أردوغان يتفاوض على سرقة بترول سوريا ويهدد بعمل عسكري أكبر بإدلب: طلبت من بوتين التشارك في نفط دير الزور

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين التشارك في إدارة حقول النفط في محافظة دير الزور بشرق سوريا بدلا من القوات التي يقودها الأكراد التي تسيطر على الحقول الآن.

وقال أردوغان للصحفيين على متن طائرته أثناء العودة من بروكسل التي أجرى فيها محادثات ”عرضت على السيد بوتين أنه إذا قدم الدعم الاقتصادي فبإمكاننا عمل البنية ومن خلال النفط المستخرج هنا، يمكننا مساعدة سوريا المدمرة في الوقوف على قدميها“.

وقال أردوغان إن بوتين يدرس العرض، الذي قدمه الرئيس التركي خلال محادثات في موسكو الأسبوع الماضي، مضيفا أنه يمكنه تقديم عرض مماثل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال أردوغان ”بدلا من الإرهابيين الذين يستفيدون هنا، ستكون لدينا الفرصة لإعادة بناء سوريا من عائدات هذا (النفط). سيكون من شأن هذا أيضا إظهار من الذي يسعى لحماية وحدة سوريا ومن الذي يسعى للاستحواذ عليها“.

وتقع محافظة دير الزور إلى الجنوب من منطقة حدودية عمقها 30 كيلومترا سيطرت عليها القوات التركية في أكتوبر تشرين الأول بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية والتي تقول تركيا إنها منظمة إرهابية تهدد أمنها. وتسيطر وحدات حماية الشعب المدعومة من الولايات المتحدة على معظم مناطق حقول النفط بشرق سوريا.

وتتهم روسيا واشنطن بمحاولة فصل مناطق شرق سوريا لإقامة شبه دولة هناك.

وفي العام الماضي سحب الرئيس الأمريكي بعض القوات الأمريكية من سوريا قائلا إن القوات الأمريكية الباقية هناك ستحمي حقول النفط في شرق سوريا.

وقال ترامب في أكتوبر إن الولايات المتحدة ”يجب أن تكون قادرة على أن تأخذ بعض (النفط)“ مضيفا ”ما أعتزم القيام به ربما يكون عقد صفقة مع شركة إكسون موبيل أو إحدى أكبر شركاتنا للذهاب إلى هناك والقيام بذلك بالشكل الملائم“.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء إن بلاده لن تتوانى عن القيام بعمل عسكري أكبر في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا إذا انتُهكت الهدنة التي تم التوصل إليها الأسبوع الماضي.

واتفقت تركيا وروسيا، اللتان تدعمان طرفين مختلفين في الحرب السورية، على وقف لإطلاق النار لوقف تصعيد اشتباكات في إدلب أدت إلى نزوح نحو مليون شخص وجعلت البلدين يقتربان من مواجهة مباشرة.

وفي كلمة ألقاها أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان التركي، قال أردوغان إن انتهاكات صغيرة لوقف إطلاق النار وقعت، مضيفا أن الأولوية بالنسبة لتركيا هي سلامة 12 موقعا للمراقبة أقامتها في المنطقة.

وأضاف ”لن نكتفي بالرد حتى على أصغر هجوم هنا (في إدلب)، سنوجه ردا أقسى بكثير“. وتابع ”الجنود الأتراك، أبناء هذه الأمة، ليسوا أبدا في حاجة لحماية (الرئيس السوري بشار) الأسد، وليكن ذلك معروفا“.

ونُقل عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله بشكل منفصل إن المحادثات بين مسؤولين أتراك وروس بشأن تنفيذ وقف إطلاق النار ”إيجابية وبناءة“ حتى الآن.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، كثفت قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا حملتها لاستعادة إدلب، آخر معقل للمعارضة في البلاد. ودفع ذلك تركيا، التي تدعم بعض المعارضين الذين يتطلعون للإطاحة بالأسد، لشن هجوم مضاد لوقف زحف القوات السورية.

ووصل وفد روسي إلى أنقرة يوم الثلاثاء لإجراء محادثات بشأن تفاصيل الاتفاق الذي قال الطرفان إنه سيُستكمل بحلول الأسبوع المقبل. ويقضي الاتفاق بإقامة ممر آمن وتسيير دوريات مشتركة على جانبي طريق سريع مهم بين الشرق والغرب في إدلب.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو للصحفيين في البرلمان إن انتهاكات بسيطة للهدنة وقعت لكنه أشار إلى أن موسكو حذرت دمشق لوقفها.

وقال جاويش أوغلو ”نبحث حاليا إجراءات تتعلق بفتح الطريق السريع إم4 للمرور بشكل آمن. كانت هناك محادثات الليلة الماضية وستستمر“. وأضاف ”في الوقت الراهن نعمل على تحويل اتفاق وقف النار المؤقت هذا إلى اتفاق دائم. هذا ما نقوم به الآن“.

وفي وقت لاحق، قالت وزارة الدفاع التركية إن اليوم الثاني من المحادثات مع الوفد الروسي بدأ في أنقرة.

ويهدئ وقف إطلاق النار أكثر مخاوف تركيا إلحاحا وهو وقف تدفق جديد للمهاجرين من إدلب لكنه في الوقت نفسه يعزز مكاسب القوات الحكومية في الفترة الأخيرة مما يسمح لروسيا بالتحرك شمالا إلى مسافة أبعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *