيض وزن الرغيف، لم يتم تخفيض التكلفة بما يتناسب مع وزن الرغيف بعد التخفيض!”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *