منع الطبيب البريطاني الفلسطيني غسان أبو ستة من دخول فرنسا حتى لا يروي شهادته عن عمله 43 يومًا في مجمع الشفاء بغزة  

كتب: وكالات  

مع تصاعد الحرب في قطاع غزة، حظي الطبيب البريطاني الفلسطيني رئيس جامعة جلاسكو غسان أبو ستة، باهتمام إعلامي كبير، لا سيما بعد منعه من دخول ألمانيا ومن بعدها فرنسا، في مساعيه للمطالبة بوقف حرب غزة. 

والسبت أعيد أبو ستة، الذي كان من المقرر أن يروي لمجلس الشيوخ الفرنسي تجربته كطبيب في غزة أثناء الهجوم الإسرائيلي، إلى لندن، بعد منعه من زيارة فرنسا بسبب حظر دخول لمنطقة “شنجن” أصدرته ألمانيا. 

وكتب الجراح المعروف على منصة “إكس”: “أنا في مطار شارل ديجول. إنهم يمنعونني من دخول فرنسا. يفترض أن أتحدث في مجلس الشيوخ الفرنسي اليوم (السبت). إنهم يقولون إن الألمان منعوا دخولي إلى أوروبا لمدة عام”. 

وأكد مصدر في الشرطة لـ”فرانس برس”، أن “وثيقة حظر دخول إلى منطقة شنجن” صادرة عن ألمانيا حالت دون دخوله إلى باريس، ثم أفاد مصدر آخر أن أبو ستة أعيد إلى لندن لاحقا. 

ومنتصف أبريل، منع أبو ستة ووزير المال اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس من دخول ألمانيا، حيث كان يفترض أن يشاركا في “المؤتمر الفلسطيني” في برلين الذي أوقفته الشرطة بعد ساعة من بدايته. 

وردا على سؤال حول فاروفاكيس، قالت السلطات الألمانية إن هذا الإجراء يهدف إلى “منع أي دعاية معادية للسامية ومعادية لإسرائيل”. 

وفي مقطع فيديو بثه في اليوم ذاته، أوضح أبو ستة أنه منع من دخول ألمانيا “طوال شهر أبريل”، كما استنكر “قمع حرية التعبير في ألمانيا” التي وصفها بأنها “شريكة للجيش الإسرائيلي في إسكات شهود الإبادة الجماعية” في غزة. 

وكان يفترض أن يشارك أبو ستة في مؤتمر في مجلس الشيوخ، من تنظيم السيناتور المدافعة عن البيئة ريموند بونسيه مونج. 

وعمل أبو ستة لمدة 43 يوما في مجمع الشفاء بغزة خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع المستمرة منذ 7 أكتوبر، وكان من المفترض أن يشارك في جلسة مجلس الشيوخ الفرنسي بدعوة من عضو المجلس ريموند بونسيه مونغ. 

ودعت فرانشسيكا ألبانيز، المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، ألمانيا، اليوم الأحد، إلى العدول عن قرار منع طبيب بريطاني فلسطيني شهد حرب غزة من دخول أوروبا. 

وقالت عبر منصة إكس: “بوصفي أوروبية، أعتذر للدكتور غسان أبو ستة عن حظر دخوله دولا أوروبية قررته ألمانيا، الهابطة إلى مستوى أدنى في الدفاع عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، وكان الطبيب أبو ستة شاهدا عليها مباشرة”، نقلا عن وكالة أنباء “العالم العربي”. 

وحثت المقررة الأممية دول أوروبا على الاعتراض على قرار ألمانيا حظر دخول أبو ستة منطقة شنغن، وقالت: “يجب السماح للدكتور أبو ستة بالإدلاء بشهادته الثمينة في كل مكان، وأن يستقبل بالاحتفاء الذي يستحقه شخص شجاع وصاحب مبادئ”. 

من هو أبو ستة؟ 

غسان سليمان أبو ستة جراح بريطاني فلسطيني متخصص في جراحة الوجه والجراحة التجميلية، وهو أيضا رئيس جامعة غلاسكو الحالي. 

ولد في الكويت عام 1968 لعائلة فلسطينية، ثم درس الطب في بريطانيا على خطى والده. 

أبو ستة معروف بتقديم المساعدة الطبية كجراح في مناطق النزاع، خاصة في قطاع غزة. 

زار القطاع لأول مرة كطالب طب خلال الانتفاضة الأولى عام 1989، ثم توجه إليه خلال الانتفاضة الثانية بدءا من عام 2000، ثم تكررت الزيارات مع الحروب التي شهدتها غزة. 

قدم أبو ستة المساعدة الطبية في مناطق الحرب في العراق ولبنان وسوريا واليمن. 

خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 2023، في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة التي أدت منذ ذلك الحين إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، عمل أبو ستة في مستشفى الشفاء والأهلي المعمداني في القطاع. 

خلال أيامه الـ43 في غزة مؤخرا، تحدث عن مشاهدته “مجزرة” واستخدام ذخائر الفسفور الأبيض، وهو ما نفته إسرائيل. 

في يناير، سلمت المحكمة الجنائية الدولية أدلة إلى سكوتلاند يارد تتعلق بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المزعومة المرتكبة في غزة بموجب التشريعات البريطانية، بما في ذلك الأدلة المقدمة من أبو ستة. 

تحدث إلى وسائل الإعلام وشارك في مؤتمرات صحفية عدة عن تجاربه في غزة، وفي يناير 2024 سافر إلى لاهاي للقاء محققي المحكمة الجنائية الدولية، في أبريل الماضي، انتخب أبو ستة رئيسا لجامعة جلاسكو. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *