البرهان خلال اجتماعه مع أبيي أحمد: السودان وأثيوبيا “متّفقان حول كافة قضايا سدّ النهضة” 

أ ف ب 

أكّد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان في ختام اجتماع في الخرطوم مع رئيس الوزراء الأثيوبي أبيي أحمد أنّ البلدين “متوافقان ومتّفقان حول كافة قضايا سدّ النهضة”، المشروع الكهرمائي الضخم الذي بنته أديس أبابا على نهر النيل ويثير توتّرات مع كلّ من الخرطوم والقاهرة. 

وفي أول زيارة له إلى الخرطوم منذ الانقلاب الذي نفّذه البرهان على شركائه المدنيين في السلطة في أكتوبر 2021، عقد رئيس الوزراء الأثيوبي أبيي أحمد سلسلة لقاءات في العاصمة السودانية توّجها بقمّة مع البرهان. 

وهذه أول زيارة لأحمد إلى الخرطوم منذ أغسطس 2020، ونقل بيان رسمي سوداني عن البرهان قوله خلال القمّة إنّ ” السودان وإثيوبيا متوافقان ومتّفقان حول كافة قضايا سدّ النهضة”. 

بالمقابل، نقل البيان عن رئيس الوزراء الاثيوبي تأكيده أنّ “سدّ النهضة لن يسبّب أيّ ضرر على السودان، بل سيعود عليه بالنفع في مجال الكهرباء”. 

ومنذ 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سدّ النهضة وتشغيله، إلا أنّ جولات طويلة من التفاوض بين الدول الثلاث لم تثمر حتى الآن اتفاقاً. 

ورغم أنّ مصر والسودان حضّتا مراراً إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزّان السدّ إلى حين التوصّل لاتّفاق شامل، أعلنت أديس أبابا العام الماضي إنجاز المرحلة الثالثة من ملء خزّان السدّ الذي تبلغ سعته نحو 74 مليار متر مكعب من المياه. 

ويقع سد النهضة على النيل الأزرق في منطقة بني شنقول – قمز الإثيوبية على بعد نحو 30 كلم من الحدود مع السودان. ويبلغ طوله 1,8 كلم وارتفاعه 145 متراً. 

ويلتقي النيل الأزرق الذي ينبع من إثيوبيا النيل الأبيض في الخرطوم ليشكلا معاً نهر النيل الذي يعبر السودان ومصر ويصبّ في البحر المتوسط، وبالنسبة إلى مصر، فإن السد يشكل تهديدا وجوديا، إذ تعتمد على النيل في حوالي 97 من مصادرها المائية. 

من ناحيته يأمل السودان في أن يسهم المشروع في ضبط الفيضانات السنوية، لكن يخشى أن تلحق أضرار بسدوده في غياب اتفاق حول تشغيل سد النهضة. 

من جهتها، تصر أديس أبابا على أن السد لن يؤثر على حصص مصر والسودان من مياه النيل، وتطمح في أن يحقق المشروع تنمية اقتصادية وأن يصبح السد أكبر مصدر للطاقة الكهرومائية في أفريقيا بقدرة إنتاج تبلغ 6500 ميغاواط. 

وفيما يتعلّق بالخلاف الحدودي بين البلدين وتحديدا في منطقة الفشقة، أكّد رئيس مجلس السيادة السوداني أنّ “الوثائق والآليات الفنية والحوار تمثّل المرجعية الأساسية في هذا الشأن”، وفقاً للبيان. 

وبحسب البيان فإنّ أحمد قال إنّ الغرض من زيارته هذه هو “إظهار التضامن مع السودان والوقوف معه في هذه المرحلة المهمّة في مسيرته السياسية”. 

ونقل البيان عن رئيس الوزراء الأثيوبي قوله إنّ الخلاف الحدودي بين البلدين “قضية قديمة يجب الرجوع إلى الوثائق لحلّها”. 

وكان التوتر تصاعد بين البلدين الجارين اثر اندلاع النزاع في إقليم تيجراي بين الحكومة الإثيوبية المركزية وجبهة تحرير شعب تيجراي. 

وأجبر النزاع عشرات الآلاف على عبور الحدود الى السودان طلبا للجوء، وفي نوفمبر الماضي وقعت حكومة أديس أبابا ومتمردو تيجراي اتفاق سلام أنهى عامين من القتال الذي تسبب في مقتل نحو 500 ألف شخص وفق الولايات المتحدة. 

وخلال زيارته الخميس، التقى أبيي ممثلين لائتلاف قوى الحرية والتغيير السودانية، وهو الفصيل المدني الرئيسي الذي أطيح بأعضائه في انقلاب 2021، بحسب بيان عن الائتلاف. 

وقال أبيي، عبر حسابه على موقع تويتر، إن “إثيوبيا تواصل تضامنها مع السودان في العملية السياسية الحالية التي يقودها بنفسه”، مؤكدا على “مبدأ عدم التدخل الإثيوبي”. 

والشهر الماضي وقع العسكريون والفصائل السياسية في السودان اتفاقا لعملية سياسية من مرحلتين لإنهاء الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي تعم البلاد منذ الانقلاب العسكري. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *