منى مينا تكتب عن (منع المؤتمر الصحفي لنقابة الأطباء): وضع الأطباء بين المطرقة والسندان

منى مينا: منع نقيب الأطباء وأعضاء المجلس وعدم السماح لهم بالدخول قبل الإطمئنان على تأجيل المؤتمر

“كتم ” المشاكل لا يحلها ولكن -للأسف- يفاقمها لدرجات تهدد أمن وسلامة جميع افراد الفريق الطبي وسلامة جميع المواطنين

وفيات الأطباء 95 شهيدا بنسبة 3.5% من وفيات المصريين والنسبة تتراوح بين 0.5% في انجلنرا و1.3% في إيطاليا

كتب – عبد الرحمن بدر

 قالت الدكتورة منى مينا، وكيلة نقابة الأطباء السابقة، إنه لاحظ الكثير من الأطباء المشهد العجيب الخاص بمنع أعضاء مجلس نقابة ونقيب الأطباء من دخول نقابة الأطباء اليوم صباحا، تحت حجج واهية، في واقعة غير مبررة إطلاقا هي الأولى في تاريخ العمل النقابي، وذلك لمنع المؤتمر الصحفي الذي كان مقررا عقده الساعة 12.30 ظهرا بدار الحكمة مستخدما تقنية البث المباشر، وبالفعل لم يسمح للنقيب ولا أعضاء المجلس بالدخول إلا بعد الاطمئنان على تأجيل المؤتمر الصحفي .

وأضافت اليوم السبت في مقال على صفحتها بعنوان “منع المؤتمر الصحفي.. ووضع الأطباء بين المطرقة والسندان”: “إني إذ أدين وبشدة هذه التصرفات التي تمنع الأطباء في عز أزمة تفشي وباء كورونا من مناقشة مشاكلهم الخطيرة، والمطالبة بحلول ناجعة لها لصالحهم ولصالح كل الوطن، وأذكر الجميع أن “كتم ” المشاكل لا يحلها ، ولكن -للأسف- يفاقمها لدرجات تهدد أمن وسلامة جميع افراد الفريق الطبي وسلامة جميع المواطنين ، وهذا الموقف السئ الأخير لن ينسينا “.

وتابعت منى مينا: “أعضاء الفرق الطبية تتعرض لكارثة، حيث بلغت وفيات الأطباء وحدهم أكثرحوالي 95 شهيدا بنسبة 3.5% من إجمالي وفيات المصريين، في حين أن وفيات الفريق الطبي في دول أخرى تترواح ما بين 0.5% في انجلنرا و1.3% في إيطاليا، بما معناه مشكلة شديدة في توافر وكفاءة الواقيات وكل نظم مكافحة العدوى في المستشفيات، بالرغم من كل مخاطبات ومطالبات النقابة المتعددة” .

وقالت إن هناك انفلات متزايد في نسب الاصابات والوفيات، حيت تضاعفت نسب وفيات الأطباء في العشرين يوما الأخبرة .

وأضافت: “لم تتم الاستجابة لمطالب بسيطة وهامة جدا في هذه الفترة الحرجة، مثل توفير حماية شرطية للمستشفيات وإصدار تشريع بتشديد عقوبة الاعتداء على الأطقم الطبية، رغم أن هذه المطالب لا تكلف أي أعباء مالية، وهي مطالب أساسية لمنع الفوضى والمزيد من تفشي العدوى في المستشفيات، وتساقط الأطقم الطبية لتخلو منهم المستشفيات نتيجة الإصابة والوفاة وليس نتيجة التقاعس” .

وأكدت أن مطالبة النقابة بمعاملة شهداء الأطباء والفرق الطبية معاملة شهداء الجيش والشرطة من حيث التكريم الأدبي والتعويض المادي، وهي مطالب لم تنفذ حتى الآن، رغم الكتير من التصريحات الجميلة التي مازالت تننتظر ونحتج وضعها على أرض التفيذ بقرارات تنفيذية فورية.

وتابعت منى مينا: “زاد الوضع سوءا التصريحات الأخيرة للسيد رئيس الوزراء، والتي تلقي اللوم فيما يخص وفيات أهلنا مصابي كورونا على غياب الأطباء وتقاعسهم، ليتم تحميل الأطباء وزر الوفيات اليومية المتصاعدة، خصوصا مع فك الاجراءات الإحترازية أثناء تصاعد معدلات الإصابة والنتيجة المتوقعة هي المزيد من الاعتداءات، والمزيد من الإصابات والوفيات وسط الفريق الطبي، والمزيد من إستفحال المشلكة”.

وقالت منى مينا: “سط كل هذا مازال حوالي 7000 طبيب شاب حديث التخرج ينتظرون قليلا من المرونة من وزارة الصحة، ليتم التوافق على حل مشكلتهم عن حد أدنى مقبول لهم، ليتمكنوا من الانضمام للعمل في وزارة الصحة، لعلهم بعد تدريب وتأهيل جيد وسريع يساعدونا في تغير الوضع الكارثي الذي ننحدر له بسرعة” .

وأضافت: “أيضا نجد أن من يحاول أن ينتقد أو يناقش المشكلة، يتعرض لتهديدات ومضايقات أمنية، تصل لإلقاء القبض عليه، كما أوضحت مخاطبة سابقة موجهة من النقابة للنائب العام، وصل الأمر لإلقاء القبض أول أمس على أحد أعضاء مجلس النقابة” .

وتابعت: “لكل ذلك .. أذكر الجميع ..ما زلنا نحتاج،-بالإضافة لاعتذار رئيس الوزراء عن التصريحات المحرضة على الأطباء -مازلنا نحتاج لتوفير واقيات مطابفة للمواصفات، وتوفير نظام يكفل الالتزام بإجراءات مكافحة العدوى، وتوفير تأمين شرطي للمستشفيات، وسرعة اصدار قانون لتشديد العقوبة، وإصدار قرارات تنفيذية لتكريم و تعويض شهداء الفرق الطبية، وحل مشكلة أطباء التكليف، مع سرعة الإفراج عن الزملاء تحت الاحتجاز بسبب مطالبتهم باساسيات لحماية أرواحهم وأرواح زملائهم”.

واختتمت منى مينا: “كما أذكر أهالينا بضرورة مراعاة أقصى درجات الإلتزام بالاجراءات الاحترازية، فنحن ما زلنا في قمة تفشي الجائحة، وأذكر أطباءنا الأبطال بأننا ملتزمون دائما بأداء دورنا البطولي في حماية أهلنا من الوباء القاتل ،حمى الله مصر وأطباء مصر شعب مصر من كل سوء”.

يذكر أن نقابة الأطباء أعلنت اليوم السبت، عن تأجيل عقد المؤتمر الصحفي بالنقابة لأسباب تقنية لحين إشعار آخر.

 كان الدكتور أحمد بكر، أمين عام نقابة أطباء القاهرة، قال لـ”درب” إن قوات الأمن سمحت اليوم الاثنين، بدخول أعضاء بمجلس نقابة الأطباء إلى دار الحكمة لعقد مؤتمر صحفي بالنقابة بعد منعهم في البداية.

يذكر أن النقابة دعت في وقت سابق إلى عقد مؤتمر صحفي اليوم، بتقنية اللايف (عن بعد)، لعرض رؤية النقابة بخصوص، تضحيات الأطباء وبطولاتهم فى مواجهة الوباء، وأزمة تكليف الأطباء الجدد، ومعايير الامتحان الموحد لمزاولة مهنة الطب.

يشار إلى أن نقابة الأطباء نشرت قائمة شرف بأسماء 93 طبيبا رحلوا بفيروس كورونا منذ بداية الوباء، وقالت النقابة في بيان لها، إن فيروس كورونا مازال يحصد أرواح جنود الصف الأول فى المعركة وهم الأطباء.

وأضافت: “وصلت القائمة حتى كتابة هذه السطور إلى ٩٣ شهيدا وهناك أسماء أخرى جاري التأكد من بياناتها سيتم إضافتها للقائمة، بالإضافة إلى ٩٥٠ مصاب أثناء العمل وهم عدد الأطباء الذين تقدموا للحصول على دعم النقابة حتى الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *