ناي البرغوثي ليست الأولى.. فنانون فلسطينيون منعوا من دخول مصر لأسباب غير معلومة: لنا لقاء ولو بعد حين


المخرج الفلسطيني سعيد زاغة لبى دعوة مهرجان الجونة السينمائي لحضور دورته الخامسة فتم توقيفه في المطار ووضعه بالحجز لمدة 12 ساعة ثم ترحيله

في 2014 رفضت سلطات مطار القاهرة التصريح بدخول مدير التصوير الفلسطيني إيهاب عسل إلى البلاد لتصوير مشاهد فيلم بريطاني مصري فلسطيني.

لم يستطع المخرج هانى أبو أسعد الحضور إلى مصر للاحتفال بعرض فيلمه «عمر» في مايو 2015 بسبب تعطل إجراءات حصوله على التأشيرة دون إبداء أى أسباب من الجهات المختصة

السلطات المصرية منعت في 2018 الممثل علي سليمان من دخول البلاد بعد اختياره ضمن لجنة التحكيم لمهرجان الجونة السينمائي دون الاطلاع على الأوراق الرسمية وبينها تأشيرة الدخول

أعاد قرار منع المطربة الفلسطينية ناي البرغوثي من دخول الأراضي المصرية للأذهان قرارات مماثلة للسلطات المصرية بحق فنانين فلسطينيين جاءوا إلى “الشقيقة الأكبر” لكنهم فوجئوا بمنعهم من دخول البلاد لأسباب غير معلومة، وعادوا من حيث أتوا على أمل اللقاء ولو بعد حين.

في هذا التقرير يرصد لكم “درب” بعض من الفنانين الفلسطينيين الذي منعوا من دخول مصر.. من هؤلاء من كان يملك دعوات رسمية لحضور فعالية في بلاد النيل، ومنهم من جاء لتصوير عمل فني.

المطربة ناي البرغوثي

ظهر الاثنين 1 أغسطس الجاري، أعلنت دار الأوبرا المصرية تأجيل حفلي المطربة الفلسطينية ناي البرغوثي المقرر إقامتهما يوم الخميس ٤ أغسطس بأوبرا القاهرة على مسرح النافورة، و يوم السبت ٦ أغسطس بالمسرح الروماني بكوم الدكة بالإسكندرية إلى موعد آخر يتم تحديده لاحقا.

وبعد ساعات قليلة من هذا الإعلان، قالت المطربة ناي البرغوثي إنها تم منعها من دخول مصر عبر مطار القاهرة بعد 8 ساعات انتظار ومحاولات منها للدخول مشيرة إلى أن هذا السبب وراء قرار دار الأوبرا في مصر تأجيل حفليها اللذان كان مقررا عقدهما في القاهرة والإسكندرية.

وأوضحت ناي البرغوثي عبر حسابها على فيسبوك أنه تم منعها من دخول مصر لأسباب لا تعرفها، وقالت لجمهورها في مصر: “كم كنت أتحرق شوقاً للقائكم/ن في القاهرة والإسكندرية، في مصر سيد درويش وعبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم وغيرهم/ن من العمالقة، ولكني الآن مضطرة لأنتظر فرصة مستقبلية، آمل أن تكون قريبة، لأكون بينكم/ن وأشارككم/ن به”.

وشددت البرغوثي على أنها لن تتنازل عن أمل لقاء الجمهور المصري قائلة “كفنانة فلسطينية تربّت على قِيَم الصمود والكرامة، أرفض التنازل عن الأمل. بدعمكم/ن الجميل، وبقوة وعمق رسالتي الفنية والإنسانية، أرفع رأسي عالياً لأعِدكم/ن”. وختمت ناي رسالتها لجمهورها “لنا لقاء ولو بعد حين”.

وقدمت المطربة الفلسطينية “مفاجأة رمزية” للجمهور المصري مساء الخميس 4 أغسطس، موعد حفلها المؤجل وهو عبارة عن مقدمة “بلادي، بلادي، بلادي” في مقطع فيديو “إلى شعب مصر”، لافتة إلى أنها كانت تخطّط أن تفتتح بهذا النشيد عرض دار الأوبرا بالقاهرة والإسكندرية، مستوحية من اللحن الأصلي لسيد درويش ومن نسخة عبد الوهاب اللاحقة، مشددة على أن “هذا النشيد، نشيد مصر الحبيبة، كان ولا يزال يحرّك في كل فلسطيني/ة مشاعر الحنين والفخر والحب للشقيقة الأكبر، مصر”. 

https://www.facebook.com/naibarghouti/posts/645582046939452

المخرج والروائي سعيد زاغة

في 17 أكتوبر 2021، كشفت الناقدة الفلسطينية، علا الشيخ، عن منع المخرج والروائي الفلسطيني سعيد زاغة من دخول مصر، لافتة إلى أن “سعيد زاغة لبى دعوة مهرجان الجونة السينمائي وتحمس ليكون في منصتها.. لكنه تعرض لإهانة كبيرة في المطار وتم وضعه في التخشيبة لمدة 12 ساعة دون توجيه أي تهمة و تم ارساله في اليوم التالي مع رجل أمن برتبة عقيد إلى الطائرة”.

وكان من المقرر أن يشارك المخرج الفلسطيني سعيد زاغة في الدورة الخامسة من مهرجان الجونة بمشروعه الروائي الطويل في مرحلة التطوير “حشيشستان”، ضمن منصة الجونة السينمائية.

وعلق زاغة الذي يحمل الجواز الفلسطيني ومقيم في لندن على المنشور، قائلا: تجربة مريرة ومهينة جدا يا علا، لدرجة أنهم منعوني من شرب الماء لمدة ٦ ساعات وحكولي عدة مرات “ممنوع” و “دي التعليمات”…إلى أن عطف علي صدفة في الآخر أحد موظفي شركة الطيران.

وفي تصريحات تلفزيونية، روى الزاغة تفاصيل ما حدث معه قائلا إنه فور وصوله مطار القاهرة منع من دخول مصر، مشيرا إلى أن إدارة المهرجان أبلغته بوجود تنسيق مع السلطات المصرية لدخوله لكنه وجد غير ذلك في المطار، ثم أبلغته إدارة المهرجان أنها ستقوم بالتنسيق لدخوله إلا أن ذلك لم يحدث، وتم وضعه في الحجز داخل المطار ثم ترحيله.

الممثل الفلسطيني علي سليمان

منعت السلطات المصرية، في 19 سبتمبر 2018، الممثل الفلسطيني علي سليمان، من دخول البلاد بعد أن تم اختياره ضمن لجنة التحكيم لمهرجان ”الجونة السينمائي” في دورته الثانية.

وقالت الناقدة الفلسطينية علاء الشيخ – آنذاك –  إن الأجهزة الأمنية في مطار القاهرة، تعاملت مع الفنان كـ”خطر تم عزله ومن ثم تم اقتياده إلى الطائرة ليعود من حيث أتى، دون أي تفسير أو رد على سؤال أو حتى الاطلاع على الأوراق الرسمية وبينها تأشيرة الدخول”.

وعلى إثر ذلك، أعلنت المطربة الفلسطينية ريم تلحمي مقاطعتها للمهرجان، وأصدرت بياناً عبر صفحتها على موقع فيسبوك قالت فيه إنه “بعد الإجراءات المخزية والمعيبة التي اتخذها أمن مطار القاهرة في حق الفنان الفلسطيني علي سليمان، عضو لجنة تحكيم عن فئة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الجونة السينمائي في مصر، والتعامل معه كخطر أمني، وترحيله خارج مصر، وبعد المزاودة علينا في شأن الوثائق الرسمية التي يحملها الفلسطينيون سكان الأرض المحتلة عام ٤٨، ورفض التعامل معها والأخذ بها، وبعد تصريحات الفنان الفلسطيني زياد بكري بطل فيلم “مفك” لبسام جرباوي، والذي سيعرض ضمن فعاليات المهرجان، عبر صفحته على فيسبوك، أعلن هنا إلغاء مشاركتي كضيفة على مهرجان الجونة السينمائي، آسفة جداً على ما تعرّض له زملائي وما نتعرض له جميعاً، من إجحاف وتعامل مهين ومعيب، خصوصاً أنه يأتي من دولة عربية تقبع سفارتها في قلب تل أبيب”.

مدير التصوير الفلسطيني إيهاب عسل

في 5 ديسمبر 2014، رفضت سلطات مطار القاهرة التصريح بدخول مدير التصوير الفلسطيني إيهاب عسل إلى الأراضي المصرية، لتصوير بعض المشاهد الخاصة بفيلم بريطاني مصري فلسطيني.

وقال المخرج والسيناريست محمد دياب على صفحته الشخصية على موقع “فيسبوك”، آنذاك، إن المنتج محمد حفظي وهو المنتج المنفذ للجزء الخاص بالفيلم في مصر، حاول الوصول للمسؤولين والمعنين بالثقافة في مصر، لكنه فشل وتم ترحيل الرجل إلي الأردن، وبناءً عليه قرر هاني أبو أسعد (المخرج الفلسطيني) أن يلغي التصوير في مصر والانتقال إلى الأردن لتصوير مشاهد الفيلم هناك.

وأشار دياب إلى أن مدير التصوير إيهاب عسل، محترف ومعروف عالمياً وهو مدير تصوير فيلم «عمر».

وقال دياب إن المخرج هاني أبو أسعد مخرج فلسطيني وطني مواقفه من القضية الفلسطينية كلفته الكثير، وعلاقته وحبه لمصر لا يخفيان على أي إنسان يعرفه، وتغير مكان التصوير لبلد آخر أصابه بالحزن الشديد.

المخرج هاني أبو أسعد وأبطال “عمر”

ولم يستطع المخرج الفلسطينى هانى أبو أسعد الحضور إلى مصر في مايو 2015، وتعطلت إجراءات حصوله على التأشيرة بدون إبداء أى أسباب من الجهات المختصة، بحسب ما ذكر حينها موقع “اليوم السابع من مصادر خاصة، حيث تم منعه من الاحتفال بعرض فيلمه “عمر” فى مصر.

أبطال الفيلم أيضا لم يستطيعوا الحضور، ولم يشفع للمخرج هانى أبو أسعد أنه أول مخرج عربى ينافس بفيلم عربى على جوائز الأوسكار كأفضل فيلم أجنبى وهو واحد من أبرز الأحداث السينمائية على مستوى العالم، وهو الأمر الذى تكرر مرتين، الأولى مع فيلم “الجنة الآن”، والثانية مع “عمر” الذى انطلق فى عدة سينمات بدول عربية هى: مصر، الإمارات، الكويت، عمان، والعراق.

فيلم عمر يحكى قصة 3  شباب من فلسطين يقتلون جندياً إسرائيلياً، ليتم إلقاء القبض على أحدهم فى الحال، وهو خباز يدعى عمر، ويتعرض للضرب من قبل رجال الاستخبارات الإسرائيلية، ويعدونه بإطلاق سراحه بشرط مساعدتهم فى الإمساك بمن أطلق النار على الجندى الإسرائيلى. يجتمع شمل عمر بأصدقائه مرة أخرى، ويبدأ فى الشك بوجود جاسوس بينهم. 

يربط أبو أسعد فى «عمر» بين النضال ضد المحتل، والحب وهواجسه والتى يأتى على رأسها الشك، من خلال تشابك العلاقات، حيث تمكن مخرج ومؤلف الفيلم من حبكها بطريقة جعلت كل منهم يشك فى كون الآخر جاسوسا، حتى فى علاقة الحب التى جمعت بين عمر ونادية شقيقة صديقه المناضل طارق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *