باسم سامي بسكالس يكتب: تهجير البشر قسرياً من الواقع إلى العالم الإفتراضي:

————————


1- في إعتقادي الخاص أن وراء بث ونشر الفيروسات القاتلة، والتي أشهرها ( كوفيد 19)، قائمة من الشركات الرأسمالية العملاقة في مجالي التكنولوجيا والأدوية، والتي لن تكف عن خلق متحورات سوف تستغرق الأبجدية اليونانية (ألفا Ⲁ، بيتا Ⲃ، غما Ⲅ، دلتا Ⲇ، أوميكرون Ⲟ، ….إلخ) حتى يتم تهجيرنا قسرياً من العالم الواقعي وإدخالنا عنوة إلى العالم الإفتراضي، وتصبح حياتنا كلها أون لاين، إذ رصدوا ميزانيات ضخمة للإستثمار في هذا المجال، فضلاً عن الأرباح الطائلة التي تحققها شركات الأدوية من إنتاج اللقاحات المعدة في الغالب مسبقاً.


2- ولا نعلم بالتحديد مدى غاياتهم السياسية والإجتماعية والإقتصادية من وراء ذلك، إلا أنهم يهدفون للسيطرة علي شعوب العالم وتحويلهم إلى قطيع كبير من المستهلكين والمتلقين، والولوج لعقولنا ورغباتنا من خلال تلك التكنولوجيات التي ترصد وتعد علينا أنفاسنا، إذ من الملاحظ أنه إذا ما قمنا بالبحث عن شئ في الشبكة العنكبوتية أو دونا أو تلفظنا بكلمة في محادثة عبر الشات؛ إلا ووجدنا سيلاً من الإعلانات والموضوعات يتدفق علينا ويقرع حواسنا وعقولنا حول هذا الموضوع في شتى المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي!


3- لقد أضحينا بالنسبة لهم مجرد أرقام وباركودات وبيانات، يقوموا بمعالجتها وتوظيفها كما يشاؤن، وأصبح كل واحد منا رقم مدني، ورقم حساب، ورقم هاتف، ورقم سري، ورقم …، ورقم ….إلخ، إذ أنه وعلى خلفية تحويلنا، على هذا النحو، إلى كيانات رقمية؛ ظهرت الكثير من التسريبات حول بيع واستغلال بيانات العملاء والمشتركين للشركات حتى يمكنها التعرف على أنماط استهلاكنا.


4- إن محاولة تحويلنا لكيانات رقمية في العالم الإفتراضي وإضعاف إحساسنا وانتباهنا للعالم الواقعي، تتجاوز مجرد فكرة استغلال بياناتنا من أجل التعرف على رغباتنا الإستهلاكية، إلى أبعاد أخرى تتعلق بترك ساحة الواقع لهم؛ بما ينطوي عليه ذلك من تفريط بالثروات الطبيعية، وإضعاف كافة الروابط والجذور بالأرض والوطن والمجتمع والأسرة والهوية والثقافة، واستبدالها بروابط إفتراضية خاوية من كل المعاني الطبيعية والإنسانية.


5 – ولما كان الفرد، قبل تلك الثورة الهائلة من التطبيقات التي تعتمد على الأنترنت، كهفاً غامضاً لا يُستطاع سبر أغواره والتعرف على ما يدور في عقله ويعتمل في نفسه، ولا سبيل لذلك إلا إذا عبر ذلك الإنسان عن ذاته، وقليل هم من كانوا يفعلون ذلك وفي إطار محيطهم الضيق، إذ أن الكثير من الأفكار والرغبات والأفعال لا تظهر إلا إذا أختلى الفرد بعيداً عن أعين الناس؛ الأمر الذي معه ألتجأ هولاء إلى تهيئة البيئة المناسبة لاحتجاب الفرد والخلوة بنفسه وراء تلك التطبيقات، حتى يمكن تشجيعه على إظهار كل ما يبطنه أو التعري الإلكتروني؛ مما يمكّنهم من التعرف على ما يبطنه، ومن ثمَّ يضحى الفرد أمامهم كتاباً مسطوراً ومفتوحاً يسهل تحليله والتعرف على أفكاره ورغباته، ويصبحون هم كالله عارفين وفاحصين للعقول والقلوب.


6 – وأمام هذا الطوفان الهادر من المعلومات، والآليات والتطبيقات التي في ظاهرها تيسر لنا حياتنا وفي باطنها تستدرجها لتقيدها وتحدها في إطار مرسوم؛ تضعف مقاومتنا بالتدريج، وتتلاشى كل الحدود التي نضعها حول خصوصيتنا، ويصعب على كل فرد منا الوقوف في وجهها أو تجاهلها، وقريباً سيضحى الفرد غريباً وحيداً منبوذاً إذا ما أختار أن يتخلف عن مواكبتها، وتتقطع به كافة السبل لمواصلة الحياة؛ حتى يصبح الإنسان مُكرهاً ومرغماً على العيش في وطن وعالم أخر من صنع الممسكين بخيوط العالم الإفتراضي الجديد.

باسم سامي بسكالس
( مستشار قانوني وباحث دكتوراة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *