من «احكي يا شهر زاد» لـ«أصحاب ولا أعز».. منى زكي فنانة تمردت على الحصار (بروفايل)

كتبت- ليلى فريد

لسنوات طويلة أراد البعض أن يحاصر منى زكي في نمط معين من الشخصيات، خاصة وأن بدايات الفنانة في دراما التسعينات بأعمال مثل الضوء الشارد والعائلة وقدمت فيهما شخصية هادئة ومسالمة، ساعد ذلك في تكوين صورة نمطية عن الفنانة.

ملامح الفنانة الهادئة رشخت هذه الصورة عند قطاع كبير من الجمهور، لكن الفنانة رفضت هذا الحصار بعد سنوات من وضعها في قالب محدد، ففي احكي يا شهر زاد، للكاتب الكبير وحيد حامد، كسرت الفنانة النمط  وقدمت شخصية إعلامية جريئة في ملابسها ومواقفها، ولاقت ملابسها ومشاهد جمعتها مع زوجها في العمل حسن الرداد انتقادات واسعة وحملة هجوم عليها، وشائعات متكررة عن انفصالها عن زوجها الفنان أحمد حلمي، وجاءت مشاركتها الأخيرة بفيلم أصحاب ولا أعز ليجدد الهجوم على الفنانة، وكأن الجمهور لم يغفر بعد للفنانة خروجها عن الإطار الذي وضعها فيه وتوقعاته للأعمال التي يجب أن تشارك بها والأخرى التي تتجنبها.

ربما الأسوأ في كل حملات الهجوم على منى زكي هي المحاولات المستمرة لجر زوجها لخناقة ليس طرفًا فيها، وكأنه وصي على زوجته واختياراتها، لكن الفنان لم يلتفت للمحاولات الكثيرة لجره لهذه المنطقة.

منى زكي ولدت في 18 نوفمبر 1976 بالقاهرة، والدها يعمل طبيبًا ووالدتها حاصلة على ماجستير تربية رياضية، وبسبب عمل والدها شهدت طفولة منى تنقلًا مستمرًا حيث عاشت بالكويت وإنجلترا والولايات المتحدة، ودرست منى قبل دخولها الفن الإعلام بجامعة القاهرة.

“النقابة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي اعتداء لفظي أو محاولة ترهيب معنويه لأي فنان مصري أو النيل منه نتيجة عمل فني ساهم فيه مع مؤلفه ومخرجه”، هكذا علقت نقابة المهن التمثيلية على الأزمة الأخيرة، موضحة أنها ستدعم الفنانة منى ذكي حال محاولة البعض اتخاذ أي إجراء من أي نوع كان تجاه الفنانة عضو النقابة.

وقالت النقابة إنها تؤكد على أن دور الفنون والقوى الناعمة أن تعالج القضايا الشائكة، وأن تدق ناقوس الخطر على ظواهر كثيرة قد تتسرب لمجتمعنا، ويجب أن يتصدى لها فنانو مصر ومبدعوها بأعمالهم والتي تكشف كثيرا منها، وتعطي رسالة لتنبيه الجميع، وهذا هو دور الفن في عمومه ودور فنون التمثيل خصوصا.

منى زكي دخلت مجال الفن من خلال تقدمها لبرنامج اختيار المواهب الشابة، حيث كانت تبلغ حينها من العمر 16 عامًا، ولموهبتها قبلت ضمن فريق العمل، وظلّت تعمل بالفن كهاوية حتى احترفته فيما بعد.

بدأت منى زكي التمثيل من خلال مسرح جامعة القاهرة، حتى جاءت لها الفرصة لتقوم بأول عمل فني لها وهي مسرحية بالعربي الفصيح مع الفنان محمد صبحي.

وكانت الفنانة منى زكي من ضمن النجوم الذين ساهموا في صياغة مفهوم السينما النظيفة أو سينما الأسرة حيث حرصت على تقديم أدوار الفتاة ذات الوجه الملائكي البريء، قبل أن تتمرد على نفسها وتقدم أدورًا جريئة نالت استحسان النقاد.

يقول الناقد الفني طارق الشناوي عن “أصحاب ولا أعز” إن عددا كبيرا ممن انتقدوا الفيلم لم يشاهدوه، فالفيلم لا يروج لقضية المثلية الجنسية التي يرفضها المجتمع، مثلما يعتقد البعض، كما أنه لا يمكن أن يتحدث أحد عن أن مشاركة منى زكي في هذا الفيلم سقطة أخلاقية.

ويضيف: “يعني هو لو فنان شرب خمرة في أحد المشاهد الدرامية أو السينمائية نقول عليه وقع في سقطة أخلاقية؟ هل ده أمر منطقي؟ ده أمر غير منطقي على الإطلاق؛ لأن الممثل يؤدي دورا ولا يصح أن نخلط بين الخيال والواقع”.

دخلت منى زكي إلى عالم السينما منذ منتصف التسعينات وتحديدًا من خلال مشاركتها في فيلم “القتل اللذيذ” عام 1997 تضع اسمها بفضل موهبتها الفذة بين نجوم الفن، وتصل إلى حد المشاركة في أدوار البطولة.

وبعدها توالت أعمال منى زكي لتحصل على دور البطولة في فيلم “اضحك الصورة تطلع حلوة”، و”صعيدي في الجامعة الأمريكية”، و”عمر 2000″، و”الحب الأول”، و”ليه خلتني أحبك”.

واستطاعت الفنانة منى زكى في بدايتها الفنية، ورغم صغر سنها أن تقف أمام عمالقة الفن مثل الفنان أحمد زكي والفنانة القديرة سناء جميل وميرفت أمين، وليلى علوي وممدوح عبد الحليم وسميحة أيوب.

من أهم الأفلام التي شاركت فيها منى زكي كان فيلم “خالتي فرنسا”، وفيلم “أبو علي”، و”أفريكانو”، و”أيام السادات”، و”مافيا” و”احكي يا شهرزاد”، “سهر الليالي”، “من نظرة عين”، “أولاد العم”، “دم الغزال”.

كما كان لمنى دورًا مميزًا في فيلم “تيمور وشفيقة”، و”18 يوم”، و”أسوار القمر”، و”من 30 سنة”، وغيرها من الأفلام.

“منى ممثلة رائعة وقدمت دورًا فنيًا من أهم أدوارها، والفيلم رائع بكل المقاييس، وليس به ما قد يخدش حياء أي شخص من المعقدين الذين يريدون سينما ترفع شعار (ممنوع اللمس)، والأمر يقتصر على جرأة في الحوار، وبالمناسبة الحوار واقعي وقد يدور بالفعل بين أي مجموعة من الأصدقاء، لا أعرف أين المشكلة؟”، بهذه الكلمات دافعت الفنانة عن منى زكي وصناع فيلم أصحاب ولا أعز.

أما الفنانة الكبيرة سوسن بدر فقالت: ” منى تاريخ فني جميل صنعتيه من أول لحظة ظهرتي فيها بموهبتك الحقيقية وملامحك الجميلة وإيمانك بنفسك وفنك، منى زكي الموهوبة.. المحترمة .. بحبك”.

وعن حياة منى الأسرية فهي متزوجة من الفنان أحمد حلمي منذ عام 2002، وأثمرت هذه الزيجة بـ 3 أطفال هم: “لي لي” و”سليم” و”يونس”.

وحكت الفنانة المصرية منى زكي، أنها بعد أن تعرفت على أحمد حلمي وبدأت صداقتهما وبعد فترة من تأكده من حبها له طلب يدها لتنتابها نوبة ضحك جنونية.

في أول تعليق بعد أزمة فيلمها وجهت منى زكي نصائح عن الأشياء التي يفعلها الأقوياء ذهنيًا.

