خطـاب من ألفت الطاهر والدة المحامي عمرو إمام للسفيرة مشيرة خطاب: انتظر كل ليلة وصباح حتى يعود من سجنه بعد 32 شهرا

والدة عمرو إمام: اتقبل كل الأعذار وأتفهم كل التعقيدات والصعوبات. ولكن هل ينتظر العمر؟ كيف ينقضي الوقت؟ 

كتب- درب 

أرسلت السيدة ألفت محمد الطاهر، والدة المحامي الحقوقي عمرو إمام، برسالة إلى السفيرة مشيرة خطاب، رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان، للمطالبة بالإفراج عن نجلها المحبوس منذ أكتوبر 2019. 

وروت والدة عمرو إمام في رسالتها معاناتها كأم مع غياب ابنها الكبير لأكثر من عامين و8 أشهر، قائلة “انتظر كل ليلة وكل صباح ولم يخرج بعد. والانتظار وجع يأكل روحي وجسدي يوميا”. 

وأضافت الأم في رسالتها: “اتقبل كل الأعذار وأتفهم كل التعقيدات والصعوبات. ولكن هل ينتظر العمر؟ كيف ينقضي الوقت؟ متى.. السؤال الذي أريد جوابا له. بعد سنتين و٨ أشهر من الحبس الاحتياطي بسبب عمله بالأساس. متى يعود لحياته الطبيعية؟”. 

ويواجه عمرو إمام في قضيته اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها. 

وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على المحامي الحقوقي عمرو إمام من منزله في حي المعادي يوم 17 أكتوبر 2019، وقررت حبسه 15 يوما احتياطيا، وهو المحبوس على ذمتها منذ ذلك الحين. 

وقالت الشبكة العربية، إن حبس إمام “جاء بعد ممارسته دورا بارزا كمحام حقوقي في الدفاع عن مئات المواطنين المقبوض عليهم على خلفية احتجاجات سبتمبر ٢٠١٩ وبعد يومين فقط من انتقاده وتعبيره عن رأيه السلمي لوقائع القبض على الصحفية إسراء عبد الفتاح وفقا لما ذكرته أمام نيابة أمن الدولة أثناء التحقيق معها”. 

وأضافت الشبكة، في بيانها، أن عمرو “تم عرضه في صباح اليوم التالي على نيابة أمن الدولة واتهامه بمشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ونشر أخبار وبيانات كاذبة، في القضية رقم 488 لسنة 2019 أمن دولة عليا”. 

وفي 26 أغسطس 2020 استخرجت نيابة أمن الدولة العليا المحامي الحقوقي من محبسه في سجن طرة عنبر الزراعة وحققت معه في القضية رقم 855 لسنة 2020 حصر أمن دولة بتهم الانضمام إلى جماعة إرهابية وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب. 

وقال جمال عيد مدير الشبكة العربية، إن إعادة تدوير المتهمين “يمثل انتهاك إضافي لسلب حرية المواطنين دون حق، ونحن نطالب النائب العام بالإفراج عن عمرو إمام فورا وغيره من سجناء الرأي ومن تجاوزوا فترة الحبس الاحتياطي”. 

كما طالبت الشبكة العربية “كافة المعنيين بأمور العدالة في مصر بوقفة جادة وإعادة النظر في تلك السياسات التي زجت بآلاف المواطنين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين والصحفيين خلف القضبان لأشهر وسنوات طويلة”. 

نص الرسالة: 

السيدة الدكتورة: مشيرة خطاب 

رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان 

تحية طيبة وبعد، 

أرسل إليكِ استغاثة أم عانت من غياب ابنها الأكبر طيلة سنتان و٨ أشهر. وهو سند العائلة ومن يعيش معها تاركها وقد وصل العمر لمرحلة تحتاج فيها لسند. وتارك ابنه الوحيد في طفولته يحتاج أب. وتارك مهنته في المحاماة. وتضيع سنوات حياته وعطائه خلف القضبان في وضع وتوقيت حرج. هذا بخلاف معاناة اخواته الأصغر من تحمل عبء نفسي وجسدي في الزيارات وغياب أخوهم الأكبر وعضدهم طيلة هذه الفترة. 

ولقد خرجت علينا قوائم العفو يوم ٢٤ ابريل لترد إلي روحي قبل أن تكاد تفارقني. كان بها اسم عمرو وأيضاً نشر الخبر من مصادر رسمية متمثلة في السادة أعضاء مجلس الشعب والمواقع والجرائد التي نقلت عنهم. 

ومع ذلك لم يخرج عمرو. ومر شهر والله أعلم كم كان قاسي وكل أم تستطيع أن تتخيل شعوري. بعدما جهزت البيت للقاء حبيب غاب عني وظهر وعضد لي ولبيتي. وأستعد لأراه مرة أخرى يحضن ابنه الطفل الوحيد ويعوضه الغياب الطويل. ويرتدي بدلته والروب الأسود بدلاً من بدلة السجن البيضاء والكلابشات. 

وانتظر كل ليلة وكل صباح ولم يخرج بعد. والانتظار وجع يأكل روحي وجسدي يوميا. 

ومازالت التأكيدات تأتي بأن عمرو من ضمن المفرج عنهم. وما حدث خطأ بسيط بالإجراءات وسيحل قريبا. 

واتقبل كل الأعذار وأتفهم كل التعقيدات والصعوبات. ولكن هل ينتظر العمر؟ كيف ينقضي الوقت؟ متى.. السؤال الذي أريد جوابا له. بعد سنتين و٨ أشهر من الحبس الاحتياطي بسبب عمله بالأساس. متى يعود لحياته الطبيعية؟ وينتهي هذا الكابوس ونغلق تلك الصفحة من حياتنا. 

أرجو من سيادتكم متابعة الأمر والتدخل لحل أي أزمة تعيق خروج ابني إلى الآن. أملي دائماً في الله وأيضا كلي أمل في اهتمامك كأم مصرية أولا ومسؤولة في الدولة ثانياً وفيما أراه من مجهود يحترم من جانبكم. لذا أرجو أن تسمعي ندائي ويستمر الإفراج عن الشباب المصري الوطني بجهود مصرية لحل الأزمة. وأن يعود لي ابني الأكبر قريبا ظهرا وساعدا لي في مرحلتي العمرية الحالية. 

بيانات المحبوس احتياطي: 

عمرو إمام 

محام 

طرة مزرعة. انفرادي. 

قضية رقم ٤٨٨ لسنة ٢٠١٩ أمن دولة عليا 

قضية رقم ٨٥٥ لسنة٢٠٢٠ أمن دولة عليا 

ألفت محمد الطاهر 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *