خالد غوشن يكتب: من يوقف الحرب في أوكرانيا ؟

أوكرانيا هى جار لصيق لروسيا ، وكانت جزء من الأتحاد السوفيتى السابق قبل تفكك جمهورياته تباعا واستقلالها ، وأنضمام بعضها الى حلف شمال الاطلسى ، مما شكل تهديدا مباشر لروسيا .

بعد أن استردت روسيا عافيتها نسبيا على يد القيصر بوتين بدأت فى لملمة جراحها ، والتنبه الى أوراق القوة فى يدها ، والسعى لأعادة مجدها القديم .والحفاظ على مصالحها الحيوية .

وفى سبيل ذلك بدأت أولى خطواتها بالأستيلاء على شبه جزيرة القرم وضمها ، والتى كانت جزء من اوكرانيا ، وتشجيع الانفصالين فى تلك الدولة والذين يتحدثون الروسية ،والأعتراف بجمهوريتى دونيستيك ولوهانسك الشعبيتين .
عموما لم يترك الغرب سبيلا إلا وطرقه فى سبيل إضعاف روسيا ، ويبدو الأمر وكأن الحضارة الغربية لاترى سواها سيدا للعالم .

أخر التطورات ان أوكرانيا بزعامة رئيسها وممثلها ( وهو ممثل مغمور) فلاديمير زيلنيسكى ، كانت طعما سائغا للغرب وأمريكا فى سبيل تهديد روسيا . والتلويح الدائم بالانضمام الى حلف شمال الاطلسى ، والذى لو تم لكان الاتحاد السوفيتى فى مرمى الصواريخ الاوربية والامريكية.

شعور روسيا بالخطر دفعها الى مطالبة الغرب بتقديم ضمانات أمنية بعدم أنضمام أوكرانيا لحلف شمال الاطلسى ، وفى سبيل الضغط لتنفيذ مطالبه حشد ما يقرب من مائة الف جندى على الحدود تهديدا باجتياح اوكرانيا حال عدم تنفيذ مطالبه.

أوربا نسبيا كانت صادقة على ما يبدو فى جهودها لنزع فتيل الازمة ، لعدم نشوب حرب على أبوابها .
ولكن أمريكا وكما عودتنا دائما وصديقتها بريطانيا الغادرة ، كانت تدفع أوكرانيا دفعا الى التشدد والتصلب ، وتؤكد لأوكرانيا أنها لن تترك وحيدة حال تعرضها لإجتياح روسى.

لم يبقى للروس سبيل للدفاع عن مصالحهم وحمايه أمنهم القومى سوى إجتياح اوكرانيا ، وما زالت الحرب تدور رحاها بين قوة عظمى وأخرى تقل عنها كثيرا وهى أوكرانيا . وفى سبيل اطالة امد الحرب تتدفق شحنات السلاح على أوكرانيا ، وكأن هناك تصور لامكانية انتصار أوكرانيا فى الحرب مع روسيا

ان كل العقلاء فى العالم يعلمون انه لاسبيل لانهاء هذه الحرب سوى الاعتراف بمصالح روسيا الحيوية والحفاظ على حياد اوكرانيا .

على اوربا ان تعلم ان مصالحها تكمن فى الحفاظ على السلام داخل حدودها ، وان مصالحها تتناقض جذريا ومصالح امريكا على الجانب الاخر من الاطلنطى .

امريكا هى الرابح الاكبر من استمرار الصراع فى اوكرانيا من حيث استمرار تدفق السلاح من مصانعها على اوكرانيا ، ودفع اوربا الى مثل ذلك .

امريكا الامبريالية بفعلها تضرب عدة عصافير بحجر واحد ، هى تبث الرعب فى قلب اوربا من مصير مشابه لاوكرانيا أن هى تخلت عن الانضمام الى ركب الولايات المتحدة .

ايضا فان حرب روسيا فى اوكرانيا تمثل استنزافا للدب الروسى واضعافا له على المدى البعيد ، وهو امر له فوائده لدى الصدام المحتمل مثل الصين .

ان الدبلوماسية والحوار يجب ان يكونا السبيل الوحيد لحل المنازعات بين دول العالم ، فهل يوجد عقلاء فى هذا العالم يعملون على كبح جماح هذه الحرب الدائرة والتى يطال لهيبها كل دول العالم وعلى رأسها الدول الفقيرة ، ام تنجح امريكا فى جر العالم الى اتون حرب لا تبقى ولا تذر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *