الجمعة أم السبت؟.. مركز الفلك الدولي يصدر بيانا جديدا بشأن موعد عيد الفطر ويوضح سبب «اللغط»

بعد حالة من الجدل حول موعد عيد الفطر المبارك، أصدر مركز الفلك الدولي بيانا صحفيا أوضح فيه إلى “لماذا يقول المتخصصون بأن رؤية الهلال يوم الخميس غير ممكنة بالعين المجردة من العالم العربي والإسلامي؟”، لكنه ألمح في الوقت ذاته إلى تباين محتمل بشأن موعد نهاية شهر رمضان بين الدول الإسلامية.

وقال المركز في بيانه الصادر الأربعاء وموقع عليه من قبل 25 متخصصا بعلم الفلك، إنه “لا يخفى على أحد اللغط الحاصل حاليا في الحديث عن رؤية هلال العيد مساء يوم الخميس المقبل 20 إبريل 2023م، ما بين مؤكد بأنه سيرى ويكون العيد يوم الجمعة وآخر يؤكد أن الهلال لن يرى”. 

وأضاف أنه “ليس الهدف من هذا التصريح تحديد اليوم المتوقع لعيد الفطر إذ أنه مرتبط بعوامل متعددة ما بين فقهي وعلمي، إنما غاية هذا التصريح هو بيان بعض الحقائق العلمية المتعلقة بمسألة رؤية الهلال”. 

وتابع بأن وجود الهلال في السماء لمدة قصيرة بعد غروب الشمس لا يكفي للقول بإمكانية رؤيته، بل حتى مدة مكثه وعمره هي عوامل غير كافية للتنبؤ برؤيته، وقد كتب المتخصصون المسلمون وغير المسلمين العديد من الأبحاث حول هذه المسألة، كان من أهمها أبحاث العالم الأمريكي “شيفر” والذي كان يعمل في وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، حيث بيّن في أحد أبحاثه المدعمة بالأرصاد بأنه لا يمكن الاستناد على عمر القمر ومكثه لإعطاء توقع مقبول حول إمكانية رؤية الهلال. 

ولفت إلى أن من أهم العوامل المحددة لإمكانية رؤية الهلال هو بعد القمر عن الشمس بالدرجات، وقد بحث هذه المسألة العديد من العلماء، حيث توصل العالم الفرنسي “دانجون” في ثلاثينيات القرن الماضي، أي قبل حوالي مئة سنة، توصل إلى أن رؤية الهلال غير ممكنة إذا كان بعد القمر عن الشمس أقل من حد معين، وجد بأنه يبلغ ست درجات. ويعتبر هذا الحد، والذي يقبله ويأخذ به كل المختصين عبر العالم، مسلمين وغيرهم، من أهم العوامل للبدء بالنظر بإمكانية رؤية الهلال.

ووفقا للبيان، استمر الباحثون بدراسة مسألة رؤية الهلال وتجميع مزيد من الأرصاد لتنقيح المعايير إلى أن وصلت في زماننا الحالي إلى مستوى عال من الدقة ومطابقة الواقع. ومن هذه المعايير معيار “محمد إلياس” وهو فلكي ماليزي متخصص برؤية الهلال، ومعيار “يالوب” وهو مدير مرصد غرينتش السابق والرئيس السابق للجنة الأزياج الفلكية في الاتحاد الفلكي الدولي، ومعيار “مرصد جنوب أفريقيا الفلكي”، وهو معيار أنتجه اثنان من علماء الفلك في الولايات المتحدة، ومعيار “عودة”، وهو المعيار الأحدث حاليا.

وشدد مركز الفلك الدولي على أن جميع المعايير السابقة، قديمها وحديثها، تبيّن أن رؤية الهلال يوم الخميس غير ممكنة بالعين المجردة من العالم العربي. 

وأوضح أن اللغط يحصل بسبب شهادات برؤية الهلال بالعين المجردة يعلم المختصون أنها خاطئة، بل توجد دراسات كثيرة تبيّن إحصائيات تلك الأخطاء عبر العالم العربي، وفي سنوات سابقة كانت تأتي في أوقات لا وجود للهلال في السماء حينها أصلا. 

وقال المركز إنه “بالنظر لجميع المعايير العلمية المعتبرة للهلال والمنشورة في دوريات محكمة، نود أن ننبه إلى أن رؤية الهلال غير ممكنة بالعين المجردة في العالم العربي أو الإسلامي، وغير ممكنة حتى باستخدام التلسكوب في معظمه، وجلها أقل من حد “دانجون”.

وأضاف أنه بالنسبة للدول التي تكتفي بغروب القمر بعد الشمس حسابيا ولا تشترط رؤية الهلال، أو تكتفي بإمكانية الرؤية من أي مكان في العالم يشترك معها بليل، فيصح تمامًا أن يكون عيد الفطر فيها يوم الجمعة 21 إبريل.

أما بالنسبة للدول التي تشترط الرؤية المحلية (الصحيحة) بالعين المجردة فقط، أو الدول الواقعة في آسيا وتقبل الرؤية المحلية بالتلسكوب، فيفترض أن تكون عدة رمضان فيها 30 يوما وأن يكون عيد الفطر فيها يوم السبت 22 إبريل.

وشدد المركز في ختام بيانه على أن “إعلان بدايات الأشهر الهجرية هي طبعًا من اختصاص الجهات الشرعية في الدول الإسلامية”.

يذكر أن مركز الفلك الدولي قد أشار في وقت سابق إلى أن  رؤية الهلال يوم الخميس غير ممكنة بالعين المجردة في بعض دول العالم العربي والإسلامي. وقال إنه “النسبة للدول التي تشترط الرؤية الصحيحة بالعين المجردة فقط أو تشترط الرؤية المحلية الصحيحة ولو بالتلسكوب، وهذه دول قليلة، فيتوقع أن تكون عدة رمضان فيها 30 يوما وأن يكون عيد الفطر فيها يوم السبت 22 إبريل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *