منظمة العفو الدولية: السلطات اللبنانية تعرقل ‏‏”بوقاحة” مجرى التحقيق في انفجار مرفأ بيروت

اتهمت منظمة العفو الدولية (أمنستي)، اليوم الاثنين، السلطات اللبنانية بأنها تعرقل ‏‏”بوقاحة” مجرى التحقيق في انفجار مرفأ بيروت للتوصل إلى الحقيقة وتحقيق العدالة للضحايا.

وفي بلد شهد خلال ‏السنوات العشرين الماضية اغتيالات وتفجيرات وحوادث عديدة لم يكشف النقاب عن أي منها إلا نادرا، ولم يحاسب ‏أي من منفذيها، ما يزال اللبنانيون، وعلى رأسهم أهالي أكثر من 200 قتيل و6 آلاف جريح، ينتظرون نتيجة ‏التحقيق في انفجار كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم تُركت مخزّنة لسنوات في المرفأ من دون إجراءات وقاية‎.‎

وينتظر اللبنانيون منذ عام‎  ‎أجوبة على الأسئلة ذاتها: من أتى بـ2750 طناً من نيترات الأمونيوم إلى بيروت؟ لماذا ‏تُركت سبع سنوات في المرفأ ومن كان يعلم بها وبمخاطرها؟ وما هي الشرارة التي أدت إلى وقوع أحد أكبر ‏الانفجارات غير النووية في العالم؟

وقالت منظمة العفو في بيان إن “السلطات اللبنانية أمضت السنة المنصرمة وهي تعرقل بوقاحة بحث الضحايا عن الحقيقة ‏والعدالة في أعقاب الانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت”. وأضافت أن “الجهود التي بذلتها السلطات اللبنانية بلا كلل ولا ‏ملل طوال العام لحماية المسؤولين من الخضوع للتحقيق عرقلت على نحو متكرر سير التحقيق”.‏

وخلال سبع سنوات، تبلغت أجهزة أمنية ومسؤولون سابقون وحاليون بمخاطر وجود كميات نيترات الأمونيوم في المرفأ.  وبرغم ‏عشرات المراسلات بينهم، لم يحرك أي منهم ساكناً لتفادي الكارثة. ويحمل أهالي الضحايا بشكل خاص الطبقة السياسية مسؤولية ‏ما حصل متهمين إياها بالفساد وسوء الإدارة.‏

‏ وبعد استدعائه مسؤولين سياسيين، جرت تنحية المحقق العدلي الأول في القضية. ويواصل المسؤولون وضع العقبات أمام ‏المحقق العدالي الثاني طارق بيطار، متحججين بالحصانات السياسية إثر طلبه ملاحقة سياسيين وقادة أجهزة أمنية.‏

وقالت لين معلوف، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، “لقد تقاعست الحكومة ‏اللبنانية على نحو مأساوي عن حماية أرواح شعبها، تماماً مثلما قصّرت لمدة طويلة للغاية في حماية الحقوق الاجتماعية – ‏الاقتصادية الأساسية”. وأضافت “نظراً لحجم هذه المأساة، فمن المذهل أن نرى المدى الذي تستعد السلطات اللبنانية أن تذهب إليه ‏لحماية نفسها من التحقيق”. ويعيق غياب المحاسبة والكشف عن الحقيقة التعويضات ودفعات التأمين التي من المفترض أن يحصل ‏عليها الضحايا وعائلاتهم. ‏

ويُنظم أهالي الضحايا الأربعاء، في ذكرى مرور عام على الانفجار، مسيرات للمطالبة برفع الحصانات عن المسؤولين  الذين ‏يطلب المحقق العدلي ملاحقتهم. وخلال مؤتمر صحافي الاثنين، حدد أهالي الضحايا مهلة 30 ساعة للمسؤولين لرفع الحصانات. ‏وقال والد أحد الضحايا إبراهيم حطيط “صَبَرنا حتّى نفد صبرنا… الرابع من آب هو يوم وجعنا”. وأضاف “أمامكم 30 ساعة، ‏انظروا بما ستقومون به فيما بتعلق بمسألة الحصانات والأذونات، ونتمنى أن تفكروا بطريقة صحيحة ولو مرة واحدة”.‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *