اليوم.. الولايات المتحدة وطالبان توقعان اتفاقا تاريخيا لإنهاء الحرب في أفغانستان

توقع الولايات المتحدة وحركة طالبان، اليوم، في العاصمة القطرية الدوحة اتفاقا تاريخيا يمهد لانسحاب القوات الأمريكية بعد حرب استمرت أكثر من 18 عاما في أفغانستان، ويفتح الطريق لمفاوضات سلام غير مسبوقة تبدو محفوفة بالمخاطر.

وقال مسؤولون بحركة طالبان، اليوم، إن وفدا للحركة يضم 31 عضوا وصل إلى قطر للتوقيع على اتفاق لانسحاب القوات الأمريكية والذي من شأنه أن يضع نهاية للحرب في أفغانستان، بحسب “رويترز”.

وتستعد الولايات المتحدة وطالبان للتوقيع على اتفاق السلام في وجود وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في إطار مسعى أكبر للمصالحة الأفغانية وإنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة، ومن المقرر إقامة مراسم التوقيع بين الجانبين في العاصمة القطرية الدوحة، في الحادية عشر صباح اليوم تقريبا.

وأمرت حركة طالبان جميع مقاتليها بالامتناع عن شن أي هجوم، اليوم، انتظاراً للتوقيع على الاتفاق، وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، لرويترز: إن “اليوم صدرت الأوامر لجميع مقاتلي طالبان بالامتناع عن شن أي هجوم.”.

وتابع: “نأمل أن تظل الولايات المتحدة ملتزمة بوعودها خلال التفاوض واتفاق السلام وهذا هو المهم”، مضيفاً أن طائرات القوات الأجنبية تحلق فوق الأراضي الخاضعة لسيطرة طالبان وهو أمر مثير للقلق واستفزازي”.

 وقالت السفارة الأمريكية في كابول على تويتر إن السبت ”يوم تاريخي لأفغانستان“ وذلك قبل ساعات من إبرام اتفاق مع حركة طالبان قد ينهي حربا مستمرة منذ 18 عاما في أفغانستان.

ومع استمرار الاستعدادات للتوقيع على الاتفاق في العاصمة القطرية الدوحة، قال مسؤولون في السفارة ”إن الأمر يتعلق بتحقيق السلام وصياغة مستقبل مشترك أكثر إشراقا. نحن نساند أفغانستان“.

وفور توقيع الاتفاق ستكون أفغانستان بصدد رؤية نهاية للعنف الذي حصد عشرات الآلاف من الأرواح، حيث استمرت الحرب بها منذ القصف الأمريكي الذي جاء ردا على هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001.

وحض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأفغان، أمس، على “اغتنام فرصة السلام”، وقال: “إذا كانت طالبان والحكومة الأفغانية على مستوى الالتزامات، سنمضي قدماً لوضع حد للحرب في أفغانستان وإعادة جنودنا إلى الوطن”.

والنص الذي تم التفاوض عليه على مدى عام ونصف في قطر، والذي سيوقعه موفدان عن الولايات المتحدة وحركة طالبان بالأحرف الأولى ليس اتفاق سلام فعليا، فالسلطات الأفغانية التي تواجه هي نفسها انقسامات على خلفية انتخابات رئاسية موضع جدل، أُقصيت حتى الآن عن هذه المحادثات المباشرة غير المسبوقة. كما أن الاتفاق لا ينص في الوقت الحاضر سوى على “خفض للعنف” وليس على وقف إطلاق نار فعلي.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع اقتراب موعد التوقيع أن الطرفين على مشارف فرصة تاريخية للسلام، في حين كتب المسؤول الثاني في حركة طالبان سراج الدين حقاني في مقال غير مسبوق في صحيفة “نيويورك تايمز” أن “الجميع تعب من الحرب.

وقال أندرو واتكينز من مجموعة الأزمات الدولية “هناك الكثير من التكهنات حول محتوى الاتفاق” مضيفا “إننا نعرف الخطوط العريضة لكننا لا نعرف بشكل مؤكد حتى إن كان سيتم الإعلان عن كل بنود الاتفاق”.

وهذه الخطوط العريضة معروفة منذ سبتمبر، حين ألغى ترامب بشكل مفاجئ توقيع الاتفاق الذي كان وشيكا، عازيا تبديل موقفه إلى مقتل جندي أمريكي في اعتداء جديد في كابول، واتفق الطرفان هذه المرة على “خفض للعنف” لمرحلة أسبوع ينتهي اليوم، وهو ما تم الالتزام به بشكل إجمالي على الأرض.

وما لم يطرأ حدث في اللحظة الأخيرة، سيوقع المفاوضون الأمريكيون بقيادة زلماي خليل زاد هذا الاتفاق الذي سيمكن الرئيس الأمريكي من الإعلان في خضم حملته للفوز بولاية ثانية، أنه نفذ أحد أبرز وعوده الانتخابية، وهو وضع حد لأطول حرب خاضتها الولايات المتحدة حتى الآن.

وبموجب الاتفاق، يبدأ الجيش الأمريكي بالانسحاب من أفغانستان تنفيذا لمطلب أساسي لطالبان، مقابل تعهد الحركة بمنع أي عمل إرهابي انطلاقا من مناطق سيطرتها وبدء مفاوضات سلام حقيقية مع حكومة كابول التي كانت ترفض حتى الآن إجراء أي محادثات معها.

وبالرغم من انتقادات بعض المراقبين الذين يرون أن واشنطن تقدم تنازلات كثيرة من غير أن تحصل على ما يذكر في المقابل، تؤكد إدارة ترامب أن الضمانات التي يعطيها المتمردون بعدم القيام بأعمال إرهابية تستجيب للسبب الأساسي خلف التدخل العسكري الأمريكي، وكان آنذاك الرد على اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر التي دبرها تنظيم القاعدة انطلاقا من أفغانستان في وقت كانت حركة طالبان تحكم البلاد.

وفي مرحلة أولى، ستخفض الولايات المتحدة عديد قواتها في أفغانستان من حوالى 13 ألفا حالياً إلى 8600 خلال الأشهر المقبلة.

ولم يتضح الجدول الزمني لعمليات الانسحاب اللاحقة وحجمها، حتى لو أن الرئيس الجمهوري يؤكد نيته في “إعادة الجنود إلى البلاد” و”وضع حد للحروب التي لا تنتهي”.

وتشدد واشنطن على أن الانسحاب سيتم بالتدريج وبشرط أن تحترم طالبان التزاماتها، وستتمثل حوالى 30 دولة، في الدوحة، باستثناء الحكومة الأفغانية التي اكتفت بإرسال وفد صغير لعقد “اتصال أول” مع طالبان.

وبموازاة ذلك، تنظم الولايات المتحدة مراسم بعد ظهر السبت مع الحكومة الأفغانية في كابول، بحسب ما أوردت وسائل إعلام أفغانية.

وبعد هذه المراسم، يفترض أن تبدأ مفاوضات بين الأفغان بشكل سريع نسبيا في مدينة ما زال يتحتم الاتفاق عليها، وسبق أن ورد ذكر أوسلو بهذا الصدد في الماضي.

وقال أندرو واتكينز “هذا ليس اليوم سوى مرحلة تمهيدية لبدء هذه العملية، ليس هناك حتى الآن ما يدعو إلى الاحتفال للحكومة وحلفائها”.

وأسفر النزاع عن مقتل ما بين 32 و60 ألف مدني أفغاني بحسب أرقام الأمم المتحدة، وأكثر من 1900 عسكري أمريكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *