العفو الدولية تُشيد بتوجيه الاتهام لخمسة أفراد من “أمن الدولة” اللبناني: عذبوا لاجئا سوريًا وتوفي خلال احتجازه
كتب – أحمد سلامة
أشادت منظمة العفو الدولية بتوجيه قرارًا اتهاميًا بحق خمسة أفراد من جهاز أمن الدولة بشأن تعذيب لاجئ سوري يُدعى بشار عبدالسعود والذي توفي خلال احتجازه.
وقال آية مجذوب، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، تعقيبًا على الأنباء التي تفيد بأن القاضية نجاة أبو شقرا قد وجهت قرارًا اتهاميًا بحق خمسة أفراد من أمن الدولة بتهم تعذيب في قضية اللاجئ السوري بشار عبد السعود، “إنَّ اتخاذ لبنان خطوة نحو تنفيذ قانون مناهضة التعذيب أخيرًا هو تطور مشجع يمنح بصيص أمل لعائلة بشار عبد السعود وغيره من الضحايا. على مدى سنوات، ظلت ممارسات التعذيب المنهجية وغيره من ضروب المعاملة السيئة والانتهاكات في مراكز الاحتجاز بمنأى عن العقاب”.
وأضافت “نناشد السلطات اللبنانية الآن بنقل هذه القضية من المحاكم العسكرية التي لا تتلاءم مع معايير المحاكمة العادلة إلى القضاء الجزائي العادي، بما يتماشى مع القانون اللبناني والمعايير القانونية الدولية التي تؤكد على أن المحاكمات المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان يجب أن تتم في المحاكم الجزائية العادية لضمان تحقيق العدالة”.
وتابعت “لا تزال عشرات الشكاوى التي تستند إلى قانون مناهضة التعذيب من دون تحقيق، بما في ذلك قضية الممثل اللبناني زياد عيتاني، الذي تعرض للتعذيب على أيدي عناصر من أمن الدولة في عام 2017. نطالب السلطة القضائية بالمثابرة في طريقها نحو تحقيق العدالة، والتحرّك في مثل هذه القضايا بسرعة لمنع حدوث انتهاكات مماثلة في المستقبل”.
وأشارت المنظمة إلى أنه حسب القرار الاتهامي الصادر عن القضاء، عذّب عناصر من المديرية العامة لأمن الدولة، أحد أجهزة الأمن اللبنانية، بشار عبد السعود، 30 عامًا، بعد اعتقاله في 30 أغسطس، ما أدّى إلى وفاته متأثرًا بجراحه في اليوم التالي.
وفي 2 سبتمبر، قبضت النيابة العامة العسكرية على خمسة ضبّاط وعناصر في أمن الدولة قبل إحالتهم إلى قاضية التحقيق العسكري نجاة أبو شقرا، وفي 29 نوفمبر، وجهت أبو شقرا تهمة التعذيب إلى عناصر أمن الدولة الخمسة بموجب قانون مناهضة التعذيب لعام 2017. ونُشر القرار في 4 ديسمبر الجاري.
وفي مارس 2021، أصدرت المنظمة تقريرًا يوثق مجموعة من الانتهاكات، بما في ذلك التعذيب، ضد 26 لاجئًا سوريًا، من بينهم أربعة أطفال، جرى احتجازهم بتهم تتعلق بالإرهاب بين عاميْ 2014 و2021.