تشييع جثمان شادي حبش بعد وفاته محبوسًا بسبب أغنية.. وتجدد المطالبات بالافراج عن سجناء الرأي والمحبوسين احتياطيا

كتبت – نور علي

شيع العشرات اليوم السبت، جثمان المخرج والمصور الشاب شادي حبش في مقابر الأسرة بالقاهرة بعد وفاته بسجن طرة.

وقالت لمى حبش، شقيقة المصور المتوفى، إن جنازته شيعت عصر يوم السبت في مقابر الأسرة شرقي القاهرة.

ولم تذكر الأسرة أسباب وملابسات وفاة حبش، أو ما إذا كان له تاريخ مرضي سابق، فيما لم تعلق الحكومة المصرية على الوفاة وملابساتها حتى كتابة هذه السطور.

يذكر أن الفنان والمصور شادي حبش توفي في طرة، بعد أكثر من عامين على اعتقاله بسبب مشاركته في إعداد أغنية من أداء المغني رامي عصام المقيم خارج مصر.

ورغم صغر سنه، تعاون شادي حبش مع فنانين كبار مثل سعاد ماسي. كما حصل على لقب أفضل مصور “أندرجرواند” عام 2014، بعد أن حاز أعلى نسبة تصويت ضمن الحملة الجماهيرية التي تمت على صفحة “أندرجراوند ساركازم سوسايتي”، إحدى أهم صفحات العالم الافتراضي لدعم الفن البديل.

ونعى نشطاء ومدونون المخرج والمصور وحملوا السلطات المسؤولية الكاملة عن وفاته بسبب حرمانه من حقه في الرعاية الطبية.وتصدر هشتاج شادي حبش قائمة الأعلى متابعة على “تويتر”.

وتداول رواد مواقع التواصل رسالة كان قد كتبها شادي في سجنه في 26 أكتوبر الماضي واستهلها بالعبارة التالية: “السجن ما بيمَوتش بس الوحدة بتموّت”.

وقال شادي: “في السنتين اللي فاتوا حاولت أقاوم كل اللي بيحصل لي لوحدي، عشان أخرج لكم نفس الشخص اللي تعرفوه، بس مبقتش قادر خلاص”.

وأضاف: “مفهوم المقاومة في السجن: أنك بتقاوم نفسك وبتحافظ عليها وإنسانيتك من الآثار السلبية من اللي بتشوفه وبتعيشه كل يوم، و أبسطها أنك تتجنن أو تموت بالبطئ، لكونك مرمي في أوضة بقالك سنتين، ومنسي ومش عارف هتخرج منها إمتى أو إزاي؟

وأكد  المحامي والمرشح الرئاسي السابق، خالد علي، أن شادي حبش، «مات وهو محبوس بالمخالفة للقانون»، بعد أن تجاوز مدة الحبس الاحتياطي. وقال علي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إنه تم القبض على «حبش» فى ١ مارس من العام ٢٠١٨، وكان عمره وقتها ٢٠ سنة تقريبا و«فضل فى الحبس الإحتياطى لحد ما مات إمبارح».

وأضاف أن المخرج الشاب «مات وهو محبوس بالمخالفة للقانون»، لافتا إلى أن أقصى مدة للحبس الاحتياطى هي سنتين، ولا يجوز مدها أكثر من ذلك إلا فى حالة وحيدة «لا تنطبق على شادى»، وهى حالة صدور حكم بالإعدام ضد متهم ومحكمة النقض ألغت الحكم وعاد المتهم للمحاكمة أمام محكمة الجنايات مرة أخرى.

وأوضح خالد علي «فى هذه الحالة فقط يمكن أن يستمر حبسه الاحتياطى أكثر من سنتين». وتابع مؤكدا بأن المخرج الشاب شادى حبش «لم يحال للمحاكمة أصلاً، وظل قيد الحبس الاحتياطى على ذمة التحقيقات، يعنى كان المفروض يخرج من السجن من ١ مارس ٢٠٢٠ يعنى من شهرين على الأقل». ومضى قائلا: «النيابة رغم مرور سنتين لم تقرر إحالته للمحاكمة، يعنى رغم السنتين لم تتوافر لدى النيابة الأدلة التى تعينها أو تساعدها على تقديمه للمحاكمة، لأنه لو توافرت لديها أدلة ولو ترجح ارتكابه للفعل المنسوب إليه فى التحقيقات لكان من الواجب عليها إحالته للمحكمة، وبما إنها لم تحيله للمحاكمة فمعنى ذلك عدم توافر هذه الأدلة بحقه».

وسلطت وفاة شادي الضوء مرة أخرى على أوضاع المساجين في مصر وجددت المطالبات بالإفراج عن المعتقلين السياسيين. وطالب نشطاء على هاشتاج “شادي حبش” على ضرورة الإسراع بالإفراج عن زملاء شادي والمتهمين في قضايا سياسية قائلين إن حرية التعبير والرأي حقان تكفلهما المواثيق الدولية”، واستنكروا ما وصفوه بـ “إصرار الحكومة على ملاحقة الفنانين لمجرد تعبيرهم عن مواضيع تنتقدها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *