أميرة فاروق تكتب: بعد ثلاثين يوما من بدايته.. خطايا وضحايا الحظر

 في الوقت الذي أصبح فيه الحظر نجاة.. والمكوث في المنزل حياة…والخروج لغير الضرورة استهتار ولامبالاة،  إلا أن من يدقق النظر في الحظر سيجد أن مميزاته قد تتساوى مع خطاياه وعيوبه، تتعادل مع ضحاياه وهي تلك التي بدأت في الظهور على السطح بعدما طالت مدة الحظر، ووصلت إلى ثلاثين يوما، ولا يعرف أحد على وجه الدقة متى ينتهي وتعود الحياة لطبيعتها.         

وإذا كنا نعلم فوائد الحظر الذي يعد آلية وقائية تحمي صاحبه من الإصابة بالمرض اللعين فإننا سنستعرض في هذا المقال ضحايا الحظر ، وخطاياه التي أصابت معظم المصريين إن لم يكن جميعهم وتتمثل تلك الخطايا، والضحايا في الآتي: 

  – قعدتك في البيت قد طالت فلا عمل ولا راتب وبالتالي ستنفذ  كل مدخراتك.

  – ينفذ كل ما خزنته في ثلاجتك وأدراج مطبخك دون تعويض ما نفذ لقلة المال ومن ثم فإنك تحاول تدريب معدتك علي الاكتفاء بأقل القليل وعلى سبيل المثال لا الحصر فإنك بدلاً من أن تأكل الباذنجان مقليا  فإنك تلجأ لشويه حتي لا تهدر زيت القلي.

   –  تتعلم صناعة الخبز في المنزل حتى يصبح وجباتك الثلاثة إن وجدتهم.

   –   أصبحت لاتشتهي الطعام وتغاضيت طوعاً لا حبا عن كل أنواعه لأنك تحاول أن تقتصد في كل شئ لأقصي حد.

   –  تخشي كثيراً علي سيولتك المالية إن وجدت.

   –  لا تستطيع بيع أي شئ كنت تحتفظ به للزمن فمصوغاتك أصبحت قطع معدنية لا قيمة لها، وحتى الأشياء الثمينة إذا عرضت للبيع بثمن بخس فلن تجازف بشرائها.

   –  حين تسأل المقربون المساعدة، تكون الإجابة الحال من بعضه.

   –  تتوقف إجباريا عن التدخين فتثور ثورتك وتتعافي دون قصد منك.

    – يكتشف المدمنون بعد فوات الأوان أن التخلي عن المخدرات لم يكن بكل هذه الصعوبة ما قبل الكورونا.

    – تنتقل من بيتك لأن إيجاره فوق مقدرتك وتكتفي وأسرتك بشقة من غرفة واحدة.

    – أصبحت ملابسك هي أقيم ما تملكه الآن.

    –  جعلت كورونا الكثيرين يظهرون بمظهر منمق رغم أن جيوبك خاوية .

    – استطاعت الكورونا أن تلغي الرفاهيات في المناسبات مثل الجاتوه والحلويات والهدايا. 

    – أجبرتك الكورونا على قراءة  كل الكتب الجديدة في مكتبتك وتعيد قراءة ما قرأته من قبل مرة ثانية لتكتشف أن الكتب بديل مثالي لكل شئ.

    – أفقدت الكورونا العلاقات الجنسية معناها فلا إطار لأي شئ الآن.

    – جعلت الكورونا الناس يتخلون عن الجدل الحاد في الحوار والمناقشة، فلا مجال الآن لاستعراض القوة لإثبات صحة وجهات نظر أياً منهم.

    – تضطر أن تصارح الصغار الذين لا ذنب لهم أنك لا تملك المال وبذلك تكون حرمتهم الكورونا  من المزيد من البنبون وشوكليت كيندر وأدوات الرسم والصلصال.

    – استطاعت الكورونا أن تعرفك قيمة حيطان منزلك التي تقيك من الموت مؤقتاً.

    – في عصر كورونا أصبحت تسمع خبر وفاة عزيز عليك فلا تستطيع أن تحتضنه أو تودعه.

     – ومن خطايا الكورونا التي أصابت القيم المجتمعية أن يلجأ إليك مصابا لطلب المساعدة فتخشي أن تفتح له بابك.

     – أصبحت تشم رائحة الموت ولا تبالي.

     – توقف الإعلاميون عن تسليتك بعدما أصبحت بلا عائد فلا مشاهدات ولا إعلانات جديدة.

     – تتوقف عن التدريس لأولادك فلست بحاجة إلى مزيد من التوبيخ و الشدة. وفقط تحتضنهم حتي تطمئن قليلاً ولكن دون جدوي.

     – تملّ من انتظار الموت فتتمني أن يقع البلاء حتى لا تنتظره.

    – تتنفس الهواء الثقيل، تنظر للسماء المحتجبة، لا براح ، لا ضحكات، لا سعادة ولا تجد حتي من تثور ضده.

 أجد نفسي بعد كل ذلك يتبادر إلى ذهني سؤال مُلح، وهو ما الفائدة من إقحامي في هذة اللعبة السخيفة المسماه حياة ؟ ومن المستفيد من كل ما يحدث؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *