أحمد فوزي يكتب: على هامش حوار الاستاذ أحمد طنطاوى

آراء الناس فى حوار الاستاذ أحمد طنطاوي مع الاعلامية رشا قنديل على قناة بي بي سي أمس الأحد، وفى شخصية أحمد كاشفة عن التصحر الذي وصل له المجال العام، و بؤس الحياة السياسية فى مصر، والدوران فى نفس المكان “اللي كان بيجمعنا سوا” على رأى الفنان عمرو دياب.

من ناحية هناك بعض الاشخاص رأيهم غريب جدآ و عجيب جدآ ، يتمثل فى أن أحمد يشارك في تمثيلية و وأن هناك اعداد له للعب دور “مش عارف ايه” ، وهذا سيناريو الحقيقة معرفش من يتبناه ويروج له ، عايش معانا و لا هو فين و لا واصل لمرحلة ايه ، و هل السلطة فى مصر محتاجة مثلآ او عندها رغبة او تتعامل مع السياسة انها حاجة مهمة فى الأصل علشان تستدعى حد زى أحمد و لحد أمتى الناس حتعيش على سيناريوهات بائسة ، بتاعة مش عارف مين بيتخانق مع مين فبيطلع مين ، وأي كلام لا يصلح من سياسيين، لكنه يصلح لناس بتحب و مصدقة ان فيه حاجة اسمها بروتكولات حكماء صهيون، و ان الكورونا كانت وهم.

الناحية الثانية إعلام مؤيد لسلطة أو قريب منها ، نازلين فى الراجل شتيمة و كلام ردح لا يليق ، و معرفش امتى الناس دى حتفهم أن الازمة مش فى المعارضة ، و أن استخدام اللغة دى و الخطاب ده ، بيقفل اى مجال ان يكون هناك منطق عاقل ، أو شراكة فى حل الازمات اللي عايشين فيها ، و ان حبس ناس عاقلة و كانت تملك خطاب رشيد ، وشرشحة ناس تانية ، ده بيخلى المعارضة اللي الناس بتسمعها معارضة نميمة وحكايات فارغة ، و الناس بتسمع كلام تافه من إعلام الناحية التانية زى بتاع محمد ناصر و عيل شعره كنيش كده و بيقول أي كلام فارغ، وزي المقاول اللي طلع لبس ناس حبس تلات اربع سنين ، فى مقابل ان كلام ناس زى طنطاوى و غيره اعقل و يعمل جدل و يقدم حلول ، و مفيد للسلطة دى اكتر من المعارضة.

ناحية ثالثة فى اهتمام مبالغ به بالكلام اللي كان حيقوله أحمد ، و ده دليل أن الناس مش لاقية حد بيتكلم فى السياسة اصلآ ، و أن بالطبع فيه ازمة للناس اللي بتمارس سياسة جوه مصر ، لان المناخ صعب ، و بره توصيف البعض للأمور انها مجرد امتلاك الشجاعة او السردية البائسة بتاعة الجدع جدع و الجبان جبان ، اللي اتربى عليها أجيال ، و وكأن السياسة محتاجة شوية جدعنة و خلاص و الحقيقة مش بس كده ، هو الحقيقة انه بالطبع رغم تصحر المجال العام ، الا ان خطاب القوى الديمقراطية الموجودة خارج السجن بائس والناس غير مهتمة به.

الناحية الرابعة، المبالغة فى تقدير أحمد طنطاوى ، وصدور بعض الجمل ، من نوعية السياسى الأوحد ، و الأمل المنتظر ، والمرشح المثالى ، و ده مبالغة شديدة، بالنسبة لشاب عنده فى خطابه ايجابيات وفيه مشاكل برضك ، واحيانا يقول كلام عام ، بس التصحر بيخلى الناس تمسك فى أي حاجة ، كلام عام زى اللي كان بيقولوا البرادعى فى فترة أو غيره بتاع و كأن ثورة لم تقم و فى أي عالم نعيش ، و ده كلام لا يحكم على اداء السياسي ، فضلًا عنه من الأصل مفيش مخلص، محدش حيخلص الناس من أي حاجة بدون مشروع سياسيى عاقل ، يدرك معطيات الوضع اللي احنا فيه ، و ان طرح سيناريوهات للتغيير او الشراكة فى اصلاح الاوضاع ، مبنية على تصورات عن سيناريوهات تغيير ، تعتمد نفس أساليب تجارب سابقة، سيكون مآلها الفشل لانها مش صالحة للوضع الراهن ، و مش مقدرة خطورة الوضع ، و متعرفش غير اكليشهات محفوظة .

تقديرى انا احمد شاب نابه و عجبنى امبارح ، رأيه فى طرح خلافه مع الكرامة بعقلانية ، “اه اختلفت و مشيت و بحترم الناس”، و ده فى عقلانية شديدة ، و ده اللي الناس ممكن تتعود عليه ، بالطبع فيه أمور كثير لم تعجبنى فى الحوار و أيضا فى خطابه تاريخيا.

الملخص ، أن جيل أحمد و هيثم الحريرى وغيرهم ، و زياد العليمى اللي فى السجن ، وحسام مؤنس اللي طلع ،،و ناس مبطلة سياسة ، يجب انها تاخد مساحة لقيادة العمل السياسيى فى مصر تعرض خطاباتها المختلفة على الناس و على الناس تختار بينها ، أنا مثلا عندى ملاحظات على خطاب أحمد نفسه وشايفه محافظ جدآ و لم يعجبنى رأيه فى أطراف سياسية قررت خوض الحوار و أنه وصفهم توصيف سيئ ، لكن مع حقه الكامل فى طرح أفكاره و عرضها على الناس ، فى أجواء معقولة و إعلام شبه حر و مناخ شبه عاقل، و مع اعتراف كافة الاطراف بالازمة دون تهويل أو تهوين ، و حوار جاد و موضوعى و حقيقى الهدف منه أن البلد دى تتعافى من أزمتها و أول حل لتتعافى مكافحة تصحر المجال العام و رد الاعتبار له .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *