جرائم الاحتلال لا تتوقف| خروقات إسرائيلية للهدنة في غزة وانتهاكات مستمرة بالضفة تُوقع عددا من الشهداء والجرحى  

مع دخول الهدنة الإنسانية في غزة حيز التنفيذ يوم الجمعة باستثناء بعض الخروقات، هدأت الأجواء قليلا في القطاع، لكن الانتهاكات الإسرائيلية تواصلت بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين واعتقال العشرات منهم خلال الساعات الماضية.

خروقات للهدنة

في صباح أول أيام الهدنة الإنسانية التي تمتد لأربعة أيام حدثت أولى الخروقات من الجانب الإسرائيلي، حيث استشهد فلسطينيا وجرح آخرون، إثر استهدافهم بالرصاص الحي، أثناء محاولة المواطنين العودة إلى منازلهم من جنوب قطاع غزة إلى شماله، بعد دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن الشاب زكريا الشنتف (26 عاما) استشهد عقب إطلاق النار عليه ما أدى لإصابته في الصدر، بينما بقيت هوية الشهيد الآخر مجهولة.

كما أعلن عن استشهاد المصور الصحفي مصطفى بكير، في غارات شنها طيران الاحتلال الحربي على قطاع غزة فجر اليوم الجمعة.

أيضا، أفادت “وفا” نقلا عن شهود عيان بأن سبعة فلسطينيين على الأقل أصيبوا جراء استهداف الاحتلال المواطنين في منطقة وادي غزة، خلال محاولتهم العودة إلى منازلهم في شمال القطاع.

وفي صباح يوم السبت، ثاني أيام الهدنة، أكد طاهر النونو مستشار رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، في تصريحات لقناة “الجزيرة” أن هناك العديد من الخروق للاتفاق من قبل الجانب الإسرائيلي، لافتا إلى أن “الاحتلال لم يلتزم بالبنود المتعلقة بإدخال الشاحنات”، مشددا على أنه إذا لم يلتزم الاحتلال بإيصال المساعدات إلى شمال غزة فإن ذلك يهدد الاتفاق برمته.

وأشار إلى أن الاحتلال خرق الاتفاق عبر إطلاق النار في أكثر من موقع بغزة ما أدى إلى استشهاد اثنين.

الانتهاكات مستمرة في الضفة

في صباح أول أيام الهدنة، أصيب شاب فلسطيني واعتقل اثنان آخران، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، البلدة القديمة من مدينة نابلس. وذكرت مصادر طبية أن شابا أصيب بالرصاص في قدمه، خلال المواجهات التي اندلعت في محيط البلدة القديمة من نابلس، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.

وبعد ذلك بوقت قصير، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد الشاب محمد حناوي (22 عاما)، متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مخيم عقبة جبر، جنوب أريحا.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المخيم وحاصرت المنزل الذي كان يتواجد فيه الشاب حناوي، وأصابته بالرصاص الحي، قبل اعتقاله، ليعلن عن استشهاده لاحقا متأثرا بإصابته. كما استولت قوات الاحتلال على مركبة أثناء انسحابها من المخيم.

وأفادت “وفا” بأن قوات الاحتلال اقتحمت عدة حارات داخل البلدة القديمة وداهمت عددا من منازل المواطنين، وأحرقت مركبتين الأمر الذي أدى لامتداد النيران إلى أحد المحال التجارية. كما اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيين اثنين خلال عملية الاقتحام، هما: فايق كوسا (36 عاما)، ومحمود محمد حسنين (35 عاما).

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الجمعة، مواطنا فلسطينيا يُدعى عبادة عامر من قرية كفر قليل، جنوب نابلس، وذلك بعد أن اقتحمت القرية فتشت منزله.

أيضا، داهمت قوات الاحتلال مبنى سكنيا في ترقوميا، غرب الخليل، واعتقلت ستة من عمال غزة كانوا فيه.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر محلية، قولها إن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب محمد ماجد كتانة، بعد مداهمة منزله في بلدة قفين، شمال طولكرم.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الجمعة، شابا بعد أن أصابته بالرصاص في مخيم عقبة جبر، جنوب أريحا.

وأفادت مصادر أمنية لـ”وفا” بأن وحدات خاصة إسرائيلية، ترافقها قوات الاحتلال، اعتقلت الشاب محمد ناصر حناوي عقب اقتحامها المخيم، بعد أن أطلقت الرصاص الحي صوبه، دون معرفة طبيعة إصابته. وأضافت المصادر ذاتها أن قوات الاحتلال استولت على مركبة أثناء انسحابها من المخيم.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الجمعة، خمسة فلسطينيين واستولت على مركباتهم، خلال مرورهم عبر حاجز عسكري، جنوب نابلس.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال نصبت حاجزا طيارا بين قريتي يانون وعقربا، وقامت بتفتيش المركبات، واعتدت على عدد من المواطنين الفلسطينيين بالضرب خلال مرورهم عبره، واعتقلت خمسة منهم واستولت على مركباتهم. وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال منعت المواطنين من مواصلة قطف ثمار الزيتون غرب يانون، وأجبرتهم على مغادرة المكان.

وخلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، أصيب ثلاثة فلسطينيين، يوم الجمعة.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر- فرع بيت لحم، بإصابة ثلاثة مواطنين بالرصاص الحي، أحدهم في ظهره وآخر في الحوض والثالث بالقدم، نقلوا إثرها إلى المستشفى، وقد وصفت حالتهم بالمستقرة.

وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية إلى أن مواجهات اندلعت في محيط بلدية تقوع عند المدخل الغربي للبلدة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي، ما أدى لإصابة الفلسطينيين الثلاثة، لافتة إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة شبان من البلدة، هم: عز الدين ياسر العمور، وعاطف منير العمور، وعيسى جميل العمور.

وفي مساء الجمعة، أصيب طفلان وشاب ومصوّر صحفي برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب قمعها الفلسطينيين وذوي المعتقلات والمعتقلين الأطفال والصحفيين، الذين ينتظرون الإفراج عن بناتهم وأبنائهم، أمام سجن عوفر العسكري المقام على أراضي بلدة بيتونيا غرب رام الله.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طفلين (16 عاما) و(12 عاما) وشاب (20 عاما) أصيبوا برصاص الاحتلال الحي أمام سجن “عوفر” العسكري، وجرى نقلهم إلى المستشفى.

في حين، أفادت “وفا” نقلا عن مصادر محلية بإصابة مصور صحفي بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في ساقه.

وارتفع عدد الإصابات أمام سجن عوفر لاحقا إلى 31 منها 3 إصابات بالرصاص الحي، و4 إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و22 إصابة بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، وإصابتين نتيجة السقوط.

كما  أصيب شاب بالرصاص والعشرات من الفلسطينيين بالاختناق، مساء يوم الجمعة، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة دير الغصون شمال طولكرم. وذكرت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية، أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، وسط إطلاق كثيف للرصاص وقنابل الغاز السام المسيل للدموع، صوب المواطنين ومنازلهم، ما أدى إلى إصابة شاب بالرصاص في الأطراف السفلية، جرى نقله إلى المستشفى ووصفت حالته بـ”المستقرة”، والعشرات من المواطنين بالاختناق جراء استنشاق الغاز السام، عولجوا ميدانيا.

انتهاكات يوم السبت

وفي يوم السبت، استشهد طبيب، وأصيب آخران بجروح، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في بلدة قباطية جنوب جنين. 

وأفاد مدير مستشفى الرازي في جنين فواز حماد، باستشهاد الطبيب شامخ كمال أبو الرب (25 عاما)، واصابة شقيقه محمد وشاب آخر بالرصاص، خلال المواجهات المندلعة مع الاحتلال عقب اقتحام البلدة. 

وأصيب الشهيد أبو الرب أصيب بالرصاص الحي في منطقة القلب والبطن أثناء خروجه وشقيقه من منزلهما، ما أدى إلى استشهاده على الفور، فيما أصيب شقيقه بالرصاص الحي في القدم، وشاب آخر  في منطقة الفخذ، بحسب وكالة أنباء وفا.  

وأضاف، أن الشهيد أبو الرب هو نجل القائم بأعمال محافظ جنين. 

وأشارت مصادر أمنية ومحلية إلى أن المواجهات اندلعت بين قوات الاحتلال والشبان، عقب تسلل وحدة خاصة “مستعربين” البلدة، ومحاصرة أحد المنازل بالقرب من مدرسة بنات قباطية. 

وأضافت المصادر ذاتها، أن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب طارق محمد زياد ابو الرب، بعد محاصرة منزله في قباطية. 

أيضا، في فجر يوم السبت، اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي، مدينة البيرة وداهمت منزلاً فيها. 

وأفادت مصادر محلية، بأن جيش الاحتلال اقتحم حي “جبل الطويل” وداهم منزلا يعود لعائلة الجيوسي وعاث خرابا في محتوياته.

وفي وقت لاحق، اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي مدينة البيرة، وأطلقت الرصاص وقنابل الصوت والغاز في حي البالوع.

أيضا، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم السبت، مخيمي عسكر القديم وعسكر الجديد شرق نابلس.

وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال اقتحمت عدة منازل في المخيمين وفتشتها وعاثت فيها فسادا، واعتقلت عددا من المواطنين، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية.

وأفادت مصادر طبية بأن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب المبرح على مواطن، وفتشت إحدى مركبات الإسعاف واعاقت وصولها إلى داخل المخيمين.

كما أفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب وسام محمود لباط، في الثلاثينات من عمره، بعد أن داهمت منزله في مدينة  قلقيلية وفتشته.

يذكر أنه بدأ العمل يوم الجمعة بهدنة إنسانية مدتها 4 أيام بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة “حماس” يتم خلالها تبادل الأسرى والرهائن ووقف إطلاق النار، بعد 49 يوما من الحرب على قطاع غزة.

وشهد اليوم الأول من الهدنة المؤقتة بين الاحتلال وحماس إطلاق سراح 13 رهينة إسرائيلية مقابل 39 من النساء والأطفال الفلسطينيين.

وفي ثاني أيام الهدنة المؤقتة بين جيش الاحتلال وحركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، تطلق سلطات الاحتلال، يوم السبت، 42 معتقلا فلسطينيا في سجونها مقابل إطلاق “حماس” سراح 14 أسيرا إسرائيليا، وفق ما ذكرت وكالة “فرانس برس” عن مسؤولين إسرائيليين.

وبموجب الاتفاقية، يجب أن تدخل إلى قطاع غزة يوميا 200 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية وأربع شاحنات محملة بالوقود والغاز المنزلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *