ترامب يوجه بعدم دفع معونات عسكرية لمصر: يشترون أسلحة روسية.. وخبراء يردون.. ومصادر: تعليق 75 مليونا للتقدم في إطلاق سراح السجناء

مبادرة الحرية: الكونجرس اشترط للمرة الأولى تعليق 75 مليون دولار على تحقيق تقدم واضح في إطلاق سراح السجناء السياسيين لا يجوز للخارجية التراجع عنه

سمير فرج يرد على ترامب: حديثه عن شراء مصر تشتري أسلحة روسية بأموال المعونة يفتقر للمصداقية .. هذه الأموال لا تدخل الخزينة المصرية أساسا

مصطفى بكري: كلام ترامب ادعاءات باطلة .. لا أعرف لماذا يرددها وولايته على وشك الانتهاء.. إنها محاولة فقط أن يظل في الأضواء

وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدم دفع معونات عسكرية للجيش المصري، قائلا إن مصر ستسخدم المساعدات الأمريكية لشراء معدات عسكرية روسية.

وقال ترامب في معرض تعليقه على مشروع القرار الذي صادق عليه الكونغرس بشأن حزمة مساعدات “كوفيد-19″، إن أعضاء الكونغرس لم يقرأوا حتى مضمون المشروع الذي يتضمن بحسب قوله “85.5 مليون دولار لمساعدة كمبوديا، و134 مليون دولار لميانمار، و1.3 مليار دولار لمصر حيث سيخرج الجيش المصري لشراء معدات عسكرية روسية بشكل شبه حصري، و25 مليون دولار لبرامج الديمقراطية في باكستان، وعناصر أخرى غير ضرورية للإغاثة من فيروس كورونا”.

وهدد ترامب بعدم التوقيع على مشروع قانون بقيمة 892 مليار دولار لإغاثة الأمريكيين من تداعيات فيروس كورونا، ودعا إلى ضرورة تعديله، وقال إن “مشروع القانون الذي يخططون الآن لإرساله إلى مكتبي مختلف كثيرا عما كان متوقعا، إنه حقا وصمة عار”، مع أن البيت الأبيض شارك في المفاوضات على النص عن طريق وزير الخزانة ستيفن منوتشين.

وقالت مبادرة الحرية على تويتر إن الكونجرس الأمريكي أقر أخيرًا خطة الإنفاق لعام 2021، بالمساعدة العسكرية المعتادة البالغة 1.3 مليار دولار لمصر، لكن – للمرة الأولى، يُشترط تعليق 75 مليون دولار على ما إذا كانت مصر “تحقق تقدمًا واضحًا ومتسقًا في إطلاق سراح السجناء السياسيين وتوفير الإجراءات القانونية ،الواجبة للمحتجزين”، ولم يتسن التأكد من تفاصيل ذلك من مصادر متنوعة .. وقالت الصفحة أن الكونجرس شدد للمرة الأولى على أنه لا يمكن لوزيرة الخارجية أن تتنازل عن هذا الشرط لأغراض الأمن القومي، ما يبعث برسالة قوية مفادها أن استخدام مصر الممنهج للاحتجاز لإسكات النشطاء والصحفيين وغيرهم ليس أبدًا في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة.”.

وأوضحت المبادرة عبر حسابها على تويتر أن هناك 225 مليون دولار إضافية تعتمد على تقدم مصر في حقوق الإنسان وظروف الديمقراطية.

يذكر أن الكونجرس علق أكثر من مرة مبلغ الـ 300 ملون دولار، في النهاية يتم صرفها بعد تأجيلها لفترة لكن الجديد هذه المرة أن ربع الرقم لا يمكن صرفه إلا بتحقيق الشروط، في إشارة من الكونجرس إلى أنه لن يمنح مصر بعد الآن “شيكًا على بياض” بقيمة 1.3 مليار دولار للقمع على حد وصف مبادرة الحرية.

كان المشرعون الأميركيون صادقوا الاثنين على خطة لدعم الأسر والشركات المتضررة من تداعيات أزمة وباء كوفيد-19، قيمتها 900 مليار دولار واعتُبرت ضرورية جداً لإعادة تحريك عجلة أكبر اقتصاد في العالم، لكنّ هذه الخطة لا يمكنها أن تدخل حيز التنفيذ بدون توقيع الرئيس.

ودخل أكبر اقتصاد في العالم في ركود اقتصادي عميق في الربيع، هو الأسوأ منذ الركود المسجّل في ثلاثينات القرن الماضي، بسبب توقف الأنشطة لاحتواء الوباء الذي تسبب ببطالة واسعة النطاق، واستأنف الوباء تفشيه في الخريف، متسبباً بوقف التوظيف والنشاط اللذين بدآ في الصيف.

وطلب ترامب أن يرسل إليه اقتراح قانون معدل “مناسب” وإلا سيكون على “الإدارة المقبلة” تبني خطة الإنعاش. واضاف الملياردير الذي يرفض حتى الآن الاعتراف بفوز خصمه الديموقراطي جو بايدن في الانتخابات الأخيرة، أن “هذه الإدارة قد تكون أنا”.

في المقابل، قال المدير السابق للشؤون المعنوية في الجيش المصري اللواء سمير فرج لـRT، إن حديث الرئيس الأمريكي عن أن مصر تشتري أسلحة روسية بأموال المعونة الأمريكية يفتقر للمصداقية والموضوعية.

وأضاف اللواء فرج أنه من المعروف أن المعونة العسكرية الأمريكية والتي تقدر بمليار وثلاثمائة مليون دولار، لا تدخل الخزينة المصرية أساسا وهذا من بنود الاتفاق، بل تستخدم لشراء معدات عسكرية أمريكية يتم الاتفاق عليها بين الجانبين.

 واستغرب فرج ألا يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على علم بذلك، أو أنه يعلم الحقيقة ويغض الطرف عنها، وفق تعبيره، وأشار إلى أن هناك حساسية لدى الأمريكيين تجاه شراء أي دولة معدات عسكرية من روسيا بشكل عام، فيما تعتمد مصر على تنويع مصادر التسليح كقرار نهائي وسيادي، لافتا إلى أن ترامب لم يصدر تصريحات مماثلة عند شراء مصر أسلحة من فرنسا أو المانيا أو إيطاليا، وقال: “إنها الحساسية المعهودة والقديمة حيال تطور العلاقات بين أي دولة مع روسيا”.

واعتبر أن “ترامب يريد أن يدلي بتصريحات بعيدة عن الواقع قبل مغادرته البيت الأبيض كي يظل في المشهد السياسي والإعلامي حتى بعد مغادرته السلطة”.

وقال النائب مصطفى بكري إن كلام ترامب ادعاءات باطلة وكاذبة، وقال: “لا أعرف لماذا يرددها ترامب في هذا التوقيت على وجه الخصوص بينما ولايته على وشك الانتهاء”، وأضاف أن “ترامب فقط يريد أن يظل في الأضواء”.

 ولفت النظر إلى أن مصر تستورد الأسلحة من روسيا كما تستورد الأسلحة من فرنسا وأمريكا وألمانيا وأي دولة”، مشيرا إلى أن “أموال المعونة الأمريكية لها إطارها الذي نعرفه وقد تراجعت المعونة الاقتصادية بشكل كبير عن ذي قبل وبقيت المعونة العسكرية التي تقدر بمليار دولار وثلاثمائة مليون دولار لا تدخل الخزينة العامة في مصر ولذلك فإن لا يوجد أي دليل على كلام ترامب”، وختم بكري قائلا: “ترامب فقط يريد الاستمرار في الأضواء بتصريحات غريبة تفتقر للدليل والبرهان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *