أبو الغار ينتقد محاولات إزالة جزء من حديقة الأسماك: برج مخالف سبب المشكلة.. وما حدث للقاهرة الخضراء كارثة يجب وقفها

أبو الغار: نهدم بيوت الفقراء ونترك البرج المخالف.. الافضل ازالته بدلا من بيعه لمستثمر وتدمير حي بكامله

الكاتب: معظم سكان المدن لا يملكون سيارات ويجب أن يراعى بتخطيط المدن حقوق المشاة

وعن المونوريل: وسيلة يمكن استخدامها داخل المدن المزدحمة.. أما في الصحراء والأماكن الواسعة لا دور له لارتفاع تكلفته

كتب: عبد الرحمن بدر

قال الدكتور محمد أبو الغار، الطبيب والكاتب والسياسي، إن إزالة جزء من حديقة الأسماك ليس قرارا مصيريا يجب أن تنفذه الدولة للمصلحة العامة، وإنما هو قرار لحل مشكلة خلقها الفساد والتسيب منذ عدة عقود ببناء هذا البرج المخالف.

وتابع في مقال بـ(المصري اليوم) بعنوان: (تخطيط المدن والحفاظ على التراث والبعد الاجتماعي): الحكومة تقوم بهدم المباني المخالفة في مناطق كثيرة، للمنفعة العامة، وهى محقة في ذلك فى كثير من الأحيان. الحل الوحيد المنطقى ليس بيع هذا البرج لمستثمر ثم تدمير حى بالكامل. الحل الذى سوف يعيد الأمور إلى نصابها هو هدم هذا البرج حتى يعرف كل من يخالف أن مبناه سوف يزال، وساعتها سوف تنصلح الأمور، أما أن نكيل بمكيالين فنهدم مبانى الفقراء المخالفة بسبب توسيع طريق ونترك مبنى سوف يدمر جزءا مهما من القاهرة، فهو أمر محير.

وأضاف أبو الغار: تجرى الآن إصلاحات مهمة فى البنية التحتية فى مصر، منها إنشاء طرق جديدة وتوسيع وتحسين طرق قديمة، وكل ذلك مهم بالنسبة للمستقبل ولكن تحديث المدن القديمة يحتاج لخطة شاملة مدروسة وليس بناء قطعة قطعة دون تخطيط شامل ورؤية شاملة. هذه الخطة يمكن تنفيذها حسب القدرة المالية والفنية لأن إنشاء كبارى فى كل اتجاه قد تنتج عنه مشاكل تضطر الدولة فى المستقبل إلى إزالة بعضها. هذه الخطة يجب أن تشمل مراعاة حماية الأماكن الأثرية.

وقال أبو الغار إن بناء الكبارى داخل المدن أمر غير مألوف فى العالم، فالمدن القديمة الكبيرة مثل لندن وباريس وروما وأمستردام وغيرها يتم بناء طرق وكبارى دائرية حولها لتخفيف الزحام فى الطرق الداخلية مع التوسع فى إنشاء وسائل النقل تحت الأرض. المونوريل وسيلة يمكن استخدامها داخل المدن المزدحمة لأنها لا تحتاج إلى مساحة من الأرض ولا حرم حول خط سيرها، ولكن يعيبها أن حمولتها محدودة وبسيطة فى المدن كثيفة السكان المزدحمة، ثم إنها طريقة باهظة التكاليف، ولكنها شر لابد منه فى بعض المدن شديدة الازدحام، مضيفا: أما فى الصحراء وفى الأماكن الواسعة لا يوجد دور للمونوريل لارتفاع تكلفته ووجود مساحة فى الخلاء تكفى لتسيير قطارات ومترو يحمل أعدادا كبيرة من السكان وتكلفته أقل بكثير.

وأكد أن معظم سكان المدن، خاصة فى البلاد الفقيرة، لا يملكون سيارات، ولذا يجب أن يراعى فى تخطيط المدن وعند تعديل المسارات حقوق المشاة فى السير على رصيف واسع وأماكن تسمح بعبور الطريق بسهولة وأمان، ولذا لا يوجد شىء اسمه طريق سريع أرضى داخل مدينة مزدحمة.

 وتابع: ولابد من مراعاة أهمية وسائل المواصلات العامة، خاصة مترو الأنفاق فى المدن المزدحمة، وكذلك وسائل المواصلات العامة المحترمة. القاهرة الآن بها وسيلة مواصلات واحدة جيدة، وهى مترو الأنفاق. وفى المناطق التى لا يغطيها المترو لا توجد وسائل مواصلات عامة محترمة للمواطن.

وقال أبو الغار إنه عند التفكير فى التخطيط كان أول شىء هو إزالة أشجار وإلغاء حدائق، والعكس هو الذى يجب أن يحدث، أى إنشاء حدائق وزرع أشجار. ما حدث للقاهرة الخضراء كارثة يجب أن تتوقف، وأن نعيد زراعة ما دمرناه بأيدينا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *