سوريا تشتعل.. الجيش يسقط طائرة تركية ويغلق المجال الجوي وأردوغان يتوعد مواقع النظام بحرب شاملة
أسقطت وحدات الدفاع الجوي السورية، الأحد، طائرة مسيرة “درون” تابعة لتركيا فوق منطقة سراقب بريف إدلب الجنوبي، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية.
ونفت وكالة الأنباء السورية في تقريرها “ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن إسقاط طائرة حربية سورية وأن ما تم إسقاطه هو طائرة مسيرة تركية دخلت الأجواء السورية”، لافتة إلى “تواصل وحدات الجيش العربي السوري عملياتها العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية المدعومة بإسناد ناري من قبل قوات النظام التركي على محور كفرعويد بريف إدلب الجنوبي ومحور سراقب بريف إدلب الجنوبي الشرقي”.
وقالت وسائل إعلام رسمية سورية يوم الأحد إن الجيش السوري أعلن إغلاق المجال الجوي في شمال غرب البلاد أمام الطائرات والطائرات المسيرة.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر عسكري قوله ”سيتم التعامل مع أي طيران يخترق مجالنا الجوي على أنه طيران معادٍ يجب إسقاطه“.
وتجمع مسلحون مدعومون من تركيا قرب حطام طائرة مسيرة، ظنا منهم أنه لمقاتلة سورية من طراز “سو 23”.
ونفت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” إسقاط طائرة حربية سورية اليوم الأحد، مؤكدة أن ما تم إسقاطه هو طائرة مسيرة تركية دخلت الأجواء السورية.
وعلى صعيد متصل، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الأحد، أن عملية “درع الربيع”، ضد قوات النظام السوري في محافظة إدلب، بدأت عقب الاعتداء على القوات التركية 27 فبراير، وفقا لما نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.
وتابع أكار: “تم تحييد ألفين و212 عنصرا تابعا للنظام السوري، وتدمير طائرة مسيرة، و8 مروحيات، و103 دبابات، و72 مدفعية وراجمة صواريخ، و3 أنظمة دفاع جوي لغاية اليوم”، لافتا على أنه “لا نية لدينا للتصادم مع روسيا، هدفنا هو إنهاء مجازر النظام ووضع حد للتطرف والهجرة”.
وكشفت صحيفة “يني شفق” التركية أن الاجتماع الأمني الأخير في أنقرة تمخض عن قرار بشن حرب شاملة ضد حكومة دمشق، تستهدف فيها تركيا “مواقع النظام” في مختلف المدن السورية، وليس في إدلب فقط.
وأضافت الصحيفة، حسبما ترجمه موقع “الجسر ترك”، أن القوات التركية استهدفت مؤخرا بمدافعها وصواريخها بعيدة المدى وطائراتها المسيرة، مواقع قيادات الجيش السوري ومنظومات دفاعه الجوي إضافة إلى طائراته المروحية.
وذكرت الصحيفة أن الاجتماع الأمني، الذي عقده الرئيس رجب طيب أردوغان عقب مقتل 33 جنديا تركيا بقصف سوري في إدلب الخميس، خرج بقرار يقضي بإعلان كافة مواقع “النظام السوري” أهدافا لتركيا في إدلب خاصة، وبقية المدن السورية بشكل عام.
ولفتت “يني شفق” الانتباه إلى تكثيف الجيش التركي تعزيزاته، مشيرة إلى أن الحشود العسكرية التي دفع بها إلى إدلب، هي الأكثر شمولية في تاريخ الجمهورية التركية.
وأضافت أن أعداد العناصر التركية المتواجدة في إدلب تقدر بنحو 12 ألف فرد، فيما تجاوزت أعداد الدبابات والمدرعات وراجمات الصواريخ حاجز الـ 3 آلاف.
وتحدثت الصحيفة عن استهداف طائرة تركية مسيرة اجتماعا أمنيا لقيادات الجيش السوري، فجر السبت، في ريف حلب، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل العديد من القوات السورية، بينهم العميد الركن برهان رحمون، قائد اللواء 124 حرس جمهوري.
واقترح الرئيس الإيراني حسن روحاني على نظيره التركي رجب طيب أردوغان، عقد اجتماع ثلاثي بين إيران وتركيا وسوريا حول الوضع في إدلب.
وقال روحاني، في محادثة هاتفية مع أردوغان أمس السبت: نظرا لاتفاقنا على مبادئ كصيانة وحدة أراضي سوريا واقتلاع جذور الإرهابيين، والحفاظ على أرواح المدنيين الأبرياء وتسوية قضية إدلب بسرعة، فمن الممكن إزالة الخلافات في وجهات النظر عبر هذا الاجتماع.
كما لفت الرئيس الايراني إلى الأهمية الخاصة للتعاون الثلاثي بين إيران وتركيا وروسيا لحل مشكلة سوريا في إطار تعزيز “عملية أستانا”، مؤكدا استعداد طهران لاستضافة الجولة القادمة لهذا الاجتماع.
ووصف روحاني عملية المفاوضات بـ”صيغة استانا” بأنها إنجاز كبير، مضيفا أن تصعيد الأزمة في سوريا لا يخدم أحدا في المنطقة، “ونحن بحاجة إلى تحكيم لغة الحوار لتسوية الخلافات وعدم السماح بتقويض هذه المفاوضات”.
وقال أردوغان، أمس، إنه طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تتنحى روسيا جانبا في سوريا، وتترك لتركيا التعامل مع قوات الحكومة السورية بمفردها، بعد مقتل 34 جنديا تركيا الأسبوع الماضي.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مكتب الرئيس الفرنسي أنه حث نظيريه الروسي والتركي، خلال اتصالين هاتفين منفصلين، اليوم السبت، على وقف العمليات القتالية في سوريا والاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار.
وعبر ماكرون عن قلقه العميق من “الكارثة الإنسانية الناجمة عن هجوم سوريا وحلفائها في محافظة إدلب”.