نشرة سوريا.. القوات الحكومية تستعيد مدينة استراتيجية وإردوغان يهدد أوروبا بـ”ملايين اللاجئين”

تواصلت حدة الاشتباكات بين قوات الجيش السوري والمسلحين الموالين لتركيا، وأسقط الطرفان معدات وطائرات عسكرية مضادة، فضلا عن عشرات القتلى والمصابين، فى وقت استعادت القوات السورية  مدينة استراتيجية، وحذّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من سماحه بتوجه ملايين المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا، في تكثيف لضغوطه على الدول الغربية للحصول على مزيد من المساعدات في النزاع السوري.

ودخلت وحدات من قوات الحكومة السورية مدينة سراقب، الواقعة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد معارك عنيفة مع مسلحي المعارضة.

وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية، “سانا”، دخلت وحدات الجيش دخلت الاثنين المدينة وتعمل على تمشيط أحيائها “من مخلفات الإرهابيين”.

وكانت فصائل المعارضة، وفي مقدمتها هيئة تحرير الشام، التي كانت تعرف بجبهة النصرة سابقا، قد استولت الخميس على المدينة، التي تشكل نقطة التقاء لطريقين دوليين استراتيجيين بالنسبة إلى دمشق، بعد نحو ثلاثة أسابيع من سيطرة قوات الحكومة عليها

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، الذي يوجد مقره بريطانيا، بأن القوات الحكومية “تمكنت .. بدعم جوي روسي، من استعادة السيطرة على سراقب بشكل كامل”

وقتل 19 جنديا سوريا، الأحد، في قصف لطائرات مسيرة تركية في محافظة إدلب شمال غربي البلاد، حيث أعلنت أنقرة هجوما ضد دمشق تخلله إسقاط طائرتين حربيتين سوريتين وقصف مطار عسكري في تصعيد كبير بعد مقتل عشرات من الجنود الأتراك الأسبوع الماضي.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “الجنود قتلوا عصراً في قصف طال رتلاً عسكرياً في منطقة جبل الزاوية ومعسكراً قرب مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي”.

وارتفعت بذلك حصيلة قتلى قوات الجيش السوري جراء القصف التركي باستخدام طائرات من دون طيار أو القصف المدفعي منذ الجمعة إلى 93 عنصرا.

وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن القوات التركية أسقطت طائرتين حربيتين سوريتين شمال غربي البلاد، وسط تصعيد عسكري هناك أدى إلى تزايد الاشتباكات المباشرة بين القوات التركية والسورية.

ونقلت “سانا” عن مصدر عسكري سوري قوله إنه “في تمام الساعة 13:25 من هذا اليوم وبينما كانت طائرتان سوريتان تنفذان مهمة ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة في منطقة إدلب، قام الطيران الحربي التركي باعتراض الطائرتين وإسقاطهما فوق الأراضي السورية”، وأكد المصدر أن الطيارين قفزوا بالمظلات “بسلام”.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية من جهتها إن “طائرتي سوخوي- 24 كانتا تستهدفان طائراتنا جرى إسقاطهما”، من دون أن تتحمل مباشرة مسؤولية إسقاطهما، مشيرة أيضاً إلى أنه تم “تدمير سلاح مضاد للطيران أسقط إحدى طائراتنا المسيرة، فضلاً عن منظومتي مضادات طائرات”.

وفي وقت سابق من الأحد، أعلن مصدر عسكري سوري “إغلاق المجال الجوي لرحلات الطائرات ولأية طائرات مسيرة فوق المنطقة الشمالية الغربية من سورية، وبخاصة فوق محافظة إدلب”.

وأكد، وفق سانا، أنه “سيتم التعامل مع أي طيران يخترق مجالنا الجوي على أنه طيران معادٍ يجب إسقاطه ومنعه من تحقيق أهدافه العدوانية”، كما أعلن الجيش السوري أنه أسقط الأحد “3 طائرات مسيرة تابعة للنظام التركي”.

تعهد بالتصدي.. وقمة تركية روسية

وأكدت السلطات السورية، الاثنين، عزمها التصدي بحزم “للعداون” التركي على أراضيها، غداة إعلان أنقرة بدء عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة إدلب حيث تنشر قواتها وتقدم الدعم للفصائل المقاتلة.

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين السورية، إن بلاده “تؤكد العزم والتصميم على التصدي للعدوان التركي السافر بكل الحزم ووضع حد لكافة التدخلات التركية حفاظا على سلامة ووحدة الأراضي السورية”.

وأضاف المصدر: “هذا العدوان التركي يوضح مجددا افتقار نظام إردوغان لأدنى درجات الصدقية من خلال انتهاكه وعدم التزامه بموجبات مخرجات عملية أستانا وتفاهمات سوتشي وإصراره على البقاء في خندق واحد مع المجموعات الإرهابية الأمر الذي يثبت ما دأبت سوريا على تأكيده بأن نظام إردوغان غير جدير ولا مؤهل ليكون أحد ضامني عملية أستانا”، حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا”.

وأكد المصدر أنه “انطلاقا من حرص سوريا على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم فإنها تطالب المجتمع الدولي بإدانة العدوان التركي الذي يشكل انتهاكا سافرا للقانون الدولي ووضع حد لسلوكيات نظام إردوغان في دعم الإرهاب وأخطار انتشاره في المنطقة والعالم وذلك بنقل الإرهابيين إلى ليبيا والمتاجرة بمعاناة السوريين لابتزاز الدول الأوروبية من خلال السماح لموجات من المهجرين بالتوجه إلى أوروبا الأمر الذي يشكل تهديدا جديا للأمن والسلم والاستقرار الدولي”.

وقالت الرئاسة التركية، الاثنين، إن الرئيس رجب طيب إردوغان سيزور روسيا الخميس، وسط توتر بين أنقرة وموسكو بشأن الاشتباكات المتزايدة مع الجيش السوري في منطقة إدلب بشمال غرب البلاد.

وكان لقاء إردوغان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين متوقعا بعد مقتل 34 جنديا تركيا في ضربات جوية سورية في إدلب الأسبوع الماضي، مما دفع أنقرة لشن هجوم مضاد على الجيش السوري المدعوم من روسيا في المنطقة.

وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد أعلنت الأحد، أن موسكو لا يمكنها ضمان أمن الطيران التركي في سوريا، وذلك بعد إغلاق المجال الجوي فوق إدلب.

ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن رئيس مركز التنسيق الروسي في سورية التابع لوزارة الدفاع الروسية اللواء أوليغ جورافلوف قوله للصحفيين: “في ظل هذه الظروف لا يمكن للقيادة العسكرية الروسية ضمان سلامة الطيران التركي في سوريا”.

تهديدات بورقة اللاجئين.. واليونان المتضرر الأكبر

وحذّر إردوغان من أن “ملايين” المهاجرين واللاجئين سيتوجّهون إلى أوروبا، في تكثيف لضغوطه على الدول الغربية للحصول على مزيد من المساعدات في النزاع السوري.

كما أعرب إردوغان عن أمله في التوصل إلى اتفاق وقف اطلاق نار في سوريا عند لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع عقب القتال العنيف في محافظة إدلب، وحذر من أن على أوروبا تحمل حصتها من أزمة اللاجئين التي تسبب بها العنف في المنطقة.

واحتشد آلاف المهاجرين واللاجئين، ومن بينهم أفغان وسوريون وعراقيون، على الحدود التركية مع اليونان بعد أن أعلن إردوغان أن تركيا لن تمنعهم من التوجه إلى الاتحاد الأوروبي، وزعم أن الاعداد أكبر من ذلك بكثير، وقال إنها تصل إلى مئات الآلاف”، وأضاف “سيتزايد العدد، قريبا هذا العدد سيصل إلى الملايين”.

واندلعت اشتباكات عندما منعت الشرطة اليونانية دخول الآلاف عبر الحدود في عطلة نهاية الأسبوع، وأطلقت الغاز المسيل للدموع على المهاجرين الذين ردوا بإلقاء الحجارة.

وفي محاولة يائسة سعى العديد من المهاجرين إلى السير في طرق بديلة، وقالت شرطة الموانئ اليونانية إن صبيا توفي عندما انقلب قارب مكتظ قبالة ساحل جزيرة ليسبوس.

وأعلنت أثينا عزيز دورياتها البرية والبحرية وتعليق طلبات اللجوء التي تقدم بها الأشخاص الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني.

وتستقبل تركيا على أراضيها أكثر من 4 ملايين مهاجر ولاجئ، غالبيتهم من السوريين، إلا أنها ابرمت اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي في 2016 لمنعهم من التوجه إلى إوروبا مقابل الحصول على مليارات اليوروهات من المساعدات.

ومن المقرر أن يزور كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي الحدود اليونانية، غدا، وسط مخاوف من تكرار تدفق اللاجئين إلى أوروبا، مثلما حدث في 2015.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *