النيابة العامة: إجراءات لهدم عقار فيصل المحترق دون الإضرار بالعقارات المجاورة.. وتتوعد بمحاسبة المسئولين عن المخالفات

كتب- فارس فكري

استكلمت النيابة العامة، التحقيق في حريق مصنع الأحذية المجاور للطريق الدائري بكرداسة، وحددت النيابة مصير العقار المحترق الشهير بـ”عقار فيصل”، كما توعدت بمحاسبة المسئولين عن المخالفات.

وقال بيان صحفي للنيابة العامة، اليوم الثلاثاء، إنها اتخذت إجراءاتها نحو حصر المخالفات التي شابت العقار والقائم بها والمسئول عنها والإجراءات القانونية التي جرى اتخاذها قِبَلها وما شاب تلك الإجراءات من أخطاء ومخالفات، وأيضا وتحديد المسئول عنها من الموظفين العموميين لاتخاذ ما يلزم قانونًا معهم.

وأكدت النيابة، أنه جرى القبض على مالك العقار نفاذًا لقرار بضبطه وإحضاره، وجارٍ استجوابه واستكمال التحقيقات.

وأظهرت التحقيقات، أن من ضمن الإجراءات المتخذة حيال الواقعة صدور قرار من “إدارة الشئون القانونية” بالمركز بإخلاء العقار، وقرار من “لجنة المنشآت الآيلة للسقوط” بإخلاء العقارات المجاورة واتخاذ إجراءات هدم العقار طبقًا للمواصفات الهندسية التي تضمن عدم حدوث ضرر للمارة والعقارات المجاورة والطريق الدائري؛ لما يمثله العقار من خطورة الآن، على أن تبدأ تلك الإجراءات فور إخماد الحريق.

وتلقت “النيابة بلاغًا يوم 30 يناير الماضي بنشوب حريق بعقارٍ بدائرة مركز كرداسة مصدره مخزن أحذية ببدروم العقار وطابقه الأرضي، ما أسفر عن احتراق كافة الأحذية واحتراق العقار دون وقوع إصابات أو وفيات.

انتقلت النيابة للمعاينة وتبينت استمرار اشتعال النار بالعقار ما يحول دون دخوله، وتساقط أجزاء من جوانبه، و أفادت قوات الحماية المدنية أن سبب استمرار اندلاع النيران وجود كمية هائلة من الأحذية الجلدية في البدروم والطابقين الأرضي والأول مصنوعة من مواد قابلة ومعجلة للاشتغال أدت لاستمرار الحريق، وأنه تسبب في تآكل أعمدة العقار الرئيسة ما أدى إلى السقوط.

وقررت بعد تمكن ” الحماية المدنية” من إخماد الحريق واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في حالة سقوط العقار، ندب خبراء المعمل الجنائي لمعاينته بيانًا لسبب وكيفية نشوب الحريق وانتشاره ومدى توافر الشبهة الجنائية أو الإهمال في حدوثه، وحصر ما نجم عن الحريق من خسائر بالعقار وما فيه من منقولات، ومدى تأثر العقارات المحيطة به.

وكلَّفت النيابة “قوات الحماية المدنية” بمعاينة العقار -بعد إخماد النار فيه- بيانًا لمدى توافر سبل الوقاية من مخاطر الحرائق بالمخزن، وندبت لجنة من “مكتب السلامة المهنية بمكتب القوى العاملة”، ولجنة من الإدارة المختصة بالمحافظة، وأخرى من “الإدارة الهندسية بمركز كرداسة” لمعاينة العقار بيانًا لطبيعة النشاط بالمخزن ومدى صدور ترخيص بمزاولته وتوافر سبل الوقاية من المخاطر فيه، ومدى صدور ترخيص ببناء العقار والمخالفات التي تشوبه، وحجم تأثره بالحريق وسلامته من بعده.

وطلبت تحريات الشرطة حول الواقعة.

وفي اليوم الأول من شهر فبراير الجاري تلقت “النيابة العامة” من الشرطة إخطارًا بأن الخدمات المعينة لملاحظة حالة العقار تبينت نشوب الحريق فيه مرة أخرى بالطابق الأرضي وامتداده إلى البدروم والطابق الأول لطبيعة الجدران الخرسانية به وقلة فتحات التهوية ووجود مواد كيميائية بالعقار، التي تستخدم في صناعة الأحذية، قابلة للاشتعال، وأنه تم اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية حتى تمام إخماد الحريق.

وكانت تحريات الشرطة أسفرت عن صدور مخالفات بناء للعقار وتحديد شخص مالكه، الذي تبين أنه اتخذ من البدروم والطابق الأرضي مخزنًا للأحذية بكميات كبيرة دون حصوله على ترخيص بذلك، أو توفير شروط الأمن والسلامة المهنية والاحتياطات اللازمة، وأن بداية الحريق كانت من هذا المخزن.

وأودعت “الإدارة الهندسية بمركز ومدينة كرداسة” تقريرًا أثبتت فيه -وكذلك شهد “مدير التنظيم بالمركز” في التحقيقات- باستغلال البدروم والطابق الأرضي والميزانين بالعقار في نشاط تجاري هو تخزين الأحذية، ما أدى لوجود مواد معجلة للاشتعال في هذه الأماكن، وذلك على الرغم من أن هيئة العقار من الخارج لا توحي بوجود مثل هذا النشاط أو أي نشاط آخر، وأنه تحرر عن ذلك جنحة إدارة منشأة بدون ترخيص ضد مالك العقار، كما تبين أنه غير صادر له ترخيص بالبناء ولا يمكن صدوره لوقوعه خارج الحيز العمراني وبنائه على أرض زراعية في حرم الطريق الدائري.

و تبين عدم اتخاذ بعض المهندسين بمركز ومدينة كرداسة الإجراءات القانونية قِبَل القائمين بأعمال تلك المخالفات ما تسبب في تحقق أضرار تمثلت في عدم تحرير محاضر بتلك المخالفات والتقاعس عن المتابعة وعدم احتساب الغرامات وتحصيلها من المخالفين والبناء على أرض خارجة عن الحيز العمراني، وإثبات اسم مغاير لمرتكب المخالفات الحقيقي، ما أسفر عن حدوث الواقعة موضوع التحقيق، وأنه تبين تقديم مالك العقار المخالف طلبًا للتصالح عما ارتكبه من مخالفات، وقد رُفض طلبه فتظلم منه ولم يبت في التظلم حتى تاريخه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *