البورصة السعودية تسجل هبوطًا حادًا.. ومالية المملكة تحث القطاع الخاص لتعليق مدفوعات الدين على أفقر دول العالم
كتب – أحمد سلامة
سجلت البورصة السعودية، اليوم الأحد، هبوطا حادا هو الأكبر منذ نحو شهرين بعد إعلان المملكة نيتها اتخاذ إجراءات صارمة للتعامل مع أزمة فيروس كورونا، وخفض النظرة من قبل وكالة “موديز”.
وبعد مكاسب على مدار 3 جلسات، تراجعت بورصة “تداول” عند الإغلاق بواقع 7.4% إلى 6586 نقطة، ما يمثل أكبر هبوط منذ يوم 9 مارس، بفعل نزول أسهم مصرف الراجحي 8% وشركة النفط العملاقة “أرامكو” 5.2% (30 ريالا سعوديا مقابل سهم واحد).
وتضررت معنويات المستثمرين من احتمال تبني السعودية إجراءات صارمة للتعامل مع أزمة فيروس كورونا وخفض وكالة “موديز”، الجمعة الماضي، النظرة المستقبلية لتصنيف المملكة إلى “السلبية” في ظل عوامل عدة على رأسها الجائحة وانهيار أسعار النفط وسط تفوق الطلب على العرض، فضلا عن الشكوك في قدرات المملكة على تحقيق استقرار الدين على المدى المتوسط.
وقال وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، أمس السبت، إن المملكة ستتخذ إجراءات صارمة جدا لمواجهة تأثير فيروس كورونا “قد تكون مؤلمة”، مضيفا أن جميع الخيارات مطروحة للتعامل مع الأزمة.
وأوضح أن من بين الإجراءات إبطاء المشروعات الحكومية، بما في ذلك الضخمة، لتقليص الإنفاق الحكومي.
وشدد الجدعان على أن “السعودية والعالم لن يعودا مثلما كانا في السابق بعد هذه الأزمة غير المسبوقة والتحديات الاقتصادية عظيمة”، مؤكدا أن الأثر الحقيقي لجائحة فيروس كورونا سيظهر في الربع الثاني وما يليه من هذا العام.
وفي سياق ذي صلة، حث وزير المالية السعودي محمد الجدعان، الأحد، الدائنين من القطاع الخاص على أن يحذوا حذو مجموعة العشرين للاقتصادات العالمية الكبرى في تعليق مدفوعات الدين المستحقة على أفقر دول العالم، مما يتيح لها أموالا لمواجهة فيروس كورونا.
وقال الجدعان الرئيس الحالي لمجموعة العشرين إن عددا من الدائنين من القطاع الخاص قد أشاروا إلى أنهم يدرسون بجدية تعليق الديون، مضيفا أن خطوة من هذا القبيل يجب أن تكون طوعية وأن على دول المجموعة تجنب فرض شيء على مستثمري القطاع الخاص.
وكتب في مقال للرأي بصحيفة فايننشال تايمز ”مثلما احتشد العالم لدعم صناعة الخدمات المالية في 2008 و2009، ينبغي للمؤسسات المالية والدائنين من القطاع الخاص أن يحذو حذو مجموعة العشرين ويدرسوا المساعدة والدعم الذي يمكن ان يقدموه الآن للدول الأكثر ضعفا في العالم“.
وكانت مجموعة العشرين قد وافقت في أبريل على تعليق مدفوعات خدمة الدين عن أفقر دول العالم حتى نهاية العام.