وعبر خاصية (الاستوري) بحسابها الرسمي بموقع (إنستجرام)، كتبت منى: “تخطي الأمور، عدم إضاعة الوقت في الشعور بالأسف على الحال، تقبل التغيير والترحيب بالتحديات، الحفاظ على السعادة، عدم إضاعة الطاقة في أمور لا يمكن التحكم بها”.

وتابعت: “التحلي بالطيبة والحياد وعدم الخوف من التعبير عن الرأي، وخوض المخاطرات المحسوبة، والاحتفال بنجاح الآخرين، وعدم الشعور بالغضب تجاه ذلك النجاح”.

يذكر أنه منذ أيام قليلة بدأت منصة نتفليكس عرض فيلم “أصحاب ولا أعزّ” وهو أول فيلم عربي من إنتاج نتفليكس، ويعرض في ١٩٠ دولة مترجما إلى 31 لغة ومدبلج إلى 3 لغات، وبعد ساعات من عرضه تصدر الجدل حول الفيلم منصات مواقع التواصل الاجتماعي مع هجوم على الفيلم وصناعه، وسط دفاع نقاد وفنانون عن العمل.

 وتدور أحداث الفيلم حول سبعة أصدقاء يجتمعون على العشاء، ويقررون أن يلعبوا لعبة حيث يضع الجميع هواتفهم المحمولة على طاولة العشاء، بشرط أن تكون كل الرسائل أو المكالمات الجديدة على مرأى ومسمع من الجميع، وسرعان ما تتحول اللعبة التي كانت في البداية ممتعة وشيقة إلى وابل من الفضائح والأسرار التي لم يكن يعرف عنها أحد بما فيهم أقرب الأصدقاء.

وتعرضت الفنانة منى زكي وصناع الفيلم لحملة هجوم شديدة، وسط دفاع نقاد وفنانون عن العمل الفني.

النائب مصطفى بكري، أعلن تقدمه ببيان عاجل، إلى الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، ضد الفيلم وصناعه.

وقال بكري، في البيان العاجل إن فيلم أصحاب ولا أعز، يحرض على المثلية الجنسية والخيانة الزوجية، وهذا يتنافى مع قيم وأعراف المجتمع المصري.

كما أعلن المحامي أيمن محفوظ، تقدمه بإنذار لوزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، تمهيدًا لإقامة دعوى قضائية ضد وزارة الثقافة والمصنفات الفنية، لمنع عرض فيلم أصحاب ولا أعز  بطولة منى زكي، وإياد نصار بعد ساعات من عرضه بمنصة نتفليكس وهي منصة خاصة تقدم خدماتها للجمهور باشتراك مدفوع.

وقال محفوظ في إنذاره لوزيرة الثقافة، إنه بعد عرض فيلم أصحاب ولا أعز للجمهور، أثار موجة من الغضب الجماهيري من خلال الدعوة للانحلال الأخلاقي في عدة مشاهد بالفيلم من أبطاله، وكان أول المشاهد ظهور فتاة 18 سنة وتحمل عازلًا طبيا لإقامة علاقة جنسية مع شاب، وقد وافقها والدها على ذلك الفعل الشائن، مع تعنيفه أمها بعدم التعدي على خصوصية الفتاة والتفتيش في حقيبة يدها.

منى زكي حضرت العرض الخاص للفيلم في دبي، 17 يناير الجاري، قبل ثلاثة أيام من انطلاق عرضه على منصة نتفليكس، بحضور أبطال العمل الفنانة والمخرجة اللبنانية نادين لبكي، والفنان الأردني إياد نصار، والفنانين عادل كرم، جورج خبّاز وديامان أبو عبود وفؤاد يمين بالإضافة إلى مخرج الفيلم وسام سميرة، ومن منتجين الفيلم محمد حفظي، والمنتج منفذ ميادة الحراكي.

ستنهي هذه الأزمة وحملة الهجوم غير المبررة، وتبقى منى زكي وأحدة من أهم فنانات جيلها لم ترضخ للضغوط ولم تستسلم لحصار الجمهور في أدوار على مقاس تصوراته والصورة الذهنية التي رسمها في خيالة لمنى زكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *