أزمة حديقة الأسماك.. الآثار تعترف بمناقشة شطب نصف فدان من الحديقة لصالح مستثمر وتحرك برلماني عاجل (تفاصيل)

مصطفى وزيري: اختيار مساحة نصف فدان لتحويله إلى منطقة انتظار للسيارات.. وأحد المستثمرين سيقوم بعملية تطوير كاملة للحديقة

سميرة الجزار: لماذا نشعر أن هناك من يحاول طمس هويتنا وتاريخنا وآثارنا.. وأطالب بمراجعة كل أعمال اللجنة الدائمة للآثار

النائبة: هدفي إلغاء قرار اللجنة وإعادة الحديقة لتعداد الآثار.. معول الهدم سهل وسريع لتراثنا وحدائقنا وتاريخنا وقصورنا.. لماذا؟

محمد أبو الغار: شطب الحديقة كارثة ومصر ليست دبي ولن تكون.. لماذا نهدر الجمال ونضيع تاريخنا وآثارنا لإقامة كافيهات ومولات؟

كتب- عبد الرحمن بدر

أثارت أزمة اقتطاع جزء من حديقة الأسماك، وأنباء شطبها من الآثار العديد من ردود الفعل، وأكدت وزارة الآثار أن لجنة فنية ناقشت شطب مساحة صغيرة من الحديقة لا يوجد بها أي مباني مسجلة، وأعلنت شخصيات عامة، رفضها لأي تخريب أو شطب للحديقة من الآثار.

بدوره قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنه تم اختيار مساحة نصف فدان من حديقة جبلاية الأسماك البالغ مساحتها تسعة أفدنة ونصف الفدان وتحويله إلى منطقة انتظار للسيارات، تخص زوار الحديقة.

وتابع وزيري أن المخطط لحديقة الأسماك هو عملية تطوير شاملة لكافة عناصرها، وإعادة الرونق الكامل مرة أخرى لها، وإعادة الجبلاية مرة أخرى لوظيفتها الأساسية وهي عرض نوادر الأسماك كما كانت.

وأشار وزيري إلى أن اللجنة الدائمة وافقت على استغلال مساحة نصف فدان من مساحة الحديقة كي يتم استخدامها كمنطقة انتظار سيارات، وذلك لأن أحد المستثمرين سيقوم بعملية تطوير كاملة للحديقة، وعمل كافيتريات ومطاعم، وهو ما سيجعل الزيارة لها في تزايد.

وأشار إلى أنه يجب توفير مكان لانتظار سيارات الزوار، وأتوبيسات الرحلات، وغيرها من وسائل النقل المختلفة والتي ستكون ضرورة للحديقة بعد التطوير، وقد تم توفير هذا المكان، وهو خالي من الأشجار، وكل ما يخص الأثر على حد قوله.

بدورها قالت وزارة السياحة والآثار، إنه ردا على ماتم تداوله بشأن شطب حديقة الأسماك من عداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، يؤكد المجلس الأعلى للآثار على أنه لم ولن يقوم بشطب أي أثر من عداد الآثار المصرية القديمة أو الإسلامية أو القبطية أو اليهودية، موضحا أن مهمة المجلس، وفقا لقانون حماية الآثار وتعديلاته، هو الحماية والحفاظ على الآثار المصرية الفريدة التي هي ملكا للبشرية.

وتابعت الوزارة في بيان لها: لذا لزم التنويه على أن ماتم عرضه على اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية هو مناقشة شطب مساحة صغيرة فقط من حديقة الأسماك لا يوجد بها أي مباني مسجلة في عداد الآثار، حيث أن اللجنة الدائمة هي اللجنة المعنية بهذا الشأن وفقا للقانون.

وذكر المجلس الأعلى للآثارأن موضوع دراسة شطب المساحة تم عرضه باللجان الفنية ولم يتم عرضه على مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار، وهو الجهة المعنية باتخاذ قرارات تسجيل أو شطب الآثار وفقا لقانون الاثار، وأن المجلس الأعلى للآثار لن يسمح بأي نشاط يضر بالبيئة الأثرية بالحديقة وبكافة المواقع المسجلة على مستوى الجمهورية.

وتابع: كما تجدر الإشارة إلى أنه تقرر، ولأول مرة، خلال إجتماع المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية في جلسته الأخيرة الأسبوع الماضي برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء، عرض كافة مقترحات أعمال تطوير الحدائق التراثية أو ذات الطابع المعماري المميز أو التاريخية أو الأثرية على مستوى الجمهورية، على المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية، قبل تنفيذ أي أعمال تطوير، حتى بعد موافقات كافة الجهات المعنية بالدولة، نظرًا لأهمية هذه الحدائق ولضمان الحفاظ على هذا الكنز الفريد على مستوى الجمهورية.

واختتم البيان: كذلك لضمان الحفاظ على طبيعتها التراثية والتاريخية أو الأثرية والتأكد على عدم السماح بأي تهديد لهذه الحدائق أو عدم احترام مقترحات التطوير لبيئتها التراثية أو الأثرية لما تمثله من فترات مهمة من ذاكرة وتاريخ مصر.

بدوره قال المفكر الدكتور محمد أبو الغار، إن شطب حديقة الأسماك من الآثار كارثة وستبقي وصمة لوزير الآثار وقطاع الآثار.

وتابع: ستمحي هذه الكارثة أي أعمال قام به الوزير ولجانه وسوف يسجل التاريخ والناس هذا الموقف المؤسف، وهناك مصريين محترمين من أعضاء اللجنة الذين رفضوا ذلك في مواجهة رجال الوزير باعتبار أن الحديقة بناء متجانس ومتكامل، نظرا لما تحتويه من عناصر ذخرفية ومعمارية نادرة وهذا هو رأي المعماريين المتخصصين، وإن ترك جبلاية دون حديقة يعني فضيحة.

وأضاف أبو الغار: تضم الحديقة مجموعة من النباتات والاشجار النادرة ومجموعة شديدة الندرة من اشجار  الزينة ومجموعة من النباتات المائية والحديقة انشأت عام ١٨٧٠.

واختتم: ايتساءل معي جموع الشعب المصري لمذا نهدر الجمال وندمر مصدر الأكسوجين، ونضيع تاريخنا وآثارنا لاقامة كافيهات ومولات، ولمذا لا يقول المسؤولين والفنيين رأيهم بأمانة ما يحدث عيب وأخيرا مصر ليست دبي ولن تكون بتاريخها والحضارات المختلفة التي نمت على أرضها، أن هذه الأشياء التي نهدمها بايدينا هي التي تعطي مصر قيمة ووزن في العالم فحافظوا عليها.

وأعلنت النائبة سميرة الجزار، عضو لجنة الخطة والموازنة ولجنة الطاقة والبيئة بالبرلمان، عن تقدمها بطلب استجواب بشأن: حقيقة الأخبار المتداولة عن شطب جبلاية (حديقة) الأسماك بحي الزمالك التى أنشئها الخديوي إسماعيل عام 1868من تعداد الآثار، والاكتفاء بتسجيل الجبلاية والأكشاك الثلاثة والإدعاء بأنها هى التي ترجع إلى عصر الإنشاء فقط.

وقالت النائبة، إنه أثارت تصريحات أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية المبررة لعملية شطب أجزاء من حديقة الأسماك الأثرية من تعداد الأثار غضب عارم للرأى العام، وسكان الزمالك وأساتذة الآثار المصرية بصفة خاصة مثل الدكتورة مونيكا حنا والدكتور أحمد صالح خبير الآثار وغيرهم.

وأضافت سميرة الجزار: لذلك أوجه إستجوابي لوزير السياحة والآثار الدكتور خالد العنانى على وجه الاستعجال لاستبيان حقيقة ما حدث وما يحدث لتراثنا وتاريخنا وحدائقنا الأثرية فى المذكرة الملحقة وطبقا لشروط المادة 217 من اللائحة.

وقالت النائبة إن المذكرة المقدمة تشرح بالأمور المستجوب عنها والوقائع والنقاط الرئيسية للإستجواب والأسباب والأسانيد التى أستند عليها من بعد تصريحات رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بشطب جزء من حديقة الأسماك من تعداد الآثار الإسلامية والقبطية، مما أثار الغضب  فى الرأى العام لأسباب تستوجب تقديم إستجواب على وجه عاجل لتلافى ما لايمكن تعويضه من قيمة تاريخية.

وتوجهت النائبة بعدة أسئلة للوزير، وهي: لماذا اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار قامت بشطب أجزاء من حديقة الأسماك من تعداد الأثار بعد أن  قامت نفس اللجنة بتسجيل كامل الحديقة ضمن تعداد الآثار في وقت سابق؟ مما أثار الريبة والشك في اللجنة وقرارها ومما يعد مخالفة تستوجب الاستجواب؟  

– هل يعقل أن الحديقة المحيطة بالجبلاية التى أنشأت عام 1868 وتضم أشجار ونباتات أثرية نادرة تخرج من تعداد الآثار؟

– هل هذه اللجنة هى التى سمحت وأصدرت تصاريح بهدم آثار لها قيمتها التاريخية وكانت السبب فى تدمير مواقع ذات قيمة كبيرة مثل طابية أسوان التي تم هدمها، وقصر أندراوس باشا بالأقصر!؟

– ماهى حيثيات عملية الشطب، وتحديد الأسباب التي تم على أساسها شطب الأثر؟

– لماذا معول الهدم سهل وسريع لتراثنا وحدائقنا وتاريخنا وقصورنا؟

– لماذا نشعر أن هناك من يريد ويحاول أن يطمس هوياتنا وتاريخنا وآثارنا؟

– ما هى الضرورة الملحة التى تضحى بها اللجنة بجزء من حديقة عريقة بها أشجار نادرة وثروة نباتية وبرك مائية تاريخية لا تقدر بثمن؟

 – هل يعقل فى نفس الوقت الذى تقوم به القيادة السياسية بإحياء القاهرة الخديوية بمبانيها وتراثها  تقوم اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار بإخراج حديقة أثرية تاريخية بناها الخديوى إسماعيل من تعداد الآثار وتعريضها للخطر والهدم بهدف التطوير أو عمل جراج؟

– أطالب بمراجعة كل أعمال اللجنة الدائمة للآثار ومراجعة قراراتها ومحاسباتها عن تضارب عملها وكيف أنها أدرجت حديقة الأسماك من تعداد الآثار وتغيير هذا القرار بعد فترة بإخراج معظم الحديقة من تعداد الآثار!!!؟ 

– من أمر بإعادة تسجيل بعض المواقع الأثرية في تعداد الأثار الإسلامية والقبطية؟

– ما هى الضرورة الملحة لشطب الآثار فى مصر الآن؟ ولماذا؟

– لماذا اللجنة الدائمة هي صاحبة قرارها فيما يخص آثار مصر؟

وقالت سميرة الجزار إن هدف الاستجواب هو إلغاء قرار اللجنة وإعادة جبلاية (حديقة) الأسماك إلى تعداد الآثار بأكملها وبحديقتها الآثرية التاريخية كما كانت، وعدم إخراج أى أثر من تعداد الآثار إلا بعد تقديم حيثيات عملية الشطب، وتحديد الأسباب التي تم على أساسها شطب الأثر.

واختتمت النائبة: على الوزير أن يصرح بإن الحديقة بأكملها ضمن إعتداد الآثار ليطمئن المواطنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *