الملك تشارلز يعين ريشي سوناك زعيم “المحافظين” رئيسا جديدا للحكومة البريطانية

وكالات

عيّن ملك بريطانيا تشالز الثالث زعيم حزب المحافظين الجديد ريشي سوناك، الثلاثاء 25 أكتوبر، كثاني رئيس للوزراء في عهده بعد وقت قصير من قبوله استقالة ليز تراس. 

وبعد وصوله إلى قصر باكنغهام، عقد وزير المال السابق البالغ من العمر 42 عاماً أول لقاء له مع الملك، وفقاً للصور التي وزّعها قصر باكنجهام. 

وحذّر رئيس الحكومة البريطاني الجديد ريشي، من “قرارات صعبة” ستُتخذ لإصلاح “الأخطاء” التي ارتُكبت في عهد ليز تراس التي اضطرّت للاستقالة بعد عاصفة مالية أثارها برنامجها الاقتصادي. 

وقال رئيس الحكومة البالغ من العمر 42 عاماً في أول تصريح له أمام بوابة “10 داونينج ستريت”، “سأضع الاستقرار الاقتصادي والثقة الاقتصاديين في قلب برنامج هذه الحكومة، وهذا يعني أنّ هناك قرارات صعبة يجب أن تُتخذ”. 

وانتخب وزير المالية البريطاني السابق ريشي سوناك أمس، الاثنين، رئيساً لحزب المحافظين في بريطانيا، ليصبح رئيس الوزراء الجديد خلفاً لليز تراس بعد انسحاب بوريس جونسون من السباق. 

وأقرت بيني موردنت بهزيمتها سوناك في السباق إلى داونينج ستريت وانسحبت في الدقائق الأخيرة قبل انتهاء عملية التصويت. وسيصبح سوناك (42) أصغر رئيس للوزراء لبريطانيا منذ أكثر من قرن، كما أنه سيكون أول رئيس للوزراء بريطاني-آسيوي. 

ومنذ الأمس، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إن سوناك سيصبح رئيس وزراء بريطانيا هذا الثلاثاء، بانتظار الانتهاء من الترتيبات اللوجستية.  

وفي أول تصريح له، تعهّد سوناك بتحقيق “الاستقرار والوحدة” في المملكة المتحدة التي تواجه أزمة اقتصادية، بعد انتخابه رئيسًا جديدًا لحزب المحافظين. وقال “نحتاج الى الاستقرار والوحدة، وجمع الحزب والبلاد سيكون أولويتي القصوى. إن المملكة المتحدة دولة عظيمة لكن لا شكّ في أننا نواجه تحدياً اقتصادياً عميقاً”. 

وأضاف “إنه لشرف عظيم في حياتي أن أخدم الحزب الذي أحبّه وأردّ في المقابل للبلد الذي أدين له بالكثير”، متعهداً العمل “بنزاهة وتواضع”. 

وخلال اجتماع مغلق بعد إعلان فوزه، حثّ سوناك حزب المحافظين على “الاتحاد” تحت طائلة “الموت”، على بعد عامين من الانتخابات التشريعية المقبلة، وفقًا لما ذكره مشاركون في هذا الاجتماع. 

وفي موسكو، قال الكرملين الثلاثاء، إن روسيا ليس لديها “أي أمل” بتحسن العلاقات مع المملكة المتحدة بعد استلام ريشي سوناك لرئاسة الوزراء. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي “لا نرى أية بوادر وأية أسس وليس لدينا أية آمال في تحسن إيجابي للعلاقات في المستقبل القريب”. 

وفي الولايات المتحدة، أعلن البيت الأبيض الإثنين أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيجري في الأيام المقبلة محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني الجديد، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار إن “الرئيس بايدن يتطلّع إلى التحدث مع.. سوناك في الأيام المقبلة وإلى استمرار تعاوننا الوثيق مع المملكة المتحدة”، مشيرة إلى أن البروتوكول يفرض على الرئيس الأمريكي أن ينتظر إلى ما بعد لقاء رئيس الوزراء البريطاني الجديد العائلة المالكة.  

وأعربت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز تراس عن تمنيّاتها بالنجاح لخليفتها وزير المالية السابق ريشي سوناك الثلاثاء، قبل مغادرتها داونينج ستريت لتقديم استقالتها إلى الملك تشارلز الثالث، بعد 49 يوماً على تسلّمها السلطة. وقالت تراس أمام بوابة مقر إقامة رئيس الحكومة “أتمنّى لريشي سوناك كل النجاح الممكن لصالح بلدنا”، مشيرة إلى أنها “مقتنعة أكثر من أي وقت مضى بأننا يجب أن نتحلّى بالجرأة لمواجهة التحدّيات” وبأنه “يجب دعم أوكرانيا أكثر من أي وقت مضى”. 

وهنّأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء رئيس الحكومة البريطانية الجديد ريشي سوناك، مؤكداً أنه مستعدّ لـ”مواصلة تعزيز” العلاقات بين أوكرانيا والمملكة المتحدة.وقال زيلينسكي عبر “تويتر” موجّهاً “تهانيه” إلى سوناك، “أتمنّى لكم التوفيق في التغلّب على جميع التحدّيات التي تواجه المجتمع البريطاني والعالم بأسره اليوم. أنا على استعداد لمواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية الأوكرانية – البريطانية”، وكان سوناك تعهد بعد تعيينه بمساعدة أوكرانيا على مواجهة الغزو الروسي. 

ومنذ الأحد، أعلن جونسون في بيان مساء أنه حصل على المئة صوت اللازمة لدعم ترشيحه في هذه العملية الداخلية في حزب المحافظين لكنه عدل عن الترشح بسبب الانقسامات في الحزب اليميني. 

وقال “خلال الأيام القليلة الماضية توصلت للأسف إلى نتيجة مفادها أنه لن يكون الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله. لا يمكنك الحكم بفعالية إذا لم يكن لديك حزب موحد في البرلمان”. 

وكان جونسون (58 عاما) الذي غادر السلطة في مطلع أيلول/سبتمبر بعد سلسلة فضائح، عاد السبت من عطلة في الكاريبي لتأمين الأصوات المئة اللازمة لدعم ترشحيه، ونال 102. 

وانسحابه الذي تصدر عناوين الصحافة البريطانية فتح الطريق أمام فوز ريشي سوناك (42 عاماً) الذي سبق أن خسر هذا الصيف أمام ليز تراس رئيسة الوزراء التي استقالت بعد 44 يوماً فقط في السلطة بسبب عاصفة مالية ناجمة عن خطتها لخفض الضرائب بشكل كبير. 

سوناك حفيد مهاجرين من أصول هندية سلك الطريق المعتاد للنخبة البريطانية، مصرفي سابق ثري وسيصبح في حال فوزه أول رئيس وزراء بريطاني غير أبيض. 

بعد عطلة نهاية أسبوع شهدت مداولات مكثفة، أعلن سوناك ترشيحه الأحد قائلاً “المملكة المتحدة بلد عظيم لكننا نواجه أزمة اقتصادية عميقة”. وتابع عبر تويتر “لهذا السبب أترشح لأكون زعيم حزب المحافظين ورئيس وزرائكم المقبل. أريد إصلاح اقتصادنا وتوحيد حزبنا وتقديم المساعدة لبلدنا”. 

سوناك، وزير المالية السابق المؤيد للانضباط في الميزانية والعمل الكثيف، يحظى بتأييد قسم كبير من حزبه فيما البلاد تشهد أزمة اقتصادية واجتماعية حادة، تفاقمت بسبب أخطاء ليز تراس والتي زعزعت استقرار الأسواق وتسببت في انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني. 

وكان سوناك ندد بانتظام هذا الصيف بخطة ليز تراس الاقتصادية. 

وقال له جونسون الذي كان واثقا من نفسه على الدوام انه كان سيحصل “على فرصة جيدة للعودة الى دوانينغ ستريت” لو قرر البقاء في السباق. كان جونسون استقال في تموز/يوليو بعد توالي الاستقالات في حكومته وبينها استقالة سوناك. 

كما قال إنه “في وضع جيد” لقيادة معسكره خلال الانتخابات التشريعية المقبلة المرتقبة بعد عامين. 

من جهتها سحبت المعارضة العمالية التي تحسن وضعها في استطلاعات الرأي، دعوتها الى انتخابات مبكرة. 

وكتبت مساعدة رئيس حزب العمال أنجيلا راينر على تويتر أن “المحافظين على وشك تسليم ريشي سوناك مفاتيح البلاد بدون أن يكون قد قال كلمة عن الطريقة التي سيحكم بها” مضيفة “لم يصوت أحد على هذا الأمر”. 

يحظى بوريس جونسون على الدوام بشعبية لدى القاعدة المحافظة، لكنه يثير انقساما داخل معسكره. وهو لا يزال موضع تحقيق برلماني لمعرفة ما اذا كان كذب على البرلمان بشأن الحفلات غير المشروعة في دوانينغ ستريت خلال فترات الإغلاق لمواجهة وباء كوفيد-19. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *