أيتام خميس مشيط| تفاصيل اقتحام دار أيتام بالسعودية والاعتداء على الفتيات.. وغضب على مواقع التواصل: بأي ذنب ضُربت؟! (فيديوهات)

كتب – أحمد سلامة
أثارت مقاطع فيديو اقتحام دار الأيتام بـ”خميس مشيط” بالسعودية والاعتداء على الفتيات المقيمات بالدار، غضبًا واسعًا ليس داخل المملكة فحسب ولكن بالمنطقة العربية كلها وبالتأكيد تركت ألمًا لدى كل من شاهدها على مستوى العالم.. الفيديوهات المروعة نقلت مشاهد صادمة لاقتحام دار الأيتام على يد رجال شرطة ورجال في زي مدني، ومطاردتهم للفتيات والاعتداء عليهن بلا قلب ولا خجل ولا وازع من ضمير.عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، تداول الرواد مقاطع الفيديو التي ظهرت تباعًا، مُعلقين عليها بغضب تارة، وتارة أخرى بدهشة من حجم القسوة التي ليس لها ما يبررها مهما كانت الدوافع.

حتى الآن، لم يُعرف رسميًا سبب اقتحام الدار، وإن كانت الآراء قد انقسمت بين من يرون أن فتيات الدار أضربن عن الطعام سعيًا وراء إجبار الإدارة على تحسين ظروفهن المعيشية، في حين أن جانب آخر يرى أن السبب هو أن الفتيات شكون الإدارة جراء تلاعب في الدفاتر وإخفاء قيمة التبرعات التي تُقدم إلى الفتيات وهو ما دفع الإدارة إلى اتهامهن بإثارة الفتنة خاصة وأنهن “شيعيات” -كما ذكرت بعض المصادر- والاستعانة برجال الشرطة للقضاء على “التمرد” الداخلي.

وأيًا ما كان، فإن رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد استنكروا بشدة تلك المشاهد، بصرف النظر عن الأسباب، مُبدين غضبهم من “إهانة كرامة المرأة السعودية” والتي هي في الحقيقة ليست كأي امرأة إذ يضاف إليها في تلك الحالة أنها إلى جانب كونها “إمرأة” فهي أيضًا “يتيمة”.

وعبر وسام #أيتام_خميس_مشيط الذي تصدر مواقع التواصل خلال الساعات الماضية، نشر حساب باسم “رانيا العسال” تدوينة جاء فيها “والله رأيت رجل بالصورة وعشرة نساء، فتيات شيعية يتيمات داخل دار أيتام، ولكن حرائر رفضن الظلم.. لن ينتفض أحد لأجلهن لو كُن في حفلة موسيقية لاعتذر الملك لهن”.بينما كتب حساب باسم “موري” يقول “دخلت قوقل ماب (جوجل مابس) اتأكد هل فعلا المكان في التصوير هو نفسه دار التربية دار الأيتام بخميس مشيط واتضح تطابق كبير في تفاصيل المبنى.. بأي حق يدخل الموظفين للدار النسائي؟ وبأي حق يعتدي رجل الأمن بالضرب على مواطن بغض النظر عن كونه متهما أم لا؟ تساؤولات ننتظر اجابات لها”.أما أحمد الخزان فقد استشهد عبر حسابه بقول رسول الله “من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله، كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وقرن بين إصبعية: السبابة والوسطى”.

فيما كتب “تركي الشلهوب” فتساءل: القصة بدأت لأن عددًا من الفتيات طالبن بحقوقهن، فاتصلت إدارة دار الأيتام بالأمن، فأرسلوا عددًا من أشباه الرجل، جلدوهن وضربوهن، وسحلوهن من شعورهن.. هل أصبح تعذيب النساء موضوع عادي في المملكة؟حساب آخر باسم “أوليفيا” كتب يقول “عشان تعرف إننا في مجتمع كاره للمرأة أدخل على أي تغريدة تندد بالعنف وبتلاقي ردود مثل: لاتستعجل في الحكم، البنات أكيد مسوين مصيبة، تمثيل مدبر، نسويات يستاهلون الضرب، لازم نسمع من الطرفين، واضح التمرد مخطط له لتشويه سمعة رجال الأمن، التصوير جريمة، أنا ضد لكن..”.

وتناولت وسائل إعلام عالمية الواقعة الصادمة حسب وصفهم، إذ نشرت “بي بي سي” مقاطع فيديو للواقعة تحت عنوان “اعتداء أفراد أمن على فتيات في دار أيتام يصدم سعوديين”، فيما تناولت “سي إن إن” ما حدث في الدار تحت عنوان “السعودية وضجة أيتام خميس مشيط.. استشهاد بآيات قرآنية عن الأيتام وتذكير بقوانين المعلوماتية”.

ووجه أمير منطقة عسير في المملكة العربية السعودية، الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، بتشكيل لجنة للوقوف على واقعة انتشار الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر حادثًا داخل دار التربية الاجتماعية بمحافظة خميس مشيط، والتي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.وأوضحت إمارة منطقة عسير أنه تم الإشارة إلى الصور ومقلطع الفيديو المنتشرة، وبناءً عليه وجه أمير منطقة عسير بتشكيل لجنة للتحقيق مع كافة الأطراف وإحالة القضية لجهة الاختصاص.وكانت إمارة عسير السعودية أمرت بالتحقيق في مقطع فيديو يظهر مجموعة من الرجال يعتدون على فتيات في مدينة خميس مشيط، وهو المقطع الذي تم تداوله على نطاق واسع محدثًا حالة من الغضب والتساؤل عن حقيقته وكذلك ملابسات هذه المشاهد.

وقد باشرت النيابة العامة السعودية التحقيق في حادث دار التربية الاجتماعية بمنطقة عسير، حيث تم الاعتداء على دار فتيات للأيتام من قبل رجال الأمن وعدد من المدنيين، مؤكدة حماية المال العام من الجناية والاعتداء وفقا لما أفادت وكالة الأنباء السعودية «واس»، اليوم الأربعاء.وصرح مصدر مسؤول في النيابة العامة، أنه بناء على ما تم رصده من مركز الرصد النيابي من محتويات معلوماتية «مقاطع فيديو» تتضمن حادثة داخل دار التربية الاجتماعية بمحافظة خميس مشيط بمنطقة عسير، فإن النيابة المختصة باشرت في وقت مبكر واقعة إتلاف المال العام في دار التربية الاجتماعية والقضية لا تزال قيد إجراءات التحقيق.

وأضاف المصدر أنه على ضوء انتشار المحتوى المعلوماتي في وسائل التواصل الاجتماعي باشرت نيابة الجرائم المعلوماتية تحقيقاتها في المحتويات المتداولة، مشددا على حرمة إيذاء المقبوض عليه جسديًا أو معنويًّا، وحظر معاملته معاملة مهينة للكرامة، مؤكدًا حماية المال العام من الجناية والاعتداء، وأن النيابة العامة ماضية في مباشرة إجراءاتها القضائية لحماية المجتمع وحفظ المال العام، ودورها العدلي في رعاية الضمانات المقررة للموقوفين.




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *