الحرب على أوكرانيا| انتهاء المفاوضات مع موسكو دون اتفاق.. وبوتين يشترط الاعتراف بالقرم وحياد كييف.. ونصف مليون نازح ضحايا الصراع

وكالات 

غادر الوفدان الروسي والأوكراني قاعة المفاوضات وعادا إلى بلديهما “لإجراء مشاورات في عاصمة” كلّ منهما، بعد أن اتفقا على إجراء “جولة ثانية” من المحادثات، حسبما أعلن الاثنين الطرفان. 

وقال ميخايلو بودولياك، أحد المفاوضين الأوكرانيين، إن “الطرفين حددا سلسلة أولويات ومواضيع تتطلب بعض القرارات” قبل إجراء جولة ثانية من المفاوضات، فيما أشار نظيره الروسي فلاديمير ميدينسكي إلى أن اللقاء الجديد سيحصل “قريبًا” على الحدود البولندية البيلاروسية. 

وقالت وزارة الدفاع الروسية الإثنين إن وحدات الصواريخ الاستراتيجية وأسطولها الشمالي وأسطول المحيط الهادي وضعت في مهام قتالية متقدمة بناء على أوامر الرئيس فلاديمير بوتين. 

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن الوزارة أن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ بوتين أن “المناوبات في مواقع قيادة قوات الصواريخ الاستراتيجية وأسطولي الشمال والمحيط الهادي وقيادة الطيران بعيد المدى بدأت في تنفيذ مهام قتالية مع تعزيز عدد الجنود”. 

وأمر بوتين القيادة العسكرية بوضع قوات الردع الروسية، التي تشمل أسلحة نووية، في حالة تأهب قصوى بعد ما وصفه بالتصريحات العدوانية لقادة دول حلف شمال الأطلسي والعقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على موسكو. 

وأثارت الخطوة إدانة من الغرب ووصفتها الولايات المتحدة بأنها تصعيد. جاء ذلك فيما تواجه القوات الروسية مقاومة أوكرانية شرسة بعد الغزو الذي وصفه بوتين بأنه عملية عسكرية خاصة لتجريد البلاد من السلاح. 

وبرر بوتين الغزو بالقول إن “النازيين الجدد” يحكمون أوكرانيا ويهددون أمن روسيا وهي تهمة تقول كييف والحكومات الغربية إنها دعاية عارية عن الصحة. 

وأبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين نظيره الفرنسي أيمانويل ماكرون أنه يشترط لوقف غزو أوكرانيا الاعتراف بالقرم كأرض روسية وإعلان “حياد” كييف وتخلي الحكومة الأوكرانية عن “نازيتها”. 

وقال الكرملين في بيان اثر اتصال هاتفي بين الرئيسين ان بوتين اشترط “الاعتراف بسيادة روسيا على القرم ونزع سلاح الدولة الاوكرانية وتخليها عن نازيتها وضمان وضعها الحيادي” لتسوية النزاع. 

وتحدث ماكرون الاثنين هاتفيا الى نظيره الروسي لنحو ساعة ونصف ساعة، طالبا منه وقف الضربات التي تستهدف المدنيين وتأمين الطرق في اوكرانيا، وقد “اكد بوتين انه عازم على ذلك”، بحسب ما أعلن الأليزيه، كذلك، تشاور ماكرون مع نظيره الاوكراني فولوديمير زيلينسكي “مرارا في الساعات الأخيرة” بحسب الرئاسة الفرنسية. 

وحظرت روسيا الإثنين على شركات طيران من 36 دولة من بينها بريطانيا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وكندا استخدام مجالها الجوي في خطوة تأتي ردا على عقوبات شاملة تستهدف قطاع الطيران الروسي. 

وأعلنت هيئة الطيران المدني الروسية أنها ستفرض القيود “كإجراء للرد على الحظر الذي فرضته دول أوروبية على رحلات الطيران المدني التي تشغلها شركان طيران روسية أو مسجّلة في روسيا”. 

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو مساء الإثنين أن بلاده ستمنع السفن الحربية لـ”الدول المشاطئة وغير المشاطئة للبحر الأسود” من عبور مضيقي البوسفور والدردنيل. 

وقال تشاوش أوغلو “لقد أخطرنا جميع الدول المشاطئة وغير المشاطئة للبحر الأسود بألا ترسل سفنها الحربية لتمر عبر مضائقنا”، مضيفا “التزمنا بما تنص عليه اتفاقية مونترو” التي تمنح تركيا حق التحكّم بعبور هذين المضيقين، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية. 

وأعلنت الأمم المتحدة الاثنين أن أكثر من نصف مليون شخص فروا من أوكرانيا منذ بدأ الغزو الروسي قبل 5 أيام، هرب أكثر من نصفهم إلى بولندا. 

وقال المفوض السامي للاجئين في الامم المتحدة فيليبو غراندي في تغريدة “فر أكثر من 500 ألف لاجئ حتى الآن من أوكرانيا إلى دول مجاورة”. 

ووفق حصيلة سابقة للمفوضة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فر أكثر من 280 ألف شخص من أوكرانيا إلى بولندا وحدها. 

وأفادت المنظمة أن نحو 85 ألف شخص عبروا الحدود إلى المجر وأكثر من 36 ألفا إلى مولدافيا وأكثر من 32500 إلى رومانيا و30 ألفا إلى سلوفاكيا وأكثر من 300 إلى بيلاروس. 

وأرسل الرئيس التنفيذي لمنصة تأجير السكن “إير بي إن بي” (Airbnb)، بريل تشيسكي، رسائل إلى قادة بولندا ورومانيا وألمانيا والمجر يعرض فيها المساعدة لإيواء اللاجئين الأوكرانيين. 

وقال مسؤولون كبار في الاتحاد الأوروبي إن ما لا يقل عن 300 ألف لاجئ أوكراني دخلوا دول الاتحاد المجاورة بعد الغزو الروسي، وقد ترتفع الأرقام إلى ملايين آخرين. 

ونشر تشيسكي تغريدة عبر حسابه على تويتر صباح اليوم: “نحتاج إلى المساعدة لتحقيق هذا الهدف.. نحتاج للمزيد من الأشخاص الذين يمكنهم عرض منازلهم في البلدان الأخرى”. 

وأضاف “نعمل على ايواء ما يصل إلى مائة الف لاجئ ممن فروا من أوكرانيا مجانا.” 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *